في واقعة تكرس المناطقية والعنصرية، قوبل ملف تخصيص الإمارات العربية المتحدة، منح دراسية لطلاب الثانوية العامة من أبناء جنوب اليمن، بتفاعل واسع بين أوساط اليمنيين.
وتوالت ردود فعل اليمنيين، بشأن ملف الابتعاث الممنوحة من دولة الإمارات للطلاب اليمنيين، معتبرين ذلك فرز عنصري وتكريس للمناطقية في اليمن، ليس بين الشمال والجنوب فحسب، بل تكريس للمناطقية بين أبناء الجنوب أنفسهم، حيث تم اعتماد غالبية الطلاب من مناطق محسوبة على مناطق بعينها، دون أخرى وهو ما أكده مسؤولون تربويون في محافظات جنوبية، بعدم علمهم بشأن ذلك ولم تتح للطلاب الأوائل للفرز والمفاضلة.
والخميس، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من أبوظبي عن 100 منحة لطلاب الثانوية العامة من المحافظات الجنوبية إلى الإمارات، دون التنسيق مع الحكومة ممثلة بوزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي.
وذكر الموقع الالكتروني الرسمي للمجلس الانتقالي أن رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي، ودع في مطار عدن الدولي، 100 طالب وطالبة من أوائل الثانوية العامة من مختلف محافظات الجنوب، المتوجهين إلى العاصمة أبو ظبي ضمن المنحة الدراسية المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، في عدد من التخصصات العلمية.
بدروها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، نفت علمها بالطلاب الذين تم ابتعاثهم، إلى دولة الإمارات، مؤكدة أن هؤلاء الطلبة لم يتم ابتعاثهم عبر الوزارة.
وقال وزير التعليم العالي د. خالد الوصابي، إنه تابع الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الوزارة ليست طرفاً في آلية الاختيار أو الفرز.
مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة شبوة الأستاذ سالم حنش، هو أيضا نفى أي تواصل معه بشأن المنح الدراسية الـ100 المقدمة من دولة الإمارات، وقال لم تتواصل معي أي جهة بهذا الخصوص ولا أعلم على أي آلية تم اختيار الطلاب من شبوة.
وأكد مراقبون أن المنح الدراسية التي خصصتها الإمارات لأبناء المحافظات الجنوبية فقط، هو أسلوب عنصري ومناطقي كونها لم تتح المجال أمام اليمنيين الأوائل من مختلف المحافظات.
وفي السياق انتقد الكاتب عبدالقادر الجنيد، الفرز المناطقي التي تتبعه الإمارات في اليمن بشأن المنح الدراسية للطلاب التي اختارتهم من أبناء جنوب اليمن.
وقال الجنيد في مقال تحت عنوان: "منح الإمارات الدراسية وانفصال جنوب اليمن"، "كلية زايد العسكرية- عدد مفتوح لشباب من اختيار عيدروس الزبيدي لاستلام جيش اليمن، الأكاديمية الإماراتية للدبلوماسية- 50 شاب من المجلس الانتقالي لاستلام وزارة خارجية اليمن، الجامعات الإماراتية 100 من خريجي الثانوية العامة في الجنوب فقط لاستلام حكومة اليمن".
وأضاف "شيئ رائع، أن تساعد الإمارات في تعليم أهل اليمن، شيئ معيب، أن تفرق الإمارات بين شباب اليمن، شيئ معيب، أن تتصرف الإمارات داخل اليمن ضد إرادة "الدولة" اليمنية".
وأكد الجنيد أن هذا قصف لوحدة اليمن ويؤثر على مصير اليمن، وقال "هذا لغم سينفجر لاحقا في اليمن".
من جانبه أكد الصحفي ماجد الداعري أن بناء مشروع سكن جامعي بعدن، مع اعتماد ميزانية تغذية لأوائل الطلاب الجنوبيين من كل المحافظات، خير وأبقى للإمارات والانتقالي من مائة منحة دراسية إلى الامارات.
وقال "تثير كل هذه الموجة المستمرة من اللغط والانقسام المناطقي وحالة التشكك والاستفسار المتواصل لليوم الثاني حول حصص كل محافظة وآلية المفاضلة ومعايير الاختيار غير المقنعة إلى الآن، حتى في الإعلام وكثير من كوادر المجلس الانتقالي الممتنعين حتى الساعة، عن نشر الكشف الحقيقي وأولويات الاختيار ونسبة المحافظات، رغم أن هذه المنح بالأخير وقرار القبول والموافقات النهائية، أمور تخص الامارات وحدها ولا علاقة للحكومة ووزارة التعليم العالي بها".
من جهته يرى الصحفي أحمد ماهر أن المنح الدراسية لدولة الإمارات التي خُصصت لأبناء المحافظات الجنوبية بأسلوب عنصري ومناطقي.
وقال "لا يليق التفريق بين أبناء اليمن ونحن ما زلنا في إطار دولة واحدة، وخصوصًا في قطاع التعليم الذي يجب أن يخلو من هذه العنصرية".
وأفاد ماهر بأنه تواصلت مع نائب وزير التربية والتعليم، الدكتور علي العباب، وسأله عن المنح الدراسية لدولة الإمارات التي خُصصت لأبناء المحافظات الجنوبية بأسلوب عنصري ومناطقي، لكنه رد بأن الوزارة ليست مسؤولة ولا تعلم شيئًا عن هذه المنح، وأن هؤلاء ليسوا أوائل الجمهورية فقط، لأن بعضهم يدرسون في جامعات مختلفة والبعض الآخر في سنوات دراسية متفرقة وليسوا من نفس المستوى أو دفعة التخرج".
وتساءل ماهر: هل ستنشر الإمارات في إعلامها أنها قدمت منحًا لأبناء اليمن أم ستقول لأبناء المحافظات الجنوبية؟ وقال "إذا قالت لأبناء اليمن، فسوف نلعن كل من شارك في هذه العنصرية وحرمان الطلاب من الدراسة. وإذا قالت أبناء المحافظات الجنوبية، فسوف نبارك للواء عيدروس هذا الانتصار".
وتابع "ندّعي أننا دولة واحدة في عدن، ونحن مقسمون حتى في المنح الدراسية، التي أصبحت تُصرف حسب الوساطة والفرز المناطقي".
وقال ماهر "لا أتوقع أن دولة الإمارات اشترطت أن يكون الطلاب من المحافظات الجنوبية فقط، أو أن يكون معظمهم من محافظة الضالع، أبدًا، بل من يديرون المشهد في عدن يريدون تشويه كل شيء جميل في بلادنا، حتى التعليم".
وأردف "أين أبناء تعز؟ أبناء مأرب؟ الحديدة؟ صنعاء؟ وبقية المحافظات! أليسوا يمنيين يتمنون الدراسة في الإمارات؟ما رأي قيادات الشرعية في هذه العنصرية تجاه أبناء اليمن؟ لماذا أصبح التعليم في بلادنا حكرًا على من لديه نفوذ واسع أو من مناطق معينة؟ مختتمنا تدوينته بالقول "عَيْبٌ وألف عيب ما حدث".
وبشأن التأكيد على عدم الشفافية والمحسوبية في الفرز والاختيار، قال حسين لبيب مزيده إن "الطالب محمد عبدالحكيم محمد عبدالله الثالث على مستوى الجمهورية والاول في محافظة الضالع، لم يتم ادراج اسمه من ضمن الاسماء التي حصلت على المنح إلى دولة الامارات، رغم انه لديه تواصل مع القائمين والمسؤولين على كشف المنح في المجلس الانتقالي".
وقال "طلبوا منه الوثائق في السنة الأولى، وتم التواصل معه السنة الثانية وأرسل لهم الوثائق، وهذا العام تواصل معهم وأرسل لهم كل الوثائق، لكنه تفاجأ يوم أمس الأول بأن زملائه على نفس الدفعة 2021/2022 والذين حصلوا على السابع في المحافظة سافروا اليوم من مطار عدن إلى دولة الامارات، ويوم غدا سيسافر زميله الحاصل على الرابع بالمحافظة سيسافر يوم غد".
وتساءل مزيده بالقول: اين هي الشفافية اين هي المسؤولية الملقاة على عاتقهم؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news