الإصلاح الاقتصادي بين إرادة الخارج وعجز الداخل

     
العاصفة نيوز             عدد المشاهدات : 112 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الإصلاح الاقتصادي بين إرادة الخارج وعجز الداخل

 

لم يعد خافياً على أحد أن ما يسمى بـ”الإصلاحات الاقتصادية” في المناطق المحررة لم تنبع من قرار سيادي وطني خالص، بل جاءت بإرادة أمريكية وبريطانية بحتة، وفق أجندة مرسومة بدقة ضمن ما يعرف بـ”نظرية الصدمة الاقتصادية”. فالمشهد برمّته لا يترك مجالاً للمزايدة؛ لا حكومة ولا مجلس رئاسي ولا بنك مركزي ولا حتى مطالب شعبية كان لها اليد الطولى في هذا التحول.

لقد قالها رئيس الوزراء بوضوح، بل بمرارة، أثناء لقائه بالمتظاهرين في حديثه مع الصحفي صلاح السقلدي: “نحن ليس بيدنا شيء نقدمه”. هذه الجملة وحدها تكفي لتجسيد حالة العجز والارتهان، فهي ليست مجرد اعتراف بالعجز عن تلبية المطالب، بل شهادة رسمية بأن القرار الاقتصادي مرهون بخطة مفروضة من الخارج، تُدار وتُراقب بمسطرة بريطانية وأمريكية، يُجبر الجميع على السير وفقها دون نقاش.

الأكثر خطورة أن كشف الفاسدين وتقديمهم للمحاسبة لم يعد بيد حكومة ولا جهاز قضائي وطني، بل صارت هذه الملفات تُدار عبر القنوات الأمريكية ذاتها، فهي صاحبة اليد الطولى في مراقبة حركة المال العالمي عبر أنظمتها المالية والاستخباراتية. أمريكا تعرف جيداً من الفاسد ومن المتورط ومن ينهب ثروات البلاد، لكنها تستخدم هذه الملفات في الوقت المناسب كأوراق ضغط لا كأدوات عدالة.

اقرأ المزيد...

أبو فتح القاضي يعزي آل عقلان في وفاة المناضل منصور عقلان

22 أغسطس، 2025 ( 7:01 مساءً )

انطلاق مرحلة جراحة القلب المفتوح والقسطرة للأطفال في مستشفى الأمير محمد بن سلمان بالعاصمة عدن

22 أغسطس، 2025 ( 6:18 مساءً )

إن ما نراه اليوم ليس تعافياً اقتصادياً بقدر ما هو “إدارة صدمة” تعيد تشكيل الواقع بما يخدم مصالح الخارج، بينما يبقى الداخل مجرد متلقٍ، فاقداً لأدوات الفعل والسيادة. ولهذا فإن المراهنة على إصلاح حقيقي أو تعافٍ نابع من الإرادة الوطنية الصرفة ليست إلا وهماً، طالما أن القرار السياسي والاقتصادي مرهون بمكاتب لندن وواشنطن.

إن أول ما يجب أن نستوعبه نحن العرب خصوصاً، أن جغرافيتنا ما تزال تُعامل كأرض مملوكة لغيرنا، وأننا أدوات في معادلة كبرى لا نرسمها نحن. وعليه فإن النقاش بين القوى المحلية حول “منجزات” هذا الطرف أو ذاك في الإصلاح أو التعافي لا يعدو كونه جدلاً بلا معنى، فالمخرج هو ذاته من يتحكم بكل شاردة وواردة.

إن استلهام هذه الحقيقة المؤلمة لا يجب أن يقودنا إلى الاستسلام، بل إلى إعادة بناء وعينا الجمعي؛ بأن أول طريق لاستعادة كرامتنا واحترامنا لأنفسنا يبدأ بالاعتراف بأننا نفقد السيادة اليوم، وأننا بحاجة إلى ثقافة جديدة تقوم على عدم المزايدة على بعضنا البعض، بل على البحث الجاد عن مشروع تكامل اقتصادي ناتج عن احتياج لنقول نحن هنا لو بسقف بسيط ، لا يكون مجرد ظل في مسرحية يكتب نصها الخارج.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فيديو | موقف اليمنيين من تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة وتحشيد أنصاره للمطالبة بإعلان دولة الجنوب؟

بران برس | 862 قراءة 

عاجل:معارك عسكرية بمختلف الأسلحة بهذه المحافظة الجنوبية

كريتر سكاي | 839 قراءة 

ضمن خطة هيكلة الجيش.. الرئيس العليمي يعين قيادة جديدة لهيئة الركن بالعمليات المشتركة

موقع الأول | 612 قراءة 

عودة علي سالم البيض إلى عدن بعد سنوات من الغياب.. ورسالة برلمانية حول الوحدة اليمنية

نيوز لاين | 573 قراءة 

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 552 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 551 قراءة 

عملية استباقية نوعية لشرطة مأرب.. اعتقال قيادي حوثي كُلف بإدارة الخلايا الإرهابية خلفاً للقيادي المعتقل “أحمد قطران”

بران برس | 494 قراءة 

هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة؟

الوطن العدنية | 433 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 425 قراءة 

إعلان رسمي: أول مدينة في اليمن تحظر السلاح وتتوعد المخالفين بالعقوبات

نيوز لاين | 358 قراءة