فصول مشتعلة: حرارة الحديدة تحرق النساء والأطفال

     
الوطن توداي             عدد المشاهدات : 186 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
فصول مشتعلة: حرارة الحديدة تحرق النساء والأطفال

منيرة أحمد الطيار :

 

مع انطلاق العام الدراسي 2025-2026 في محافظة الحديدة، تواجه آلاف الطالبات والمعلمات ظروفًا تعليمية صعبة تهدد صحتهن وسلامتهن، وسط درجات حرارة خانقة ورطوبة عالية، يقابلها غياب شبه كلي لمقومات البيئة المدرسية الآمنة.

 

ازدحام قاتل وحرارة لا تطاق

في أحياء الحديدة الشعبية، ومع انقطاع الكهرباء وتكدس الطالبات داخل الفصول، تحوّلت المدارس إلى بيئة خانقة لا تصلح للتعليم. تقول المعلمة نجلاء ناجي (اسم مستعار): "أقل فصل فيه ثمانون طالبة، والمراوح التالفة تضخ هواءً ساخنًا يزيد الوضع سوءًا". وفي مدرسة أخرى وسط المحافظة، تقول الأخصائية الاجتماعية نرمين ناصر (اسم مستعار): "في أول يوم دوام تعرضت لإغماء أنا وزميلتين بسبب الحرارة المرتفعة. الطالبات يعانين من دوخة متكررة وهبوط حاد. بعض الفصول فيها مراوح لكنها تحتاج إلى صيانة، والمكيفات – إن وجدت – فهي حكر على المكاتب الإدارية".

 

أمراض جلدية متفشية

تشير

دراسة

طبية حديثة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة يؤديان إلى زيادة التهابات الجلد بنسبة تصل إلى أربعين في المئة، خاصة في المناطق الحارة والرطبة مثل سواحل البحر الأحمر. وأوضحت الدراسة أن التعرق المفرط يسد مسام الجلد ويخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات، مما يسبب طفحًا جلديًا وتقرحات مؤلمة، وأحيانًا التهابات أكثر خطورة لدى الفئات الأكثر هشاشة كالأطفال والنساء. كما حذرت الدراسة من تفاقم حالات الأكزيما والصدفية في البيئات التي تعاني من ارتفاع الحرارة وسوء التهوية.

 

يقول أخصائي أول أمراض جلدية في محافظة الحديدة، الدكتور وائل عبد القادر: "تتسبب الحرارة المرتفعة في التهابات جلدية، طفح جلدي، وتسلخات تحت الإبطين وتحت الثديين عند النساء. والرطوبة العالية تؤدي إلى ظهور فطريات بين ثنايا الجلد، وهي أكثر شيوعًا عند الأطفال والنساء بسبب العرق الزائد".

 

مضيفًا: "غياب التهوية المناسبة داخل الفصول يؤدي إلى تراكم العرق، ويهيئ بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا والفطريات، ما يجعل الطالبات والمعلمات عرضة لمشاكل جلدية خطيرة".   

 

ومن جهتها، تقول الأستاذة فاطمة محمد (اسم مستعار): "الحرارة العالية تسببت لنا في التهابات وتسلخات، خاصة في مناطق الإبطين وتحت الثديين. الأطفال أكثر عرضة للطفح الجلدي والصنافير. للأسف، لا يوجد تأمين صحي، نعالج أنفسنا بطرق بدائية مثل النشا أو الزبادي، وإذا استطعنا نشتري مراهم من الصيدليات".

 

شهادات مؤلمة

تقول أسماء محمد (اسم مستعار)، طالبة في الصف التاسع: "كل يوم أشعر أنني أختنق من شدة الحر. نعود إلى البيت وملابسنا مبللة بالعرق. لا نستطيع المذاكرة أو حتى النوم من التعب. كثير من زميلاتي يغيبن أيامًا بسبب الإعياء. نتمنى لو كانت هناك مكيفات أو مراوح تعمل".

 

ولا يقتصر الأمر على الحرارة وحدها، فاللباس المدرسي المفروض عادة مكوّن من بالطو طويل بأكمام وطرحة وبرقع بقماش غير قطني، يزيد من معاناة الطالبات والمعلمات. تقول إحدى المعلمات: "الزي الرسمي لا يتناسب مع الطقس ويمنع الجسم من التنفس، ما يؤدي إلى تعرق مفرط وتهيج الجلد. لكن لا يُسمح بأي تغيير في اللباس حفاظًا على الانضباط، حتى ولو كان ذلك على حساب صحة الطالبات".

 

بيانات صادمة  

تشير

إحصاءات

المركز الوطني للمعلومات إلى أن محافظة الحديدة تضم أكثر من ألف ومئتي مدرسة حكومية وخاصة.

 

وبحسب

تقرير

"الخطة التعليمية الانتقالية لليمن للفترة من 2019/2020 إلى 2021/2022"، المُعد من وزارة التربية والتعليم اليمنية بالتعاون مع الشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE) واليونسكو، فإن معظم المدارس تعاني من تهالك البنية التحتية وضعف التهوية، حيث إن العديد منها يفتقر إلى مصادر طاقة بديلة مثل الألواح الشمسية، بينما تعتمد نسبة كبيرة على شبكة الكهرباء العامة التي تتعرض لانقطاعات مستمرة.

 

وبين ازدحام الفصول وضعف التهوية وانقطاع الكهرباء، يجد الطلاب والمعلمون أنفسهم في مواجهة ظروف تكاد تخنق العملية التعليمية برمتها. تقول جمعة أفلح: "بخيبة أمل نحاول الصمود، لكننا نعلم أن الصبر وحده لا يكفي. نحتاج إلى حلول عاجلة تضمن بيئة تعليمية صحية وآمنة".

 

حاولنا التواصل مع مكتب التربية والتعليم في الحديدة لاستيضاح أسباب بدء الدراسة في ذروة الصيف، إلا أن الأشخاص المعنيين لم يتجاوبوا معنا. هذا الصمت يزيد من استياء المجتمع المحلي ويعزز الإحساس بالإهمال.

 

هل من أمل؟

يطالب الأهالي والمعلمون بحلول عاجلة تشمل تعديل التقويم الدراسي ليبدأ في الأشهر الباردة، وتوسيع مشاريع الطاقة الشمسية لتغطية جميع المدارس، إضافة إلى توفير رعاية صحية ومعونات طارئة للكوادر التعليمية. لكنهم يشددون على أن معالجة المشكلة بشكل جذري تتطلب إرادة سياسية لإصلاح البنية التحتية للتعليم في المناطق الساحلية.

 

نُشرت هذه المادة في

منصة هودج

،

صحيفة الوطن توداي

تعيد نشرها بناء على مذكرة تفاهم مشتركة تتعلق بنشر المواد الصحفية التي يتم إعدادها في إطار مشروع "دعم الإعلام في اليمن".

 

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

رئيس حزب الإصلاح في مارب يرد على تصريحات الزبيدي بضم مارب وتعز لـ‘‘دولة الجنوب’’ ويكشف عن اتفاق خطير بمباركة دولة مساندة

المشهد اليمني | 886 قراءة 

شاهد الرد والتصريح من مسؤول حكومي رفيع له ثقله الاجتماعي والقبلي على عيدروس الزبيدي بعد دعوته لمحافظتي مارب وتعز للانضمام الى الجنوب

المشهد الدولي | 500 قراءة 

تهز اليمن.. ضبط امرأة تحرض على ممارسة الدعارة وأعمال منافية للآداب وتنسق للقاءات غرامية

المشهد اليمني | 451 قراءة 

وثائق مسربة تكشف ملكية فيلا فاخرة في جزيرة العمال وسط جدل برلماني

نيوز لاين | 382 قراءة 

بيان هام من مكتب رئيس الوزراء سالم بن بريك بخصوص الوضع الاقتصادي والمالي

الميثاق نيوز | 343 قراءة 

عاجل: الاعلان عن موعد صرف مرتبات هؤلاء (سار)

كريتر سكاي | 320 قراءة 

بدء صرف رواتب العسكريين

العاصفة نيوز | 303 قراءة 

من هو الأكاديمي اليمني الذي تم اختيارة ضمن قائمة أفضل 30 شخصية عربية مؤثرة لعام 2025 ؟ .. الأسم والصورة و السيرة الذاتية

يمن فويس | 303 قراءة 

خطة لصرف الرواتب من الحكومة بعيدا عن الرئاسي والمادة الرابعة تعود لليمن بعد انقطاع

الموقع بوست | 298 قراءة 

الكشف عن موعد صرف المرتبات رسميا بعدن

كريتر سكاي | 260 قراءة