واصل الشارع في محافظة تعز بجنوب غرب اليمن، الأحد، التعبير عن غضبه من اغتيال افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين، الذي اعتبر على نطاق واسع أكثر من مجرّد حادثة أمنية عابرة، وأنّه امتداد لهشاشة الوضع الأمني في المحافظة وخضوعه لاعتبارات ذات صلة بالصراعات السياسية وبمصالح جهات متنفذّة.
وكانت المشهري قد اغتيلت أواخر الأسبوع الماضي على أيدي مسلّحين مجهولين أطلقوا النار عليها أثناء مرورها بسيارتها في دوار سنان وسط مدينة تعز، في حادثة هي الثانية في ظرف حوالي شهر واحد بعد اغتيال المقدم عبدالله النقيب مدير أمن مديرية التعزية بالمدينة عن طريق تفجير سيارته بعبوة ناسفة أثناء مروره في أحد الشوارع.
وأطلقت الحادثتان صفارة إنذار بشأن استفحال عملية تصفية الحسابات وبلوغها حدّ تهديد حياة الأفراد من مسؤولين وغيرهم.
وترجع أوساط يمنية هشاشة الوضع الأمني في تعز بالتحديد إلى استفحال ظاهرة فوضى السلاح ووجود كميات كبيرة منه خارج يد الدولة وأجهزتها الرسمية.
المسيرات الاحتجاجية على اغتيال المشهري بلغت محيط مقر إدارة الأمن حيث رفع المحتجون شعارات غاضبة تطالب بسرعة القبض على قتلة المسؤولة المحلية
وذهب مصدر سياسي محلي إلى القول إن المشكلة الأمنية في تعز تتجاوز مجرّد فوضى السلاح إلى سوء تنظيم أجهزة الأمن نفسها وتعدّد الولاءات داخلها، وهي ولاءات حزبية أحيانا وحتى مصلحية مادية أحيانا أخرى، الأمر الذي يضع تعز أمام خطر استخدام الأجهزة ذاتها في تصفية حسابات بين متنفذين وأصحاب مصالح سياسية واقتصادية.
وبلغت المسيرات الاحتجاجية على اغتيال المشهري، الأحد، محيط مقر إدارة الأمن حيث رفع المحتجون شعارات غاضبة تطالب بسرعة القبض على قتلة المسؤولة المحلية وتقديمهم للعدالة دون تأخير.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مشاركين في التظاهرات تنديدهم باستمرار تجاهل مطالب الشارع بضبط الوضع الأمني وحسن اختيار القائمين عليه بعيدا عن أي ولاءات سياسية أو مصلحية.
وتوجهت موجة الغضب الجماهيري صوب السلطات المحلية مستهدفة قيادتها ممثلة بالمحافظ نبيل شمسان الذي هتف المحتجون بإقالته فورا من منصبه.
وتوسعت الشعارات والهتافات خلال المظاهرات الشعبية لتتطرق إلى تعديات من قبل القائمين على الأجهزة الأمنية على حقوق ومصالح المواطنين من قبيل إقامة نقاط لجمع ضرائب وجبايات خارج نطاق القانون، واستخدام العناصر الأمنية للسلطة والسلاح لابتزاز الكسبة والتجار من أجل تحصيل أموال منهم دون وجه قانوني.
وشارك في احتجاجات الأحد والد المشهري الذي عاد على عجل من خارج البلاد وتم تنظيم استقبال جماهيري له ألقى خلاله كلمة قال فيها “جئت من الغربة محمولا بألم الفقد، ولم أكن أتصور أنني سأعود لأجد دم ابنتي يُراق وسط مدينتها التي أحبتها وخدمت أهلها،” مضيفا أنّ “دم افتهان أمانة في أعناقكم جميعا ولن أتنازل عن حقها وحق كل المظلومين حتى يُحاسَب القتلة ومن وفر لهم الحماية.”
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news