ثورة 26 سبتمبر وأهدافها في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني
قبل 1 دقيقة
شهد اليمن في السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 واحدة من أعظم محطاته التاريخية، حيث اندلعت ثورة سبتمبر المجيدة ضد نظام الإمامة الكهنوتي الذي حكم البلاد بالحديد والنار لعقود طويلة. مثلت هذه الثورة تحوّلًا مفصليًا في تاريخ اليمن الحديث، إذ فتحت الطريق أمام بناء دولة جمهورية تقوم على الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. ولخص قادة الثورة مبادئها في ستة أهداف واضحة شكلت البوصلة الوطنية لليمنيين عبر الأجيال.
الأهداف الستة لثورة 26 سبتمبر
التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفات الإمامة، وهو ما عنى إنهاء الحكم السلالي الذي حصر السلطة والثروة في فئة ضيقة تدّعي الحق الإلهي.
بناء جيش وطني قوي لحماية السيادة الوطنية، بعيدًا عن الولاءات العائلية والمناطقية والطائفية.
رفع مستوى الشعب اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وثقافيًا، بما يضمن كرامة المواطن وحقه في التعليم والصحة والعمل.
إقامة حكم جمهوري عادل يساوي بين اليمنيين جميعًا دون تمييز.
إرساء حياة ديمقراطية سليمة من خلال المشاركة الشعبية والاحتكام إلى الإرادة العامة.
العمل على تحقيق الوحدة الوطنية والتضامن العربي بما يخدم القضايا المشتركة للأمة.
هذه الأهداف لم تكن مجرد شعارات، بل مشروع وطني تحرري حاول إخراج اليمن من عصور الظلام إلى فضاءات العصر الحديث.
تعارض المشروع الحوثي مع أهداف الثورة
بعد أكثر من ستة عقود، تقف مليشيا الحوثي كنسخة محدثة من نظام الإمامة البائد، حيث تعيد إنتاج نفس المنطق السلالي الطائفي. فبدلًا من بناء دولة المواطنة المتساوية، تفرض المليشيا فكرة "الحق الإلهي" في الحكم، في تناقض مباشر مع الهدف الأول للثورة. كما أن اعتمادها على مليشيات عقائدية مرتبطة بولاءات خارجية يقوض الهدف الثاني المتعلق بإنشاء جيش وطني مستقل.
أما على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، فقد أدت سياسات الحوثي إلى تدهور معيشة المواطنين، وانتشار الفقر والجوع، وهو ما يضرب الهدف الثالث للثورة في الصميم. وفيما يخص الحكم الجمهوري، حول الحوثيون مؤسسات الدولة إلى أدوات طائفية تخدم مشروعهم الضيق، متجاهلين مبدأ العدالة والمساواة. كما صادروا الحياة السياسية، قمعوا الأحزاب، وألغوا أي مساحة للديمقراطية، ليتناقضوا مع الهدف الخامس. وحتى الوحدة الوطنية التي حلم بها اليمنيون، مزقها الحوثي عبر الحروب الداخلية وزرع الشقاق المناطقي والمذهبي.
الحقيقية ان مطامع إيران هو تهديد واضح و صريح للأمن القومي العربي لذا لا يقف مشروع الحوثي عند حدود اليمن، بل يمثل ذراعًا لمطامع إيران في المنطقة. فإيران، عبر وكلائها، تسعى إلى تطويق الأمن القومي العربي من الخليج إلى البحر الأحمر، مستغلة الورقة الطائفية لتوسيع نفوذها. وهذا المشروع يتعارض جذريًا مع الهدف السادس لثورة سبتمبر، الذي دعا إلى التضامن العربي، إذ أن ولاء الحوثي لطهران يهدد استقرار اليمن ويشكل خطرًا مباشرًا على أمن السعودية ودول الخليج وممرات الملاحة الدولية.
و في الاخير إن استحضار أهداف ثورة 26 سبتمبر ليس مجرد حديث عن الماضي، بل هو استدعاء لمشروع وطني جامع لا يزال اليمنيون بحاجة إلى تحقيقه في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني. فالثورة أكدت أن اليمن مكانه الطبيعي بين أمته العربية، مستقلًا عن الوصاية الخارجية، وأن الشعب هو مصدر السلطة والشرعية. وما بين أهداف سبتمبر الستة والممارسات الحوثية الراهنة يظهر التناقض الجذري: ثورة سبتمبر أرادت بناء وطن لكل اليمنيين، بينما يسعى الحوثي إلى اختطافه لخدمة أجندة سلالية ضيقة ومطامع خارجية تهدد الأمن القومي العربي بأسره.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news