أوسكار الجيل الذهبي.. بمناسبة اليوم العالمي للشباب

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 41 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أوسكار الجيل الذهبي.. بمناسبة اليوم العالمي للشباب

تُطلق صفة الشباب على الفئة العمرية التي تتراوح ما بين عام 14-30 من عمر الإنسان، وبعض علماء نفس النمو يحددونها من السن الثامنة عشر حتى الأربعين وفي دراسات متأخرة مطوها حتى الستين، وهي أفضل وأخصب وأجمل مراحل العمر، وبهذا وُصف الشباب بأنه سلطان العمر! وزهرة العمر، وربيع العمر، فالشباب هو القوة والجموح والتدفق والحيوية والنشاط والطاقة الخلاقة والمغامرة والتنافس والتميز والحب والفرح والبذل والعطاء، ففي هذه المرحلة العمرية تتفتح براعم الشخصية وتتكشف المواهب والقدرات الفردية عند الإنسان ذكراً كان أم أنثى. وفي هذه المرحلة العمرية البالغة الأهمية والخطورة في حياة الإنسان يزداد الشعور بالذات والأنَا والهوية الفردية المستقلة، والوعي العميق بالعالم والحياة والمستقبل، والشباب هو أخصب مراحل العمر الجسدية والعقلية، فهو سن ظهور العبقريات والابتكار والإبداعات العلمية والأدبية والفنية والرياضية. الخ. وقد اعتدنا على ترديد القول بأن (الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل)، لكن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن نسبة الشباب العرب بين السكان هي أكثر بكثير، وذلك بسبب عوامل كثيرة من بينها انخفاض متوسط عمر الإنسان العربي ما بين 50-60 عاماً، والحروب والنزوح والهجرة والفقر والمرض.. الخ. وعلى مر العصور كان الشباب هم الطاقة الحيوية الخلاقة التي تبعث الحياة والقوة والأمل في الجسد الاجتماعي وتمده بالدماء الجديدة والعقول الرشيدة، إذ عليهم تُعقد الآمال وتتطلع الأفئدة إلى أفعالهم الطيبة ومشاريعهم المباركة في بناء المجتمع المدني العربي الجديد، غير أن ما ينبغي علينا أن ندركه اليوم هو أن المستقبل لا ينتظر أحداً، ولا يتحقق بالمعجزات أو بالأمنيات، بل هو ما نصنعه نحن هنا والآن بأيدينا وعقولنا وتعاوننا، فإذا تركنا هذه اللحظة تمر بالتخاذل والخذلان والكسل واللامبالاة، فمن المؤكد أن مستقبلنا سيكون خاسراً، وإذا ما جعلنا من هذه اللحظة التي نعيشها الآن لحظة فاعلة ونشيطة وزاخرة بالحيوية والإنجاز، فلا ريب أن المستقبل سيكون أفضل، فلا يحصد المرء إلا ما زرعه بيده (ومن جد وجد، ومن زرع حصد، ومن يزرع الرياح يحصد العاصفة، ومن يزرع الخير والجد والعطاء يحصده!). والعمر قصير جداً، فمن غير الجائز إضاعته في الانتظار، فما لم نفعله اليوم يصعب اللحاق به غداً، والزمن أغلى وأثمن شيء في حياة الإنسان، إنه الحياة ذاتها، وأي تبذير للوقت هو تبذير للحياة. وقديماً قال الشاعر: “ألا ليت الزمان يعود يوماً لا خبرة بما فعل المشيب!”

لكي يؤثر الشباب والشابات في مرحلة البناء والعمل وتطوير النسيج الاجتماعي المدني، لابد من امتلاكهم/ كهن/ واكتسابهم/ كهن/ المعارف والمهارات والقدرات الفكرية والفرص لتلبية احتياجاتهم واحتياجات المجتمع، حيث تبرز أهمية استقلالية الشباب ومسؤولياتهم في معرفة حقوق الإنسان وقواعد القانون والانفتاح والتوسع وتشجيع الحوار بين الثقافات والوصول إلى القيم الإنسانية والنزعة الإنسانية، على اعتبار أن الإنسان هو مصدر المعرفة لإلغاء سلطة الظلم والاستبداد والتمييز والعنصرية بأساليب حضارية وسلمية ومدنية وإنسانية، تنبني على ثقافة التسامح ولغة الحوار، وما انجذاب الشباب إلى العمل من داخل تنظيمات المجتمع المدني، واهتمامهم بالفعل المؤسساتي المجتمعي، إنما هو إيمانهم بدورها القوي والمؤثر في إحداث التغيير والإصلاح لتحقيق حرية وكرامة الإنسان وتطوير المجتمع وتنميته.

ويعد الشباب بحضورهم ونشاطهم التطوعي جوهر الحياة المدنية في المجتمعات المعاصرة، لا سيما في عصرنا الحديث بعد أن اتسعت وتعقدت مجالات الحياة وعلاقاتها المتشابكة، “إذ أن الحكومات، سواء في البلدان المتقدمة أو النامية، لم تعد قادرة على سد احتياجات أفرادها ومجتمعاتها، فمع تعقد الظروف الحياتية ازدادت الاحتياجات الاجتماعية وأصبحت في تغيّر مستمر، ولذلك كان لا بد من وجود جهة أخرى موازية للجهات الحكومية تقوم بملء المجال العام وتكمّل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية، ويطلق على هذه الجهة المنظمات المدنية. إن الشروط الضامنة لريادة الشباب في مؤسسات المجتمع المدني تتمثل في تشجيعهم وإعطائهم الفرصة في التعبير عن تطلعاتهم وآرائهم، مع أهمية زيادة انفتاح قيادات مشاريع التغيير على أفكار الشباب وطموحاتهم، والدفع بهم نحو القيام بمبادرات تنموية فاعلة، مع التأكيد على ضرورة إدماجهم في مشاريع التغيير والإصلاح الوطنية، إلى جانب رفع مستوى مشاركتهم في القيادة لتلك المشاريع، والعمل على استبعاد نظريات الإقصاء والتهميش لهم، وتعزيز استقلالية الانتماء والمواطنة، وأن تعيد الحكومات النظر في سرعة تشريع القوانين المؤطرة لحركة المجتمع المدني، ومن جهة أخرى فإن على الشباب أنفسهم أن يبادروا في إطلاق المبادرات والمشاريع، وأن يكونوا مؤثرين وفاعلين في المجتمع”.

وإذا ما أردنا تلخيص الشروط الضرورية لتمكين الشباب من صناعة المستقبل، فيمكننا إجمالها في الآتي: إصلاح النظام التربوي والتعليمي، إذ لا يمكن تغيير شيء يذكر في الاقتصاد والإدارة والسياسة والثقافة والأخلاق ما لم يتحقق تغيير سيكولوجي تربوي عميق في بنية الشخصية العربية وما لم تتكون الرغبة والقدرة على التفكير والعمل بطريقة جديدة ورؤية واضحة، غير أنه ينبغي ألا يغيب عن بالنا ونحن نسعى لبحث مسألة تأهيل وتنمية الشباب لصناعة المستقبل، إذ أن عملية تعديل الأطر القديمة أو اكتساب الأطر العقلية الجديدة غالبًا ما تكون عملية عسيرة، بل وأحيانًا مؤلمة وشديدة التعقيد، ويظهر ذلك بوضوح أكبر عندما لا يكتفى بمجرد إعادة ترتيب مكونات تلك الأطر الفكرية، وإنما إدخال أطر مطورة أساسية. “ويرى شيت مايرز” في كتابه (تعليم الطلاب لتفكير الناقد)، أن أحد أسباب كون عمليات إعادة هيكلة التفكير مؤلمة هو أن الأطر الفكرية ليست قضايا معرفية بحتة، وإنما فيها جوانب شخصية وعاطفية كثيرة بما في ذلك من قيم ومعتقدات، وتعمل القيم الشخصية كشبكة تعرض من خلال الخبرات”. ويذهب “ينفر” إلا أن لكل منا نظرته الضمنية عن العالم وطريقة عمله، وأن تلك النظرة التي لم تتعرض للاختبار، والموجودة في اللاوعي، هي التي تمكنا من صياغة وتفسير وفهم عالمنا… وهي تشكل نظام معتقداتنا ومنظورنا الشخصي، وهي بذلك تصبح العدسات أو أجهزة التقنية البصرية لخبراتنا اليومية، إذ تملي علينا ما نراه وكيف نفسره، وهذا يعني أن نتعلم طرقًا جديدة في التفكير والتربية، لا بد أن تتضمن تحديًا للنظريات المختزنة داخليًا لدى الطلاب وتعليمهم منظورات جديدة لتفسير الأمور، هذه العملية لا يمكن أن تمر بسلام، بل سوف تكون مشحونة بدرجة عالية من الانفعال والمجابهة والسخونة والتحدي، ولَكِن مادام الحاسم في تطور أي شعب وفي جميع الأزمنة هو العامل البشري، فلا مندوحة لنا من البحث في هذه الإمكانية المجربة. وبدون أن يتحقق انعطاف جذري في عقول وأمزجة ومشاعر أفراد المجتمع من الأسفل إلى الأعلى، بالعكس، فلا يحق لنا انتظار شيء يذكر من المستقبل. (يجب أن نبدأ بالمدرسة – سوف يتكون مجتمع الغد في المدرسة أو لن يتكون. ‏فالمثل الأعلى للمؤسسات الأكاديمية التكوينية لا يتمثل فيما تزود به طلابها وطالباتها من معارف ومهارات، بقدر ما يتمثل في إكسابهم المقدرة على الفهم، وأن وظيفة المؤسسة الأكاديمية تتمثل في مقدرتها على تحويل معرفة الأولاد والبنات إلى قدرة الرجال والنساء. بحسب وايتهد.)

لعلكم سمعتم عن كتاب (الشوامل والهوامل)، فقد كان البدو في الصحراء ولا زالوا يطلقون جموع الإبل في الصحراء بحثاً عن الماء والكلأ ويسمونها الهوامل، ويحتفظون بثلاث إلى سبعة من الإبل العتاق بقرب مضارب خيامهم، ويسمونها الشوامل! إذ يطلقونها بعد بضعة أسابيع من غياب الهوامل لتقوم بجمع شملها والعودة بها إلى ديارها، ولابد من منح فرصة للقيادات الشابة لتكون هي شوامل اليوم وجعلهم رواد مشاريع بناء المجتمع الجديد التي ستظهر نتائجها المثمرة على المدى البعيد. يقول المثل الصيني: إن تبذر بذرة فستجدها سنبلة بعد عام، وأن تغرس شتلة فيمكنك أن تحصل على الثمار بعد أعوام، أما حينما تنشئ الشباب والأطفال فأنت تسهم في تنمية وتأهيل الأجيال على مدى مئات الأعوام. فالمستقبل لهم ومن يأتي بعدهم، أما نحن جيل ما فوق الخمسين فلم يعد لدينا غير الذكريات والحنين، وكل ما نستطيع قوله اليوم:

بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني

فَلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النحيبُ

فيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَبابِ

نعاه الشَيبُ وَالرَأسُ الخضيبُ

عريت مِنَ الشَبابِ وَكانَ غضا

كما  يَعرى مِنَ الوَرَقِ القضيبُ

فيا  لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يوما

فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

قرار مفاجئ يربك الشارع اليمني… والرئاسي يتدخل بتشكيل لجنة وزارية عاجلة

المرصد برس | 738 قراءة 

الكشف عن تطورات اقتصادية مهمة و8 مفاجآت ستغير المشهد المالي والنقدي باليمن

وطن نيوز | 478 قراءة 

بالأسماء.. قرار بوقف فروع صرافة شهيرة في عدن وشبوة وسيئون

عدن نيوز | 363 قراءة 

قرارات مصيرية قادمة وعودة قيادات الصف الأول للمجلس الانتقالي الجنوبي..!

عناوين بوست | 331 قراءة 

أوامر قبض بحق قيادات حضرمية بارزة.. وتصعيد أمني مثير للجدل في المكلا

موقع الجنوب اليمني | 315 قراءة 

تواصل استقرار الدولار والريال السعودي أمام الريال اليمني في عدن وانخفاضه في صنعاء.. سعر الصرف اليوم الجمعة 15-8-2025

عدن نيوز | 293 قراءة 

عبده الجندي يفتح النار على أحمد علي صالح ويتهمه بتورط خطير

المرصد برس | 282 قراءة 

صورة ليلية تظهر جمال باريس عدن

عدن تايم | 264 قراءة 

قتال عنيف بين قبيلتين في مأرب وسط تحليق للمسيرات ال #1650;مريكية

اليمن السعيد | 263 قراءة 

حديث سعودي عن تعافي شامل لليمن في هذا الوقت

كريتر سكاي | 252 قراءة