في الأزمات الكبرى والمنعطفات التاريخية، لا يكون أمام القادة سوى خيارين: إما الاستسلام لعوامل الضعف والتردد، أو اتخاذ القرارات الجريئة التي تصنع التحولات. وهنا جاء موقف الرئيس القائد اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ليحسم المشهد عبر سلسلة من القرارات الشجاعة التي وضعت الجنوب أمام مسار جديد أكثر وضوحاً وصلابة.
هذه القرارات لم تنطلق من فراغ، بل جاءت نتيجة تجربة طويلة أثبتت أن ربط قضية الجنوب بمسارات معقدة خارج حدوده، كتحرير الشمال أو انتظار اكتمال المشهد هناك، لم يكن سوى خطأ استراتيجي جسيم. فبدلاً من تحقيق الاستقرار والسلام، أنتجت تلك السياسة مزيداً من الفوضى والتعقيدات. ومن هنا، كان لا بد من الحسم، ليُقال بوضوح: الجنوب أولاً.
لقد أدركت القيادة أن سياسة المماطلة لم تعد قابلة للاستمرار، وأن التضحيات التي قدمها أبناء الجنوب بآلاف الشهداء والجرحى تستوجب قرارات تليق بمقامها، وتفتح الطريق أمام بناء مستقبل أكثر أمناً وعدلاً. ولعل الرسائل التي حملتها هذه القرارات واضحة في اتجاهاتها:
للداخل الجنوبي: أن حقوقكم لن تكون ورقة مؤجلة، وأن دولتكم تُبنى اليوم لا غداً.
للخارج الإقليمي والدولي: أن الحقائق على الأرض لا يمكن تجاوزها، وأي تجاهل لها سيعني مواجهة إرادة شعب بأكمله.
للقوى المناوئة: أن زمن الرهانات الخاطئة انتهى، وأن الجنوب يمتلك قيادة تعرف ماذا تريد وكيف تصل إلى غايتها.
إن القرارات الأخيرة لم تكن مجرد خطوات سياسية، بل إعلاناً عن بداية مرحلة جديدة في مسيرة النضال الجنوبي، مرحلة تتجاوز الانتظار والمساومة، وتؤسس لواقع أكثر وضوحاً وعدلاً.
لقد آن الأوان للحسم، فالتاريخ لا يرحم المترددين، والشعوب لا تغفر لمن يفرّط بحقوقها. وما نشهده اليوم ليس مجرد قرارات إدارية، بل إرادة سياسية صلبة تبني على التضحيات، وتفتح الباب أمام مستقبل يليق بالجنوب وأبنائه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news