عصابة الحوثي تعيش حالة هذيان.. الكشف عن مصرع وزراء وقيادات بارزة وغموض يكتنف مصير البقية.. الضربة الموجعة

عصابة الحوثي تعيش حالة هذيان.. الكشف عن مصرع وزراء وقيادات بارزة وغموض يكتنف مصير البقية.. الضربة الموجعة

بعد أن كانت قد نفت ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية حول مصرع قيادات بارزة في صفوفها، أقرت عصابة الحوثي الإيرانية اليوم السبت، بمصرع رئيس وزرائها المدعو أحمد غالب الرهوي وعدد من وزراء حكومته، وإصابة آخرين، في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت صنعاء الخميس الماضي

.

وبين تناقض الإقرار والنفي والتكتم عن أسماء الوزراء القتلى، تضع عصابة الحوثي نفسها أمام الاتهامات التي وُجِّهت إليها من أوساط سياسية واجتماعية يمنية، حول تورطها في مصرع الرهوي ووزرائه من غير المنتمين إلى الأسر العقائدية التابعة للحوثيين.

تناقلت وسائل إعلام يمنية، وكذلك ناشطون وأقرباء بعض الوزراء والمسؤولين الحوثيين الذين لقوا مصرعهم في الغارات الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار وفاتهم، الأمر الذي تابعه موقع "المنتصف" وخرج بالحصيلة التالية:

حصيلة أولية

تواترت الأنباء حول عدد الوزراء الحوثيين الذين لقوا مصرعهم إلى جانب رئيس حكومة صنعاء غير المعترف بها دوليًا، وهم وزراء: الخارجية، الكهرباء، النقل، الأشغال، العدل، الإدارة المحلية، الشباب والرياضة، الإعلام، فيما لا يزال هناك وزراء ومسؤولون آخرون في عناية مشافي العاصمة صنعاء بحالات خطيرة أو ميؤوس منها.

ومن بين تلك القائمة تم التأكد من مصرع ستة وزراء، فيما البقية تبقى تكهنات، والوزراء الذين تم تأكيد مصرعهم إلى جانب عدد من المسؤولين البارزين هم:

هاشم شرف الدين، وزير الإعلام

جمال عامر، وزير الخارجية والمغتربين

سمير باجعالة، وزير الشؤون الاجتماعية والعمل

مجاهد أحمد عبدالله، وزير العدل وحقوق الإنسان

محمد علي المولد، وزير الشباب والرياضة

معين المحاقري، وزير الصناعة

علي سيف محمد حسن، وزير الكهرباء والطاقة والمياه

عبد المجيد المرتضى، نائب وزير الداخلية

محمد قاسم الكبسي، مدير مكتب رئاسة الوزراء

أسعد هادي الشرقبي، مسؤول العمليات الحربية

مصير غامض

لا يزال الغموض يكتنف مصير كل من:

جلال الرويشان، نائب رئيس الوزراء

حسن الصعدي، وزير التربية والتعليم والبحث العلمي

عبد الكريم الحوثي، وزير الداخلية

محمد عياش قحيم، وزير النقل والأشغال العامة (حالته ميؤوس منها وفقًا لمصدر مقرب)

محمد العاطفي، وزير الدفاع

محمد حسن المداني، وزير الإدارة المحلية

محمد الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة للحوثيين

تصريحات تضليل

إلى ذلك خرجت وسائل إعلام حوثية بتصريحات وُصفت بالتضليل باسم رئيس هيئة الأركان العامة التابع لها الغماري، حيث نشرت وكالة "سبأ" المختطفة من قبل العصابة الإيرانية، تصريحًا منسوبًا لـ"رئيس الأركان" محمد عبدالكريم الغماري، جاء فيه: "استهداف العدو الصهيوني للأحياء المدنية في صنعاء لن يمر دون عقاب".

إلا أن مراقبين أكدوا أن ذلك تضليل واضح، وأن عصابة الحوثي فشلت هذه المرة في التعتيم على حجم خسائرها، خاصة وأن الإعلام الإسرائيلي تحدث عن تقديرات بمقتل ما لا يقل عن 12 مسؤولًا حوثيًا بارزًا، بينهم كامل أعضاء حكومة الجماعة، وهو ما أكده مقربون من الحوثيين في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن جميع أعضاء حكومة الحوثي غير المعترف بها لقوا مصرعهم عدا أربعة فقط.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "تقديرات بمقتل وزير الدفاع في حكومة الحوثيين، محمد ناصر العاطفي، ورئيس هيئة الأركان محمد عبدالكريم الغماري"، غير أن صحيفة يديعوت أحرونوت قالت إن إسرائيل تحقق فيما إذا كان الهجوم "ناجحًا".

تورط الحوثيين في العملية

ويرى ناشطون ومحللون محليون أن قادة عصابة الحوثي السلاليين متورطون في العملية بإعطاء إسرائيل إحداثيات مكان تواجد الرهوي ووزرائه، بهدف التخلص منهم والمتاجرة بدمائهم لرفع مستوى الدعم الشعبي الذي انخفض مؤخرًا إلى أدنى مستوياته على وقع ما ترتكبه من انتهاكات بحق سكان مناطق سيطرتها.

ويشير الناشطون والمحللون إلى أنه في حال ثبت عدم حضور وزراء ومسؤولين مقربين من عبدالملك الحوثي الاجتماع، فإن ذلك يؤكد تورط الرجل ومكتبه وقيادات مقربة منه في العملية، وأن قادة العصابة بدأوا بالتخلص من شخصيات حزبية تعمل ضمن منظومتها، بهدف التفرد بالحكم.

واتهمت مصادر سياسية يمنية عصابة الحوثي بإبلاغ قادتها المقربين أو السلاليين بعدم حضور الاجتماع الذي عقد في أحد منازل صنعاء برئاسة الرهوي وتم استهدافه من قبل مقاتلات العدو الإسرائيلي الخميس، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف قيادات العصابة من أعضاء حكومتها.

اختراق أمني يفوق التوقعات

وأكدت مصادر متعددة أن استهداف قيادات بارزة في صفوف الحوثيين من قبل مقاتلات العدو الإسرائيلي بهذه الدقة العالية، يدلل بما لا يدع مجالًا للشك على وجود اختراق أمني كبير وخطير في صفوف العصابة الإيرانية، وأن قيادات حوثية كبيرة وبارزة متورطة في ذلك الاختراق.

ومن خلال المتابعة والرصد والتحليل الذي تحدث عنه مختصون في اليومين الماضيين، تؤكد المعلومات أن الاختراق الأمني الإسرائيلي الذي حصل سابقًا تطور وأصبح على مستوى عالٍ داخل العصابة، وأنه فاق اختراق حزب الله في لبنان والمؤسسات العسكرية والأمنية والحرس الثوري الذي حدث خلال الضربات الإسرائيلية ضد طهران مؤخرًا.

وعلى وقع ذلك الاختراق الكبير، شنت عصابة الحوثي الإيرانية حملة اختطافات واسعة بحق الأبرياء اليمنيين، فيما تؤكد الشواهد أن الاختراق مرتبط بقيادات أمنية وعسكرية حوثية وسياسية وميدانية، تلقت أموالًا وإغراءات أخرى لتقديم تلك المعلومات.

ترتيبات حوثية عاجلة

وعلى وقع الاختراق الأخير، عمدت عصابة الحوثي إلى ترتيب أوضاع بعض قادتها العليا وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي، من خلال نقله وعائلته إلى مناطق نائية وُصفت بالآمنة، كما عملت على نقل قيادات أخرى إلى فنادق وشقق مفروشة في مراكز بعض المدن ومنها صنعاء، وأجبرتهم على ترك منازلهم خوفًا من استهدافها.

ووفقًا لمصادر مقربة من العصابة، فإن الأخيرة طالبت قادتها البارزين الذين نجوا من الغارات الأخيرة بعدم استخدام الهواتف الجوالة، والاكتفاء بعقد اجتماعات صغيرة جدًا في مقار أعمالهم، وعدم الاستقرار في أماكن محددة، ما يؤكد حالة الرعب والهلع التي تعيشها العصابة الإيرانية.

أخيرًا، تبقى جميع العمليات الإسرائيلية مشكوكًا في نتائجها حتى يتم استهداف القيادات العليا والمؤثرة في صفوف العصابة الإيرانية وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي، كما حدث مع حزب الله في لبنان وحماس في غزة، فضلًا عن استهداف القيادات المؤثرة أمثال أبو علي الحاكم ومحمد علي الحوثي وغيرهم من القيادات التي تدير عمليات العصابة المخطط لها من إيران.