ماذا تبقى في مدينة تحاصر سكانها ثقافة الموت؟!
قبل 25 دقيقة
ماذا تبقى في مدينة الإرهاب، وثقافة الموت تحاصر سكانها، ويتحكم بمصير أمنها واستقرارها منفلتون، أغلبهم مدعومون من الأجهزة الأمنية والعسكرية، في تفسخ وانحطاط قيمي وأخلاقي غير مسبوق؟ لقد أساؤوا إلى تعز المدينة والتحضر
.
حتى النساء، يا تعز، لم يسلمْن من إرهاب المجرمين. أيعقل أن يقع اغتيال بشع في وضح النهار، جريمة مكتملة الأركان على أيدي قتلة نشاهدهم في شوارع المدينة، مبندَقين بأسلحتهم، يوزعون الخوف والرعب في الأسواق والأحياء، في مربعات الموت والإرهاب؟.
ما الذي صنعته إفتهان المشهري حتى تُغتال بطريقة مرعبة وهي في طريقها لتنظيف أوساخ وقذارة مدينة يسكنها قتلة بلا رجولة ولا شرف؟.
من قتل المشهري؟ ومن وجه بالقتل؟ ولماذا لم تتعاطَ الأجهزة الأمنية مع شكواها من التهديد؟ أليس التراخي الأمني هو المسؤول الأول عن هذا الاغتيال الغادر؟.
هل هذه تعز التي نفاخر ونتغنى بمدنيتها؟ هل هذه تعز التي أصبحت تصوب بندقيتها إلى النساء وتوزع أشلاء ضحاياها في شوارعها، حتى تفوح رائحة الدم في كافة أرجاء المدينة؟ هل يدرك المجلس الرئاسي، وهم يتصارعون على توزيع المناصب، أنهم قادوا البلد إلى المجهول وحولوا مناطق سيطرتهم إلى حياة الغاب، حيث القتل بالجملة والعصابات هي التي ترسم وجه المدن الملطخة بالدم؟
إلى هذه الدرجة، يد العليمي وحيدان والداعري وبن بريك مشلولة عن تغيير المنظومة الأمنية والعسكرية والسلطة المحلية، بصفتهم أساس البلاء، واخذوا المدينة إلى المجهول.
نعم، حُددت هوية القتلة ونُشرت صورهم، ولكن حتى إن قُبِض عليهم، ستبقى الجريمة وصمة عار تلاحق الأجهزة الأمنية والمحور الذين ظلوا وما زالوا يحمون القتلة، وجعلوهم اليد التي تبطش والزناد الذي يقتل. هؤلاء مطلوبون للنيابة بأوامر قهرية يعرفهم الجميع، ومع ذلك تتقاعس الأجهزة عن أداء دورها، وتُطوى الملفات، ويبقى مرتكبوا الجرائم يسرحون ويمرحون أمام أعين الأمن، والنقاط العسكرية تحميهم، في ظل حصانة بيادات الفساد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news