حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من تفاقم أزمة إنسانية غير مسبوقة في مديرية عبس بمحافظة حجة، شمال غربي اليمن، حيث يواجه عشرات الآلاف من النازحين خطر المجاعة نتيجة تراجع المساعدات الإنسانية ونقص التمويل الدولي.
وأوضح الصندوق، في تقرير حديث، أن الوضع في المديرية “حرج ومعقد”، إذ يتهدد أكثر من 41 ألف شخص شبح الجوع الحاد بعد تعليق المساعدات الغذائية، في ظل التدهور الكبير للأراضي الزراعية جراء الصدمات المناخية.
ووفق التقرير، تُعد عبس ثاني أكبر تجمع للنازحين في اليمن، حيث يشكّل النساء والأطفال نحو 80% من إجمالي السكان فيها.
وأكد أن الانخفاض الحاد في حجم المساعدات ضاعف من حدة المأساة الإنسانية، ما أجبر آلاف الأسر على اللجوء إلى وسائل قاسية للبقاء، مثل تقليص عدد الوجبات اليومية، والاقتراض، أو بيع ما تبقى من أصولها لتأمين الطعام.
وأشار الصندوق إلى أن معظم الأسر النازحة القادمة من مناطق النزاع في حرض وشمال حجة تعيش ظروفاً مأساوية، حيث يكابد الأطفال والأمهات معاناة الجوع بشكل يومي، وكثير منهم يخلدون إلى النوم وهم يتضورون ألماً.
كما كشف التقرير أن القطاع الصحي في المديرية على وشك الانهيار، إذ لا يعمل سوى ربع المرافق بكامل طاقتها، فيما تمثل العيادات المتنقلة الملاذ الوحيد لتقديم الرعاية الأساسية في عدد من مواقع النزوح، ومنها مخيم “المهاربة”.
وبيّن أن أكثر من 220 ألف نازح في عبس فقدوا منذ مارس/آذار الماضي إمكانية الحصول على مساعدات طارئة منقذة للحياة، نتيجة التخفيضات الكبيرة في برامج الإغاثة.
ودعا الصندوق الأممي المانحين والشركاء الدوليين إلى التحرك العاجل وتوفير التمويل اللازم لضمان استمرار خدمات الغذاء والصحة والتعليم والحماية، محذراً من أن أي تأخير سيجعل حياة النازحين وآمالهم عرضة لخطر دائم.
وفي مشهد يجسد فداحة الأزمة، توفيت الطفلة النازحة أشواق علي حسن مهاب جوعاً في السادس من يوليو الماضي، بعد أيام قليلة من وفاة امرأة مسنّة بالسبب ذاته في أحد المخيمات، وسط اتهامات لمليشيا الحوثي بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية وحرمان المستحقين منها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news