المؤتمر الشعبي العام .. 43 عاماً من العطاء والمنجزات
قبل 1 دقيقة
تحل علينا اليوم الذكرى الثالثة والأربعون لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، تلك المدرسة الوطنية التي وُلدت من رحم الحاجة إلى كيان جامع يحتضن كل أطياف الشعب، ويجسّد آمال اليمنيين في بناء وطن قائم على التنمية والديمقراطية، والسلام والاستقرار، والتعايش والمشاركة، وصون الحريات، وتحقيق الأمن والأمان
.
لقد كان ميلاد المؤتمر الشعبي العام عام 1982 محطة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر؛ إذ جاء ليضع حدًّا لسنوات طويلة من التشرذم والصراع، ويفتح آفاقًا جديدة أمام مشروع وطني وحدوي يرتكز على الحوار والمشاركة الشعبية الواسعة.
وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، ارتبط اسم المؤتمر بالمنجزات الكبرى التي عرفها اليمن الحديث: من بناء مؤسسات الدولة وترسيخ النظام الجمهوري، إلى تعزيز التجربة الديمقراطية عبر الانتخابات التعددية، وإشاعة قيم الحوار والتعايش، وتوسيع مساحات المشاركة السياسية والاجتماعية، وصولاً إلى تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي مثّلت أعظم إنجاز وطني في التاريخ الحديث.
لم يكن المؤتمر مجرد حزب سياسي، بل كان وما يزال مظلة وطنية جامعة احتضنت الجميع بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم الفكرية، ووفرت مساحة رحبة للتعبير والمشاركة. فكان عنوانًا للتنوع، ومرآة لتطلعات اليمنيين. لقد مثّل مشروعه الحضاري نقلة نوعية من واقع مليء بالدروشة والفقر والجوع والمرض والجهل والحرمان والقمع والظلام، إلى واقع جديد قائم على المنجزات والتنمية، والديمقراطية والمشاركة، والسلام والاستقرار، والتعايش والحرية، والأمن والأمان.
وإذا كان البعض يقيس عمر الأمم بما حققته من تراكمات حضارية خلال قرون، فإن اليمنيين أنجزوا في ظل المؤتمر خلال أربعة عقود ما يفوق حصيلة قرون طويلة من التيه والتخلف. فالتحولات التي شهدتها البلاد في مجالات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، والاقتصاد، وبناء مؤسسات الدولة، كانت خطوات عملاقة على طريق التحديث والتنمية.
واليوم، ونحن نستحضر هذه الذكرى العزيزة، فإن الوفاء لروح المؤتمر الشعبي العام يتمثل في الحفاظ على مبادئه وقيمه، والدفاع عن أهدافه الوطنية، والاستمرار في مشروعه الجامع؛ لأنه الخيار الأمثل لبناء وطن يسوده السلام والعدل، وتعلو فيه راية المواطنة المتساوية، ويعيش أبناؤه في أمن واستقرار وكرامة.
إن الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام ليست مجرد محطة للاحتفال، بل هي فرصة للتأمل، واستلهام الدروس، وتجديد العهد بمواصلة المسيرة، حتى يظل المؤتمر، كما كان منذ نشأته: صوت الوطن الجامع، وخيمة اليمن الكبير، وحارس أهداف الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news