عز الدين الاصبحي:
سعدتُ بحضور فعاليات الدورة الثانية لمهرجان أيام وزان السينمائية، الذي ينظمه منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة هذا العام تحت شعار “السينما والتاريخ”.
في افتتاح جماهيري بهيج، جرى تكريم نخبة من الأسماء السينمائية المغربية البارزة: محمد مفتاح، رشيد الوالي، سناء العلوي، وصديق مكوار، في لحظة وفاء جسدت قيمة الاعتراف برواد الفن وإبداعهم.
وكان أجمل ما ميّز هذه الدورة قرار إقامة أهم فقرات المهرجان في الساحات العامة، وعلى رأسها ساحة الاستقلال التاريخية وسط المدينة. خطوة جريئة أكدت انفتاح المهرجان على سكان وزان، وقرّبت الفن السابع من جمهوره، عبر عروض في الهواء الطلق على شاشات عملاقة نصبت بساحة الاستقلال، وساحة الزاوية، ودروج الخراطين.
وزان مدينة مدهشة، حميمية، يقترب عدد سكانها من ستين ألف نسمة. خلال أيام المهرجان كانت ساحاتها تضج بالحياة، وأهلها يتقاسمون مع الزوار لحظات الفن والجمال. شكراً للجنة المنظمة، وللأخ العزيز محمد فهد الباش على الدعوة الكريمة، وعلى منحي فرصة إلقاء كلمة في حفل الافتتاح، حيث كان تفاعل الجمهور مع قضايا الأمة أكثر من رائع.
وزان، التي عُرفت قديماً بـ”دار الضمان” – حيث يجد الداخل إليها الأمان – تستقبلك منذ اللحظة الأولى بالألفة والمحبة. تلالها الخضراء المكسوة بأشجار الزيتون العتيقة تمنحك سكينة نادرة، فيما أزقتها الضيقة المكتظة بالحرفيين تفصح عن عراقة المدينة وأصالتها. هنا تتباهى وزان بجودة قماش الجلابة الوزانية، ونقاء طبيعتها، ودفء إنسانها.
وفي كل لقاء مع أهلها الطيبين، أحسست أنني أتحدث “بلهجتنا المشتركة”، وكما نقول في اليمن والمغرب “الهدرة”، حيث يتفاعل الناس مع اسم اليمن بمحبة، وكأن الجبل المقابل يجاور جبال اليمن.
وزان، المدينة الصغيرة الهادئة في الشمال الغربي للمغرب، على مشارف جبال الريف وجنوب وادي لوكوس، تختزل كمدن المغرب الأخرى روح المغرب الأصيل وسحره الفاتن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news