الحزن الكبير في وداع المرحوم الصديق العزيز الأستاذ عبدالكريم محمد علي الجرفي
قبل 6 دقيقة
موقف مؤلم ومحزن، تلقينا نبأ وفاة أخي وصديقي العزيز، الأستاذ التربوي المناضل / عبدالكريم محمد علي الجرفي، العضو السابق في المجلس المحلي بالمحافظة عن مديرية ميفعة عنس. وهو من أوائل من عملوا في المجال التربوي والتعليمي في محافظة ذمار، في مجال التدريس ثم في مجال الإدارة المدرسية. وخدم الوطن بكل إخلاص وتفانٍ، وكان نموذجًا للمواطن الصالح المحب لوطنه بكل صدق
.
وخلال فترة عمله في المجلس المحلي بالمحافظة، كان شعلة من النشاط والحركة والطموح، يتابع المشاريع والعمل الحثيث، كما كان يتابع القيادات في المحافظة لاعتماد المشاريع التنموية والخدمية في كل قرى وعزل ومديريات محافظة ذمار. لدرجة أن بعض القيادات السياسية والإدارية ضاقت ذرعًا به، وكانت تنظر إليه على أنه من جناح المعارضة، رغم أنه فاز في الانتخابات المحلية ممثلًا لحزب المؤتمر، الحزب الحاكم خلال تلك الفترة. وكان من القيادات المؤتمرية المؤمنة بمنهج المؤتمر السياسي الوسطي. لكن، كان الوطن ومصالحه بالنسبة له في المقام الأول. وهذه هي سياسة ومنهج الكثير من قيادات المؤتمر المخلصين والأوفياء لدينهم ووطنهم وأمتهم، بعيدًا عن التطرف والتشدد والغلو، والاستغلال السلبي للدين لتحقيق مصالح حزبية أو مذهبية أو شخصية. وهنا تتجلى شخصية المرحوم القائمة على الوسطية والتوازن والعقلانية والوطنية في كل المواقف والمناسبات.
لقد كان نموذجًا للمواطن الصالح، وللموظف المخلص والمتفاني في عمله، ونموذجًا للعضو المنتخب الذي يضع مصالح وطنه ومحافظته ومديريته فوق المصالح الحزبية والشخصية. رحم الله أخي وصديقي وابن عمتي، الأستاذ المناضل عبدالكريم محمد علي الجرفي، وأسكنه فسيح رحمته.
وهذا هو حال الدنيا، فلا مفر من الموت. وكل ما أستطيع قوله في هذا الموقف المحزن والمؤلم هو: "لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون." كما أتقدم بأحر التعازي والمواساة لأبناء المرحوم وإخوانه وأقاربه، سائلاً الله أن يعظم لهم الأجر وأن يلهمهم الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.
وعزاؤنا أن مواقف المرحوم الوطنية والأخلاقية والإنسانية ستظل خالدة، كيف لا وهو من رواد مدرسة الاعتزاز بالنفس وبحريتها وكرامتها، الرافضة لكل صور الخضوع والنفاق والتملق والتطبيل مقابل أثمان بخسة. لقد عاش عزيزًا وحُرًا وكريمًا، وتوفاه الله عزيزًا وكريمًا وحُرًا. لم يخضع يومًا لغير الله تعالى، وهنا تكمن عظمة الرجال ومواقفهم ومآثرهم. وما دون ذلك ليس أكثر من متاع زائل.
تغمد الله فقيدنا في واسع رحمته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news