خطوة تاريخية مشرّفة تمثّلت في ابتعاث مائة طالب وطالبة من مختلف محافظات الجنوب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، لإكمال دراستهم الجامعية في تخصصات علمية متنوعة. هذا الإنجاز النوعي، الذي يعد الأكبر من نوعه منذ عقود، يجسّد اهتمامًا حقيقيًا بمستقبل أبنائنا وبناء كفاءاتهم.
ولم يكن هذا النجاح ليتحقق لولا الجهود الحثيثة التي بذلتها قيادتنا السياسية الممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، والذي حرص على أن تشمل هذه المنح جميع أبناء الجنوب دون استثناء أو تمييز، ليعيد لهم حقًا تربويًا وثقافيًا طالما حُرموا منه على مدى أكثر من ثلاثين عامًا، خلال فترة الوحدة التي جعلت فرص الابتعاث حكرًا على أبناء ما كان يُعرف بالجمهورية العربية اليمنية، بينما ظل أبناء الجنوب يعانون التهميش والإقصاء.
غير أن فرحة هذا الإنجاز الوطني العظيم لم ترُق لأصحاب النفوس الضعيفة والحسابات الضيقة، فبادروا إلى بث سمومهم عبر نشر قوائم مزورة على منصات التواصل الاجتماعي، تزعم تفاضلًا في الحصص بين المحافظات، وادّعوا – كذبًا وزورًا – أن محافظة الضالع نالت حصةً أكبر من غيرها. وهي محاولة يائسة لا تهدف سوى إلى إثارة الفتنة والنعرة المناطقية بين أبناء الجنوب الواحد. لكن هذه الأكاذيب سرعان ما تتهاوى أمام الحقائق الواضحة، ومن يروّج لها إنما يفقد مصداقيته أمام المجتمع.
إن المرحلة الحالية التي يمر بها الجنوب تتطلب منا كأبنائه أن نكون في أعلى درجات الوحدة والتماسك؛ فمستقبلنا واحد ومصيرنا مشترك. والواجب الوطني والأخوي يفرض على كل جنوبي غيور أن يفرح لنجاح إخوانه، وأن يبارك هذه الخطوة التنموية الرائدة، التي ستعود ثمارها بالنفع والخير على جميع المحافظات والمناطق وستشكل لبنة أساسية في بناء دولة الجنوب الحديثة المنشودة بإذن الله تعالى.
الختام:
أن الأحقاد والضغائن والمناطقية سموم لا تجلب سوى الخراب والانقسام ولن يربح منها أحد. فلنتمسك بروح الأخوة والتعاضد ولنترك هذه الأصوات المشبوهة والعقليات المتخلفة خلف ظهورنا، ولنواصل معًا السير بثبات وإصرار نحو غدٍ أفضل يحقّق لنا جميعًا الأمل والطموح المشترك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news