أعلن عدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال الهولندية المنتمين إلى حزب اليمين الوسط استقالتهم، مساء الجمعة، بعد خلاف حول سياسة الحكومة تجاه إسرائيل بسبب حربها المدمرة على قطاع غزة، ما أدخل البلاد في وضع سياسي غير مسبوق.
وجاء انسحاب وزراء حزب "العقد الاجتماعي الجديد" (NSC)، إثر استقالة وزير الخارجية كاسيار فيلد كامب، العضو في الحزب، مساء الجمعة.
وقال فيلد كامب، وهو سفير سابق لهولندا في تل أبيب، إنه عجز عن التوصل إلى اتفاق بشأن "إجراءات ملموسة" ردا على أفعال إسرائيل في غزة. وأكد فيلد كامب أنه واجه مراراً اعتراضات من زملائه في الحكومة على الإجراءات التي كانت هولندا قد فرضتها بالفعل، وفق ما أوردت "بلومبرغ".
وبعد استقالة فيلد كامب تبعه وزير الشؤون الاجتماعية إيدي فان هيوم، ووزيرة الداخلية جوديث أو ترمارك، ووزيرة التعليم ايبو بروينز، ووزيرة الصحة دانييل يانسن وأربعة وزراء دولة، وفق صحيفة "دوتش نيوز" الهولندية.
كما كانت وزيرة الدولة لشؤون التجارة الخارجية هانكه بورما من بين الوزراء المستقيلين.
الخلاف حول إسرائيل"
وقال وزير الشؤون الاجتماعية إيدي فان هيوم، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء، إن الخلاف حول إسرائيل كان السبب وراء انسحابهم من هذا الائتلاف الهش الذي يدير البلاد منذ انهيار الحكومة في يونيو.
وأضاف: "باختصار، لقد سنمنا الأمر... فيلد كامب كان يشعر بشدة بالحاجة إلى مزيد من الإجراءات ضد الحكومة الإسرائيلية، لكن المكابح كانت تستخدم ياستمرار".
وقالت زعيمة حزب "العقد الاجتماعي الجديد"، نيكولين فان فروتهوفن: "لقد وجه الحزب رسالة بضرورة حدوث تحسن في الوضع، وهذا لم يحدث، لذلك تتخذ خطوات الآن، بحسب ما أوردت مجلة "بوليتيكو".
ويترك هذا التطور هولندا بحكومة مؤقتة تضم فقط حزبين سياسيين، الأمر الذي يزيد تعقيد فرص تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات المقررة في 29 أكتوبر المقبل.
وانتقد حزب "حركة الفلاحين المواطنين" (BBB) الشعبوي، وهو أحد الشريكين المتبقيين في الائتلاف إلى جانب حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) الليبرالي السحاب حزب العقد الاجتماعي الجديد"، معتبراً أنه ترك هولندا "بلا دقة قيادة".
وجاء في بيان "BBB": "بينما كانت المحادثات لا تزال جارية، انسحبوا، تاركين وراءهم الفوضى.
حكومة هولندية بلا أغلبية برلمانية
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء ديك
شوف عن أسفه" لانسحاب حزب "العقد الاجتماعي الجديد" من الحكومة، خلال كلمة متأخرة ألقاها أمام البرلمان، قائلاً: علينا احترام هذه القرارات، لكننا تأسف لها بشدة، خصوصاً في ضوء المسؤولية التي تقع على عاتق الحكومة في هذه المرحلة الانتقالية.
وأضاف رئيس الوزراء الهولندي أنه سيطلب المشورة قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع حكومة لا تملك أحزابها سوى 31 مقعداً من أصل 150 مقعداً في البرلمان.
وكانت الحكومة الهولندية قد انهارت في يونيو الماضي بعد انسحاب زعيم اليمين المتطرف خيرت فيلدرز وجزيه "الحرية" من الائتلاف بعد رفض شركائه الثلاثة دعم خططه للحد من الهجرة. واستمرت الحكومة حوالي عام واحد فقط.
ومن بين الإجراءات التي فرضتها هولندا بالفعل ضد تل أبيب، حظر دخول الوزيرين في الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش و ايتمار بن جفير، واتهمتهما بالتحريض المتكرر على عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وفقاً لـ "بلومبرغ".
كما ألقى وزير الخارجية المستقبل ثلاثة التصاريح تصدير المكونات سفن بحرية موجهة لإسرائيل، مستشهدا بـ "تدهور الأوضاع في غزة، وخطر الاستخدام غير المرغوب فيه.
وقال فيلد كامب للصحافيين، الجمعة: "أنا أيضاً أرى ما يحدث على الأرض في غزة. الهجوم على مدينة غزة، وما يحدث في الضفة الغربية، وقرار بناء المستوطنات، وفي القدس الشرقية".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news