سيدة المدرجات "جليلة مقبل".. سبعينية يمينة تسافر مئات الكيلومترات لتؤازر فريقها
برّان برس - تعز – ماجد الطيار:
وسط مدرجات ملعب الشهداء المزدحمة بالمشجعين، تبرز امرأة سبعينية وحدها بين بحر من الرجال، تهتف وتلوّح باسم فريق شباب المسراخ. إنها جليلة بنت مقبل حسن، التي أكدت حضورها المميز في بطولة بيسان الكروية، لتصبح أيقونة تشجيع لا تغيب عن أعين الجميع.
وحصل "بران برس" على معلومات تفيد بأن جليلة، القادمة من قرية الكفوف في مديرية المسراخ، أغلقت دكانها الصغير وقطعت الطريق إلى تعز لتشجيع فريقها في المباراة الأخيرة ضد نادي الطليعة، مؤكدة أن حضورها وسط المدرجات الذكورية لم يكن مجرد روتين، بل تعبير عن شغف متجذر يمتد لعقود.
وتشير المعلومات التي حصل عليها "بران برس"، إلى أن جليلة تزوجت قبل أكثر من ستين عاماً، وفقدت زوجها في سن مبكرة، ما دفعها لمواجهة تحديات الحياة والعمل من أجل تربية أبنائها الصغار. بدأت حياتها العملية ببيع القات، كما تفعل كثير من نساء المنطقة، ثم افتتحت دكاناً صغيراً للمواد الغذائية توسع لاحقاً ليصبح مصدراً للرزق ونقطة اجتماع للسكان المحليين.
ووفق المعلومات، فإن جليلة لم تقتصر على كونها تاجرة ناجحة، بل صارت شخصية اجتماعية معروفة في قريتها، تدعم النشاطات المختلفة، ومن بينها تشجيع نادي شباب المسراخ الذي ترافقه إلى كل مبارياته، حتى في مدينة تعز، لتثبت أن الشغف بكرة القدم لا يعرف عمرًا ولا جنسًا.
وتضيف المصادر أن حضورها في مدرجات ملعب الشهداء وسط جمهور يغلب عليه الرجال من الإداريين والمشجعين والإعلاميين الرياضيين، لم يثنها عن رفع صوتها وتشجيع فريقها، لتصبح بذلك رمزا للوفاء على ممارسة شغفها في أجواء رياضية تسيطر عليها الثقافة الذكورية.
وتختم المصادر بتأكيد أن قصة جليلة مثال حي على مواجهة الصعاب، والوفاء الطويل الأمد لكرة القدم في المسراخ، وحب مستمر للنادي الذي تربّت على حماسه منذ عقود.
حيث لفتت صور جليلة في المدرجات انتباه رواد وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تناقلوا صورها على نطاق واسع معبرين عن اندهاشهم من شغفها بالتشجيع الكروي في هذا العمر، ووصفوها بأنها مثال حي على الإصرار والشغف الذي يتجاوز كل الحدود.
تعز
رياضة
جليلة مقبل
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news