عامان من حرب غزة.. استراتيجيات متضاربة وكارثة إنسانية

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 79 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عامان من حرب غزة.. استراتيجيات متضاربة وكارثة إنسانية

مع دخول حرب غزة عامها الثاني، يتزايد الشعور بأن إنهاء هذا الصراع يبدو أبعد من أي وقت مضى، في ظل تباين استراتيجيات الأطراف المعنية، وتشابك المصالح السياسية والعسكرية، مقابل كارثة إنسانية يعيشها سكان القطاع الذين باتوا الحلقة الأضعف في هذه المعادلة.

وبينما يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هدفه الأساسي هو "القضاء على حماس وتحرير الرهائن"، يرى محللون أن الحرب تجاوزت حدود المواجهة مع الحركة لتتحول إلى عملية منظمة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإحداث تغيير ديمغرافي في غزة.

المدنيون.. وقود حرب بلا نهاية

الصور القادمة من القطاع تختصر مأساة إنسانية تتفاقم كل يوم: آلاف المباني المدمرة، عائلات مشردة في العراء، ونقص حاد في الغذاء والدواء.

ووفق تقديرات منظمات إنسانية، فإن أكثر من 80 بالمئة من سكان غزة نزحوا عن منازلهم، فيما يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة، وسط انهيار كامل في الخدمات الصحية والتعليمية.

ويصف أستاذ العلوم السياسية أمجد شهاب المشهد بالقول: "ما يحدث ليس حرباً بين طرفين متكافئين، بل هو عملية تدمير شامل وتهجير جماعي"، مضيفاً أن "حماس قدمت تنازلات خلال مفاوضات القاهرة، وقبلت مقترحات لوقف إطلاق النار من دون شروط، لكنها وُوجهت برفض إسرائيلي مستمر".

ويؤكد شهاب أن "هدف إسرائيل يتجاوز مسألة حماس، فهي تسعى للسيطرة على موارد القطاع وأبرزها أبار الغاز، وتنفيذ مشروع استيطاني أوسع

نتنياهو بين البقاء السياسي والضغط الدولي

في المقابل، يرى مندي صفدي، رئيس مركز صفدي للدبلوماسية الدولية وعضو مركزي في حزب الليكود، أن "نتنياهو كان واضحاً منذ اليوم الأول: لا عودة عن هدف القضاء على حماس وتحرير الرهائن".

ويقول في حديثه إلى سكاي نيوز عربية من تل أبيب: "تم بالفعل تحرير معظم المختطفين والقضاء على قيادات أساسية في حماس"، لكنه يحمّل دولا مسؤولية إطالة أمد الأزمة.

ويضيف صفدي: "الضحايا المدنيون يسقطون لأن حماس تتعمد التواجد بين السكان العزل، لكنه نفى بشدة أن تكون إسرائيل تسعى لتهجير سكان غزة، مؤكداً أن الحديث يدور حول "مناطق آمنة مؤقتة"، على حد وصفه.

إلا أن مراقبين يرون أن استمرار الحرب يخدم أهدافاً سياسية لنتنياهو، إذ تمنحه ذريعة لتأجيل الملفات الداخلية الساخنة، مثل محاكمات الفساد التي تلاحقه، وأزمة الاحتجاجات ضد حكومته.

وفي الوقت نفسه، يعزز من قدرته على مخاطبة اليمين الإسرائيلي المتشدد الذي يطالب بمواصلة العمليات حتى "القضاء التام على حماس".

حماس بين الاستنزاف والمعاناة الشعبية

من جهة أخرى، يجد سكان غزة أنفسهم في مواجهة مزدوجة: آلة عسكرية إسرائيلية لا تتوقف، وقيادة لحركة حماس تتبنى استراتيجية تقوم على "الصمود والاستنزاف"، لكنها تترك المدنيين عرضة لكلفة باهظة.

ويشير أستاذ العلوم السياسية، حامد فارس، إلى أن "ما جرى في السابع من أكتوبر كان مغامرة غير محسوبة من حماس، وضعت المدنيين في مواجهة مباشرة مع الجيش الإسرائيلي".

ويضيف فارس الذي تحدث لسكاي نيوز عربية من القاهرة: "قطاع غزة كان شبه دولة بمؤسساتها وخدماتها، لكنه اليوم تحول إلى أرض بور، بلا كهرباء ولا مياه ولا مستشفيات عاملة بشكل كامل".

ويرى أن "إسرائيل استفادت تاريخياً من وجود حماس كذريعة لتكريس الانقسام الفلسطيني وإضعاف السلطة، ومن مصلحة نتنياهو إبقاء الحركة ضعيفة، لكنها موجودة، لتظل ذريعة لاستمرار الحرب".

معاناة إنسانية تتجاوز حدود غزة

الانعكاسات الإنسانية للحرب لا تتوقف عند حدود القطاع. فمصر تواجه ضغوطاً متزايدة مع تزايد الحديث عن "التهجير"، وهو ما ترفضه القاهرة بشكل قاطع، مؤكدة أن أي نزوح جماعي من غزة سيعني عملياً تصفية حق العودة وإلغاء القضية الفلسطينية.

ويقول فارس: "مصر أعلنت بوضوح أن نقل السكان إلى سيناء خط أحمر، لأنه سيغيّر جذرياً من طبيعة الصراع".

وعلى الجانب الآخر، يشير شهاب إلى أن "المجتمع الدولي لم يمارس ضغطاً كافياً على إسرائيل لوقف استهداف المدنيين"، لافتاً إلى أن "المجازر اليومية أدت إلى انهيار البنية التحتية المدنية، وخلقت جيلا جديدا من الفلسطينيين يعيش صدمة نفسية ومعاناة مستمرة".

حرب مفتوحة على المجهول

وبينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، وتتمسك حماس بخيار الاستنزاف، يبقى سكان غزة هم الخاسر الأكبر. فقد تجاوز عدد القتلى والجرحى عشرات الآلاف، فيما باتت غالبية الأسر تعيش على المساعدات المحدودة التي تدخل عبر المعابر.

ويقول أحد سكان غزة في شهادة: "لم يعد لدينا شيء نخسره، فقدنا منازلنا وأقاربنا، وكل يوم نعيش على أمل أن يتوقف القصف ولو ليوم واحد".

تتلاقى شهادات المدنيين مع تحليلات الخبراء التي تؤكد أن الحرب باتت عصية على الحسم. فبينما يصر نتنياهو على أن العمليات العسكرية "تفرض شروط التفاوض"، ترى أطراف فلسطينية أن استمرار الحرب يخدم أجندات إسرائيلية أوسع من مجرد مواجهة مع حماس.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القرار رقم "11 " سيعيد رسم ملامح اليمن الجديد.. ووزير سابق يصفه بـ"الفرصة التاريخية"

نيوز لاين | 546 قراءة 

مأساة على طريق العرقوب في أبين.. النيران تلتهم باص ركاب بالكامل وعدد كبير من الضحايا - صور

المشهد اليمني | 399 قراءة 

إحتراق باص نقل جماعي بمن فيه قادم من السعودية في أبين (صور+الاسماء)

نيوز لاين | 299 قراءة 

مأساة مروعة في أبين.. احتراق باص نقل جماعي ووفاة عشرات الركاب.. صور

نافذة اليمن | 235 قراءة 

أكثر من 40.. أسماء ضحايا حادث احتراق حافلة ركاب ‘‘صقر الحجاز’’ على طريق العرقوب في أبين

المشهد اليمني | 232 قراءة 

الإعلان عن فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك كأول مسلم يتولى المنصب

يمن ديلي نيوز | 224 قراءة 

فاجعة.. وفاة نحو 40 مواطنا إثر احتراق باص نقل جماعي في أبين

الصحوة نت | 219 قراءة 

شاب يمني يحقق إنجازاً سياسياً في أمريكا ويخلف أول يمني تولى منصب العمدة

نيوز لاين | 203 قراءة 

من هو الفائز برئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني.. العدو الجديد لترامب؟

اليوم برس | 203 قراءة 

وزير يمني سابق يؤكد ان القرار رقم 11 سيعيد رسم ملامح اليمن !

يمن فويس | 198 قراءة