يمن ديلي نيوز
: استبعد أستاذ الجغرافيا وعميد مركز الدراسات البيئية وخدمة المجتمع بجامعة تعز، أ.د. خالد عبدالجليل النجار، أن تكون التحولات المناخية الحاصلة في اليمن، نتيجة دخول مرحلة جديدة مماثلة لما كان عليه اليمن قبل آلاف السنية.
وخلال السنوات الأخيرة شهد اليمن تغيرات مناخية متسارعة وغير مسبوقة، تجلت في موجات جفاف طويلة تعقبها أمطار غزيرة وفيضانات مدمرة، ما ضاعف من حدة الأزمات في بلد يعيش حروباً وصراعات مستمرة منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في 2014
يرى الدكتور النجار في حديث خاص مع “يمن ديلي نيوز” أن من السابق لأوانه القول إن اليمن دخلت مرحلة مناخية جديدة مماثلة لما كان عليه قبل آلاف السنين دون وجود أدلة قاطعة. معتبراً ما يطرح بحاجة “إلى تحليل علمي دقيق”.
وقال: بعض الدراسات الجيولوجية والأثرية تشير إلى أن اليمن شهد في الماضي (قبل آلاف السنين) مناخًا أكثر رطوبة، مع وجود أنهار وغابات، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن التغير الحالي هو عودة لتلك الظروف.
دور الأنشطة البشرية
الدكتور النجار قال إن غالبية العلماء يرون أن الظواهر الحالية هي نتيجة تغير مناخي سببه الأنشطة البشرية، وليس مجرد دورة طبيعية.
وشدد على أن التغيرات الحالية هي جزء من اضطراب مناخي عالمي، حيث إن فترات الجفاف والأمطار الشديدة الحالية ترتبط أكثر بتأثير الإنسان على المناخ (مثل الانبعاثات الكربونية) وليس بدورات طبيعية بحتة.
وتابع: يمكن تفسير التغير المناخي في اليمن مؤخراً بعدة عوامل، على رأسها الاحتباس الحراري العالمي، والتذبذب في أنماط الطقس، والتصحر.
ولفت النجار إلى أن الأنماط المناخية في المنطقة وارتفاع درجات الحرارة يؤديان إلى اضطرابات في دورة الهطول وتوزيع الأمطار، كما أن بعض الظواهر مثل “النينيو” و “اللانينا” في المحيط الهادئ تؤثر على مناخ المنطقة، مما يسبب تقلبات بين الجفاف والأمطار الغزيرة.
وأضاف: هناك بعض العوامل المحلية مثل التصحر وقطع الأشجار وتدهور الغطاء النباتي، تساهم في تفاقم تأثيرات التغير المناخي، حيث تقل قدرة التربة على امتصاص المياه وتزداد الانجرافات الرملية.
المناخ متطرف التقلب
وفسر عميد مركز الدراسات البيئية وخدمة المجتمع بجامعة تعز، الكوارث التي تشهدها اليمن نتيجة السيول الجارفة بـ “ظاهرة المناخ متطرف التقلب” (Extreme Weather Variability)، ويمكن تفسيرها بـ”تراكم الطاقة الجوية”.
وأردف: خلال فترات الجفاف، تتراكم الطاقة الحرارية في الغلاف الجوي، مما يزيد من احتمالية هطول أمطار غزيرة عند توفر الرطوبة.
ومن العوامل التي أثرت على المناخ في اليمن، أشار أستاذ الجغرافيا إلى أن الموقع الجغرافي لليمن وقربه من المحيط الهندي وبحر العرب يجعله عرضة لتشكل منخفضات جوية مفاجئة ورطوبة عالية، مما يؤدي إلى هطول أمطار شديدة بعد فترات جفاف.
الخلاصة والتوصيات
الدكتور “النجار” خلص في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” إلى أن التغيرات المناخية في اليمن هي نتيجة مزيج من العوامل العالمية (مثل الاحتباس الحراري) والمحلية (مثل التصحر).
وأرجع تفاقم الأضرار نتيجة هذه الظواهر المتطرفة إلى ضعف البنية التحتية والتأهب للكوارث.
وحذر من أن ضعف البنية التحتية، ونقص أنظمة الصرف الصحي والسدود والاستعداد للكوارث يجعل الأمطار الغزيرة تتحول إلى فيضانات مدمرة، حتى لو لم تكن الكميات استثنائية بالمقاييس العالمية.
وأوصى النجار بتعزيز أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة للكوارث، والاستثمار في مشاريع حصاد المياه والسدود، دراسة تأثير التغير المناخي على اليمن بشكل علمي مكثف بالتعاون مع المنظمات الدولية.
من جفاف خانق إلى فيضانات جارفة.. التطرف المناخي ينهك اليمن
\
مرتبط
الوسوم
تقلب المناخ في اليمن
تغير المناخ
خالد عبدالجليل النجار
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news