مشروع مياه النشمة يحول سنوات المعاناة إلى حياة كريمة لأهالي المعافر بتعز

بعد سنوات طويلة من المعاناة اليومية، شهدت عزلة النشمة بمديرية المعافر في محافظة تعز تحولاً نوعياً في حياة سكانها، خاصة النساء والفتيات، الذين كانوا يقضون ساعات طويلة يومياً في جلب المياه من آبار مكشوفة.

الطفلة رنا منصور محمد كانت واحدة من آلاف النساء اللواتي تحملن مشقة السير لمسافات طويلة، مصاحبة أمهاتهن في رحلة بحث متعبة عن قطرة ماء صالحة للشرب، في ظل غياب مشاريع المياه وامتداد موجات الجفاف القاسية.

لكن المشهد تغيّر مؤخراً مع تدشين مشروع مياه النشمة، الذي نفذته خلية الأعمال الإنسانية استجابة لمناشدات الأهالي، بتوجيهات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي طارق صالح، ليصبح الماء متاحاً مباشرة في المنازل، وتحولت سنوات العطش والمعاناة إلى ذكرى مؤلمة مضت.

وقالت رنا: “عندما وصل الماء إلى منزلنا، شعرت بأعظم فرحة في حياتي، وفرحة كبيرة لكل النساء اللواتي تحملن هذه المعاناة طويلاً”.

من جانبها، أشارت الطالبة هيلة عبدالوهاب إلى أن المشروع أعاد الحياة إلى قريتها، مؤكدة أن ساعات البحث عن المياه كانت تسرق وقتها المخصص للتعليم، لكنها اليوم قادرة على التفرغ لدراستها بفضل توفر المياه في المنازل.

وأضافت أن المشروع أنقذ الأهالي من عام صعب شهد موجة جفاف وارتفاع أسعار شراء المياه عبر “الوايتات”.

ويستفيد من المشروع نحو 13 ألف نسمة، ويشمل بئراً ارتوازية بعمق 440 متراً، ومنظومة طاقة شمسية متكاملة، ومضخة غاطسة بقدرة رفع 500 متر وإنتاجية تصل إلى 8 أمتار مكعبة في الساعة، إضافة إلى غرفة تحكم وخط ناقل بطول 1500 متر.

ويصف المواطن عبدالعزيز إسماعيل المشروع بأنه “أكبر إنجاز شهدته المنطقة، يفتح لنا باب الأمل بعد أعوام من الجفاف والمعاناة، بعد أن كنا نعتمد على مياه الجبال والآبار السطحية الملوثة”.

ويمثل المشروع خطوة نوعية نحو تحسين مستوى المعيشة لأهالي النشمة، ويؤكد قدرة المبادرات الإنسانية المدعومة من القيادة السياسية على تغيير حياة المجتمعات المحلية بشكل ملموس ومستدام.