اغتيال افتهان المشهري .. جريمة تهز تعز والمرأة في موقع القرار
قبل 4 دقيقة
رصاص قاتل أنهى حياة قيادية في وضح النهار، أمام أعين المارة في جولة سنان بتعز، صباح الخميس 18 سبتمبر 2025. اغتيال الأستاذة افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين، على يد مسلحين معروفين جزئيًا لدى السلطات المحلية، لم ينهِ حياة شخص فحسب، بل انتزع من المجتمع روحًا نابضة بالعطاء والإخلاص
.
لقد عرفتُ افتهان عن قرب، وكانت نموذجًا للمرأة اليمنية القوية والمخلصة. متعاونة إلى أقصى حد، محبة لعملها، ومؤمنة بأن الخدمة العامة رسالة شرف قبل أن تكون وظيفة. لم تكن تبحث عن منصب أو سمعة، بل عن أثر حقيقي يترك بصمة في مدينتها وأهلها. كانت تواجه الصعوبات بابتسامة، وتصنع المستحيل بعزم لا يعرف الاستسلام.
اغتيالها هو صرخة لكل من يؤمن بالحق والعمل الشريف، وتحدٍ صارخ لكل من يظن أن العنف يمكن أن يُسكت صوت الإبداع والتفاني. الجريمة تستهدف المرأة في موقع القرار، لكنها لن تُسكت إرادتها ولن تقتل مثالها الذي سيظل مصدر إلهام لكل الأجيال القادمة.
هذه الحادثة تعكس حجم الانفلات الأمني في تعز، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لحماية الكوادر المدنية، خصوصًا النساء في المناصب العامة، وملاحقة الجناة بلا تأخير.
رحيلها الموجع يفرض علينا جميعًا مسؤولية أخلاقية ووطنية: أن نقف صفًّا واحدًا ضد العنف، وأن نطالب بالعدالة دون تهاون، ودون صمت، ودون تأجيل. العدالة التي نطالب بها اليوم ليست فقط لافتهان، بل لكل امرأة ورجل يعمل بصدق لبناء وطن يرفض الخوف والإرهاب.
ستبقى افتهان المشهري في ذاكرة تعز واليمن رمزًا للصدق، التعاون، والمحبة للعمل العام. دماؤها الطاهرة أمانة في أعناقنا، ورسالتها واضحة: لن ينجح الظلام في كسر نور العطاء والإصرار. لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الجرائم، ولن نسمح بأن يصبح الخوف سيد المدينة.
* إعلامية وناشطة حقوقية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news