يمن ديلي نيوز:
قال الباحث اليمني في المناخ “أنور الحميري” إن الدراسات المناخية تظهر أن معدلات الأمطار في اليمن وخاصة المرتفعات الغربية، شهد زيادة خلال السنوات الأخيرة مقارنة بالقرن الماضي، لكنها زيارة ليست مستقرة كما كانت قبل الميلاد، بل مرتبطة بظاهرة التطرف المناخي.
وأوضح “الحميري” في حديث مع “يمن ديلي نيوز” أنه من الملاحظ أن اليمن يشهد حالياً زيادة في الأمطار، لكن ليست “عودة للمناخ القديم”، بل هي مرحلة مناخية جديدة غير مستقرة تتسم بجفاف طويل، وأمطار غزيرة مفاجئة.
وشدد الباحث على أن التغيرات المناخية التي تشهدها اليمن، هي مرحلة مناخية جديدة تتسم بعدم الاستقرار، سببها الأساسي هو التغير المناخي العالمي وليس دورة طبيعية كاملة كما كان قبل الميلاد.
وأشار الى أن اليمن قبل الميلاد (خاصة في عهد سبأ وحِمير) كان يتميز بمناخ أكثر رطوبة من اليوم، استناداً إلى الدلائل الأثرية (مثل سد مأرب والمدرجات الزراعية القديمة) التي تؤكد أن المنطقة اعتمدت على مواسم مطرية غزيرة ومنتظمة سمحت بقيام حضارة زراعية مزدهرة.
أزمة عالمية
وحول ما يطرح بأن اليمن دخل مرحلة مناخية جديدة تتسم بالأمطار الغزيرة، كما كان حاصلاً قبل آلاف السنين، أكد الباحث “الحميري”، أنه لا توجد دراسات مكثفة كافية في هذا الجانب تستطيع أن تبني عليها توقعات حقيقية.
ورأى الحميري أن تغير المناخ في اليمن مرتبط بالتغيرات الموجودة على مستوى العالم باعتباره جزء من المنظومة المناخية للأرض، والتغيرات المناخية أزمة عالمية لها أسبابها الناتجة عن زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة بسبب الأنشطة البشرية.
وأشار إلى أن هذه الأنشطة البشرية، أدت إلى سلسلة من التداعيات أبرزها، ارتفاع متوسط درجات الحرارة عالميًا، وتقلبات في مواسم الأمطار والجفاف، وارتفاع منسوب سطح البحر نتيجة ذوبان الجليد، اضافة الى فيضانات مفاجئة مدمرة.
وأضاف: اليمن، رغم كونها ليست من الدول المصدّرة للانبعاثات، إلا أنها من أكثر الدول تضررًا بتداعيات التغير المناخي، مشيرًا إلى أن الأمطار لم تعد منتظمة كما كانت سابقًا، حيث يشهد البلد سيولًا جارفة وأمطارًا غزيرة خلال فترة قصيرة، مقابل مواسم طويلة من الجفاف.
وتابع: الاحتباس الحراري زاد من معدلات التبخر في البحار والمحيطات، ما جعل السحب أكثر تشبّعًا بالرطوبة، وبالتالي تتحول الأمطار إلى غزيرة وغير طبيعية، تسقط خلال ساعات أو أيام محدودة.
ولفت إلى أن الرياح الموسمية القادمة من بحر العرب والمحيط الهندي باتت غير منتظمة؛ إذ قد تتأخر أشهر عن موعدها مسببة جفافًا، وعندما تصل تحمل كميات هائلة من الرطوبة تؤدي إلى أمطار غزيرة.
من جفاف خانق إلى فيضانات جارفة.. التطرف المناخي ينهك اليمن
نتائج خطيرة
وبيّن الحميري، أن الجفاف الطويل يتسبب في تصلب التربة وتشققها بحيث لا تمتص المياه، وعند نزول الأمطار المفاجئة تتحول إلى سيول جارفة، خصوصًا مع غياب الغطاء النباتي والغابات التي كان يمكن أن تخفف من حدة الكوارث.
وحذّر من أن ما يحدث في اليمن هو مزيج بين تأثيرات التغير المناخي العالمي والعوامل المحلية المتمثلة في الحرب وضعف الإدارة البيئية وتدهور الغطاء النباتي، فضلًا عن البناء العشوائي في مجاري السيول.
وقال إن غياب السدود الحديثة وشبكات تصريف المياه يحوّل أي تغير مناخي صغير إلى كارثة واسعة، كما أن استمرار الحرب يقلل من قدرة المؤسسات على مواجهة الأزمة وإدارة الموارد الطبيعية.
استراتيجيات عاجلة
وأوصى الحميري بتبني استراتيجيات عاجلة للتكيف ـ مثل “حصاد مياه الأمطار، بناء سدود صغيرة، إعادة تشجير، تنظيم زراعة القات، وتعزيز شبكات تصريف السيول”، لمواجهة التغيرات المناخية.
وحذر من أن عدم تبني هذه الاستراتيجيات، فإن اليمن قد يواجه خلال عقدين أزمة معقدة تجمع بين الجفاف والفيضانات وانعدام الأمن الغذائي.
يذكر أنه وخلال السنوات الأخيرة شهد اليمن تغيرات مناخية متسارعة، تجلت في موجات جفاف طويلة تعقبها أمطاراً غزيرة وفيضانات مدمرة، ما ضاعف من حدة الأزمات في بلد يعيش حروباً وصراعات مستمرة منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في 2014.
مرتبط
الوسوم
أنور الحميري
المناخ العالمي
المتغيرات المناخية
اليمن
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news