شهدت العاصمة القطرية الدوحة، فجر اليوم الثلاثاء، تطورًا خطيرًا في مسار الصراع بالمنطقة، بعدما نفذت إسرائيل ضربة جوية مفاجئة استهدفت مقراً لحركة حماس، في سابقة هي الأولى من نوعها داخل الأراضي القطرية.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن الهجوم جاء بينما كان قادة بارزون في الحركة، من بينهم خليل الحيّة، يجتمعون لبحث مقترح اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. ورغم أن الحيّة نجا من القصف، إلا أن الضربة أسفرت عن مقتل نجله حمام خليل الحيّة، ومدير مكتبه جهاد لباد، إلى جانب ضابط أمني قطري ومساعد آخر من الحركة، لترتفع الحصيلة إلى ما لا يقل عن خمسة قتلى.
المشهد في موقع القصف كان صادمًا؛ مبنى محاط بالدخان واللهب، سيارات إسعاف تهرع لنقل الضحايا، وعناصر أمنية قطرية تطوق المكان في محاولة للسيطرة على الوضع. وعلى الفور، حملت حماس إسرائيل المسؤولية الكاملة عن استهداف قياداتها في قلب العاصمة القطرية، واعتبرت أن ما جرى لن يوقف مسارها السياسي والعسكري.
من جانبها، وصفت قطر القصف بأنه “جريمة مكتملة الأركان وانتهاك صارخ لسيادة الدولة”، متوعدة بملاحقة إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية والقانونية، ومؤكدة أنها لن تتسامح مع ما وصفته بـ”السلوك المتهور”.
أما على الصعيد الدولي، فقد توالت ردود الفعل المنددة، حيث عبّرت الولايات المتحدة عن “أسفها العميق” للهجوم الذي قالت إنها لم تُبلَّغ به بشكل كافٍ مسبقًا، فيما أصدرت السعودية والإمارات ومصر والاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا بيانات إدانة، محذّرة من أن الحادث قد يجر المنطقة إلى مرحلة أكثر خطورة.
ويرى مراقبون أن استهداف إسرائيل للدوحة يمثل تحولًا خطيرًا في قواعد الاشتباك، ليس فقط لأنه يطال وساطة قطر التي لعبت دورًا مركزيًا في محادثات وقف إطلاق النار، بل أيضًا لأنه يوسع دائرة الصراع إلى دولة خليجية لطالما كانت بعيدة عن دائرة العمليات العسكرية.
وبينما تتعالى الأصوات في الدوحة بضرورة اتخاذ موقف حازم، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مستقبل الوساطة القطرية، وما إذا كانت هذه الضربة ستؤدي إلى تقويض آخر خيوط التهدئة في المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news