في تصريحات سياسية مثيرة للجدل، كشف السياسي اليمني البارز هاني البيض عن رؤيته لطبيعة الأزمة اليمنية، معتبرًا أنها تجاوزت حدود الحرب الداخلية لتتحول إلى "عقدة جيوسياسية" معقّدة، تتحكم فيها القوى الإقليمية والدولية أكثر من الفاعلين المحليين.
وأكد البيض، في مقابلة موسعة، أن اليمن لم يعد ساحة صراع داخلي فحسب، بل أصبح "أرضًا خصبة للتنافس الإقليمي والدولي"، حيث تتشابك مصالح السعودية وإيران والإمارات مع تدخلات أمريكية وأوروبية وصينية، فيما تظل الإرادة الوطنية مهمشة.
وأضاف أن المشروع الوطني الشامل قد تآكل بفعل التدخلات الخارجية، موضحًا أن "الشمال يرزح تحت الانقسامات والحرب، بينما الجنوب يبحث عن هويته وسط صراعات لا تمثله".
وأشار البيض إلى المفارقة بين غنى اليمن بالموارد الطبيعية وموقعه الاستراتيجي على باب المندب، وبين التهميش الذي يعيشه الشعب، قائلاً:
"أينما فُتحت طاولة مفاوضات، يغيب عنها اليمني الحقيقي".
وفي حديثه عن القضية الجنوبية، وصفها بـ"الجرح المفتوح"، مشيرًا إلى أن تعدد المكونات السياسية في الجنوب سمح بتغذية الانقسامات من قبل أطراف خارجية، ما جعل القرار الجنوبي ورقة ضغط في يد الآخرين أكثر منه خيارًا نابعًا من الإرادة الشعبية.
واختتم البيض حديثه بسؤال لافت:
"هل يُصنع القرار اليمني في صنعاء وعدن، أم في الرياض وطهران وواشنطن ودبي؟".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news