مشاهدات
قالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان مساء اليوم الخميس، إن السائق الأردني المتهم بتنفيذ عملية إطلاق النار في معبر الكرامة التي أسفرت عن سقوط قتيلين إسرائيليين هو عبد المطلب القيسي، موضحة أنه من مواليد عام 1968، وهو مدني بدأ منذ ثلاثة أشهر العمل سائقاً لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة. وفي مقابلة مع القناة 14 العبرية، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن القتيلين على معبر الكرامة هما جنديان، دون أن يفوّت للادعاء بأن "الثمن باهظ، ولكن هؤلاء الأبطال يسقطون من أجل أن تعيش البلاد".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ذكر في بيان، بخصوص العملية على المعبر الرابط بين الضفة الغربية المحتلة والأردن، أن منفذها "كان يستقل شاحنة مساعدات إنسانية من الأردن، وقام بإطلاق نار حيث قامت قوات الأمن بتحييده في المكان".
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر أمني إسرائيلي، قوله إن منفذ العملية استقدمه الجيش الأردني لقيادة الشاحنة، مضيفاً أنه وصل من الجانب الأردني لمعبر الكرامة، وأطلق النار فور وصوله إلى المكان قبل تفتيش الشاحنة. وأشارت وزارة الخارجية إلى أن الأجهزة الرسمية بدأت "تحقيقاً في حادثة إطلاق النار التي وقعت بعد ظهر اليوم على الطرف الآخر من جسر الملك حسين (معبر الكرامة)، والتي يدينها الأردن ويرفضها خرقاً للقانون وتعريضاً لمصالح المملكة وقدرتها على إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة للأذى".
وأكّد بيان الخارجية "موقف الأردن الثابت من إدانة كل أعمال العنف، ورفض كل الأعمال غير القانونية التي تعرّض مصالح الأردن ودوره وعمليات إيصال المساعدات إلى قطاع غزة للأذى"، وأضاف البيان أن الوزارة "تتابع، وبالتنسيق مع كل الأجهزة المعنية، أوضاع السائقين الذين عبروا الجسر اليوم لإيصال المساعدات إلى غزة لضمان عودتهم الفورية إلى الأردن".
وشدّد البيان على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل فوري والتوصل لوقف إطلاق نار دائم، وكذا "إطلاق تحرك دبلوماسي فاعل وفوري لحل الصراع على أساس حل الدولتين، ويحمي المنطقة كلها من تبعات التصعيد الخطير الذي تشهده". وفي أعقاب العملية، أعلن الأمن الأردني إيقاف حركة السفر عبر معبر الكرامة وذلك بعد إغلاقه من الجانب الإسرائيلي. وقالت مديرية الأمن العام (تتبع لوزارة الداخلية) في بيان مقتضب: "إيقاف حركة المسافرين عبر جسر الملك حسين (معبر الكرامة) بعد إغلاقه من الجانب الآخر". ودعت المديرية المسافرين إلى "متابعة وسائل الإعلام لحين إعادة فتح المعبر".
إسرائيل تعلّق دخول المساعدات عبر الأردن
وفي أعقاب العملية، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنّ رئيس أركانه، إيال زامير، أوصى المستوى السياسي، بوقف إدخال المساعدات الإنسانية القادمة من الأردن رغم محدوديتها "حتى استكمال التحقيق، وتغيير أنظمة فحص السائقين الأردنيين". وذكر بيان الجيش أن "إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة سيستمر عبر باقي مسارات إدخال المساعدات: إسرائيل وميناء أشدود (أسدود) وكيرم شالوم (معبر كرم أبو سالم) ومصر". وكانت هيئة البث العبرية قد نقلت عن مصدر أمني إسرائيلي لم تسمه، أن "حادث إطلاق النار سيؤثر في المساعدات المنقولة من الأردن إلى غزة، إذ ستوقف تل أبيب مسار هذه المساعدات من معبر اللنبي (التسمية الإسرائيلية لمعبر الكرامة) إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر". وزعم المصدر الأمني الإسرائيلي، وفق ما أوردته وكالة الأناضول، أن "قافلة المساعدات كان من المفترض أن تصل إلى غزة صباح غد"، وسط المجاعة التي تضرب القطاع منذ نحو عامين.
وفي الصدد، ذكرت الخارجية الأردنية أن "22 شاحنة مساعدات أردنية عبرت الجسر باتجاه غزة اليوم، في إطار الإجراءات المتفق عليها، والتي أتاحت تسيير 8664 شاحنة مساعدات ضمن 201 قافلة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، ومكّنت الأردن من أن يوفر خط إمداد رئيسي للمساعدات لقطاع غزة الذي يعاني كارثة إنسانية سبّبها ويفاقمها العدوان".
الاحتلال يعتدي على فلسطينيين داخل معبر الكرامة
من جهة أخرى، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة ستة فلسطينيين جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم داخل معبر الكرامة الحدودي، مشيراً إلى أنه جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وبحسب مصادر محلية، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية، وأغلقت الحواجز المقامة على مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية بعد العملية.
ويبلغ طول الحدود الأردنية 335 كيلومتراً، منها 97 كيلومتراً مع الضفة الغربية، و238 كيلومتراً مع إسرائيل، ويرتبط الأردن مع الجانب الإسرائيلي بـ3 معابر حدودية هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي)، ومعبر الكرامة، ومعبر وادي عربة (إسحاق رابين).
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news