المبعوث الاممي "هانس غروندبرغ"
برّان برس:
طالب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن "هانس غروندبرغ"، الإثنين 15 سبتمبر/ أيلول، مجلس الأمن الدولي، بعدم النظر إلى اليمن والتعامل مع أوضاعه من زاوية المخاوف الإقليمية، كون أصوات اليمنيين واحتياجاتهم وتطلعاتهم ستُهمَّش.
وقال "غروندبرغ" في إحاطة له اليوم، أمام المجلس: "إن دوامة العنف الراهنة تدفع بهذا البلد، بعيدًا عن عملية سلام يمكن أن تُفضي إلى سلام مستدام وتنمية اقتصادية طويلة الأمد".
كما طالب المجتمعين، بإعادة توجيه الاهتمام نحو اليمن، مع التركيز على تحدياته الداخلية وإبراز إمكاناته الكبيرة، مشيراً إلى أن الاستقرار فيه، لا يمكن فصله عن الديناميكيات الممتدة في المنطقة.
وطبقاً للمبعوث الأممي، فإن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، في الوقت نفسه ينعكس بدوره على اليمن، فيعمّق انقساماته ويُعيق التوصل إلى سلام مستدام.
وقال "إن اليمن يعد مرآة لاضطرابات المنطقة ومكبّر لها في آن واحد"، محذراً من استمرار النزاع بأنه سيفاقم من التوترات الإقليمية ويمتد أثره إلى ما هو أبعد من اليمن.
في المقابل، أشار إلى أن عملية السلام فيه، ستظلّ هشّةً إذا لم تُعالج مصادر عدم الاستقرار في المنطقة"، مؤكداً أن استقرار أي جانب مرهون بتقدّم الجانب الآخر، ولا يمكن عزل ذلك عن بعضه البعض.
وعن تصعيد الحوثيين وإسرائيل المتبادل، قال: إن شهري أغسطس وسبتمبر، شهدا عدة غارات إسرائيلية استهدفت صنعاء ومناطق أخرى خاضعة للجماعة، موضحاً أن تلك الغارات أودت بحياة العديد من المدنيين، كما أسفرت ضربات 28 أغسطس/ آب، إلى مقتل قيادات حوثية، منهم شخصيات كان يتحاور معها مكتبه.
وبخصوص الاختطافات الأخيرة التي قام بها الحوثيون وطالت 22 من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء والحديدة، قال المبعوث الأممي، إنها تُعدّ تصعيداً صارخاً من جانب الجماعة ضد الأمم المتحدة.
وأضاف: "ورغم الإفراج مؤخراً عن أحد الموظفين، ما يزال هناك ما يزيد عن 40 موظفاً من موظفي الأمم المتحدة رهن الاحتجاز، بالإضافة إلى زميل تُوفي أثناء احتجازه".
وأردف: "أن هذه الاعتقالات غير المبررة، واقتحام مقار الأمم المتحدة بالقوة، والاستيلاء على ممتلكاتها، في انتهاك للقانون الدولي، تقوّض قدرة الأمم المتحدة على دفع جهود السلام وتقديم الدعم الإنساني للشعب اليمني".
ولفت في هذا الجانب، إلى معاناة آلاف اليمنيين، ممن لهم محتجزون، موضحاً أن إحراز تقدم في هذه القضية المؤرقة قد تأخر كثيراً، وقال إن مكتبه يواصل العمل عن كثب مع الأطراف لضمان الإفراج عن جميع المحتجزين، وفق مبدأ "الكل مقابل الكل".
وفي الجانب العسكري، أكد "المبعوث الأممي" استمرار الاستقرار والهدوء النسبي، إلا إن الأنشطة العسكرية الأخيرة في محافظات "الضالع ومأرب وتعز" تُنذر بأن أي حسابات خاطئة من أي طرف قد تدفع نحو عودة نزاع شامل".
ولتجنب ذلك، شدد على ضرورة مواصلة جهود خفض التوتر، والحفاظ على حوار أمني بنّاء، مع جميع الأطراف المعنية، لافتاً إلى أن الانخراط البنّاء من جانب الممثلين العسكريين للحكومة اليمنية، وكذلك من المنطقة الأوسع، يظل أمراً حيوياً للحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة وبناء الثقة بين الأطراف.
وفيما يخص الاقتصاد اليمني وتحسنه، أشار "غروندبرغ" إلى جهود الحكومة اليمنية خلال الشهر الماضي، والتي حققت مكاسب في رفع قيمة العملة، وما رافقها من انخفاض في تكاليف المعيشة لليمنيين.
وقال إن مكتبه، انخرط مؤخراً بشكل واسع مع محافظ البنك المركزي اليمني في عدن، وعدد من وزراء الحكومة اليمنية، وطيف متنوع من ممثلي القطاع الخاص، مؤكداً على أهمية التركيز على الحوكمة الرشيدة كضمانة لاستدامة الاستقرار الاقتصادي.
وعن جهوده في تحقيق السلام، أشار إلى أنه أجرى خلال الأسابيع الأخيرة، مناقشات مع عدد كبير من المحاورين اليمنيين، بما في ذلك من الحكومة اليمنية والحوثيين ومع ممثلي الدول الإقليمية، بما في ذلك السعودية وسلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة، إضافةً إلى ممثلين عن المجتمع الدولي.
وقال إنه شدد في لقاءاته كلها، على أن أفضل سبيل للمضي قدماً، هو الانخراط في الالتزامات التي تم التعهد بها تجاه خارطة الطريق، مع ضمان أن تستجيب للتحديات الراهنة وللاحتياجات الأمنية الإقليمية الأوسع.
وفي نهاية إحاطته، أوضح المبعوث الأممي "أن القرارات الأحادية نادراً ما تُفضي إلى حلول، بل إنها تُعقّد المواقف، وتُعمّق انعدام الثقة، وتُطيل أمد النزاع"، وأكد أن الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة لا يُعَد ضعفاً، بل دليلاً على القيادة والمسؤولية.
الأزمة اليمنية
مجلس الأمن
الحوثيون
المبعوث الأممي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news