تحسّن عشوائي في سعر الصرف والمواطن بلا فائدة

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 101 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تحسّن عشوائي في سعر الصرف  والمواطن بلا فائدة

تحسّن عشوائي في سعر الصرف والمواطن بلا فائدة

قبل 3 دقيقة

شهدت الأسواق اليمنية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية تحسناً جديداً، هو الثاني من نوعه خلال فترة وجيزة، في سعر صرف العملة الوطنية، حيث وصل سعر صرف الريال السعودي إلى 250 ريالًا يمنيًا، وهو التحسن الثاني خلال فترة قصيرة. ورغم ما يبدو من تحسّن اقتصادي ظاهري، إلا أن المواطن اليمني لا يزال يلمس واقعًا مختلفًا كليًا. فالأسعار لم تنخفض، والمعاناة لم تتراجع، والخدمات لا تزال مكلفة

.

لقد جاء هذا التحسّن المفاجئ في وقت يواصل فيه اليمنيون المطالبة بخفض الأسعار، وربطها فعليًا بأي تحسّن يطرأ على سعر الصرف.

لكن المشكلة الأعمق تكمن في عشوائية هذا التحسّن، وغياب أي خطة اقتصادية واضحة من قبل الجهات المعنية. فلا توجد رقابة حكومية فاعلة، ولا قرارات تُفرض على الأسواق لإعادة تسعير السلع والخدمات.

الواقع يقول إن أغلب الأسر اليمنية تعتمد على الحوالات الخارجية كمصدر رئيس للدخل، خاصة من السعودية.

ومع انخفاض قيمة العملات الأجنبية، تتراجع قيمة هذه الحوالات بالريال اليمني، ما ينعكس سلبًا على قدرتهم الشرائية. فبدلًا من أن تكون هذه التحسينات في صالح المواطن، تتحول إلى عبء يُضاعف معاناته.

إن الأسعار في السوق، سواء للسلع الغذائية، أو الوقود والغاز، أو مواد البناء، والمفروشات، والملابس، لا تزال مرتفعة. وكذلك الحال في الخدمات الأساسية: الماء، والكهرباء، والمواصلات، وحتى رسوم التعليم والصحة في المنشآت الخاصة. كل هذه القطاعات لم تتأثر إيجابيًا بالتحسّن السابق في سعر العملة الوطنية.

وفي ظل غياب الإجراءات التنفيذية، وضعف المتابعة والرقابة، يتحوّل التحسّن في سعر الصرف إلى فوضى اقتصادية، تُراكم الأعباء على المواطن، وتُضعف ثقته بالحكومة، وتخلق حالة من عدم الاستقرار النفسي والمعيشي.

وما يزيد الطين بلة، هو غياب العقوبات الصارمة للمخالفين من التجار ومقدّمي الخدمات، الذين يواصلون التلاعب بالأسعار.

يجب أن يُربط أي تحسّن في سعر العملة بإجراءات عملية ملموسة في الأسواق، وأن يُقابَل بتخفيض حقيقي للأسعار، وفق آليات تضمن حماية المواطن وتحسين ظروفه المعيشية.

كما يجب أن تستند هذه التحسينات إلى دراسات اقتصادية معمقة، تراعي تأثيرها على الداخل اليمني،

وأن تُعتمد سياسات اقتصادية مستدامة تُجنّب المواطن الصدمات المفاجئة وتخلق استقرارًا حقيقيًا.

والخلاصة:

إن تحسّن سعر الصرف، ما لم يواكبه تحسّن في الأسعار والخدمات، سيتحوّل إلى كارثة اقتصادية، وسيبقى المواطن هو الضحية الأولى، يحمل أعباءً أكبر دون أن يلمس أي تحسّن حقيقي في معيشته.

لذا، فإن مسؤولية الحكومة الشرعية اليوم هي تحويل هذا التحسّن إلى واقع ملموس، لا إلى مجرد إنجاز إعلامي.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مليشيا الحوثي تنقل الدكتور حمود العودي والمهندس عبدالرحمن العلفي إلى سجن سري

حشد نت | 561 قراءة 

السعودية تتجه لإضاءة عدن وتعز والمكلا وسيئون ومعالجة الشريان الواصل لمأرب

يمن ديلي نيوز | 495 قراءة 

أول محافظة توافق على توريد الموارد المحلية إلى البنك المركزي بعدن

كريتر سكاي | 483 قراءة 

المأزق الشخصي لعبدالملك الحوثي

ديفانس لاين | 398 قراءة 

الانكشاف الكبير.. عبدالملك الحوثي يواجه مصيره وحده بلا خيارات

نافذة اليمن | 343 قراءة 

عاجل:وصول تعزيزات مرتبات شهر اغسطس الى البنك المركزي في عدن

العاصفة نيوز | 298 قراءة 

انتحار أحد المتهمين باغتيال مدير أمن التعزية داخل سجن الأمن السياسي بتعز

وكالة 2 ديسمبر | 248 قراءة 

الحوثيون يرفعون سقف التهديدات ضد السعودية.. تصعيد إعلامي وعسكري بعد توقف العمليات في غزة

مأرب برس | 216 قراءة 

بتفويض سعودي… العليمي يتحرك لحسم الجدل وإبطال تعيينات الزبيدي

موقع الجنوب اليمني | 215 قراءة 

عدن.. محافظ البنك المركزي يصدر قرار بسحب ترخيص منشأة صرافة وإغلاق مقرها

الموقع بوست | 208 قراءة