منذ حادثة اغتيال افتهان المشهري مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز، تعيش المدينة أوضاعًا بيئية صعبة، إذ توقفت خدمات النظافة بشكل شبه كامل بعد دخول عمال الصندوق في إضراب مفتوح، احتجاجًا على مقتل مديرتهم والمطالبة بالقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.
شوارع المدينة، وفي مقدمتها شارع جمال باتت مغطاة بأكوام القمامة التي تتزايد يومًا بعد يوم، وسط ارتفاع أصوات المحتجين الذين يطالبون السلطات المحلية باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الكوادر العاملة وضمان استمرارية الخدمات.
ولم يقتصر إضراب عمال النظافة على توقف رفع المخلفات فحسب، بل ترافق مع وقفات احتجاجية متواصلة أمام مبنى السلطة المحلية وإدارة الأمن حيث يؤكد العمال أن دماء زميلتهم "المشهري" لن تذهب سدى، وأن عودتهم للعمل مرهونة بتحقيقات جادة وشفافة.
ومع استمرار تكدس القمامة في الأحياء والأسواق، بدأت تظهر مخاوف صحية متزايدة، إذ يحذر الأطباء من انتشار الأمراض والأوبئة مع تزايد الذباب والبعوض والروائح الكريهة، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة.
وأعرب سكان في أحاديث للمهرية نت عن قلقهم من احتمالية تفشي حالات الإسهالات والأمراض الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي إذا استمر الوضع على حاله.
ويرى ناشطون أن غياب المعالجات السريعة للأزمة البيئية قد يفاقم معاناة الأهالي، مشددين على أن القضية لم تعد مرتبطة بالخدمات فحسب، بل باتت قضية أمنية وإنسانية تتطلب تحركًا عاجلًا من قبل السلطات والمنظمات المعنية.
وحتى اليوم السبت ، لا تزال مدينة تعز تعيش بين غضب شعبي، وتلوث بيئي، وضغط إنساني، في وقت يترقب فيه المواطنون خطوات حقيقية لوقف الانهيار البيئي وفرض الأمن الذي يضمن عودة عجلة الخدمات الأساسية للحياة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news