يشاد بإمكانات الذكاء الاصطناعي في إحداث تحول جذري في مجال الطب، إلا أنه أدى إلى فقدان بعض الأطباء مهاراتهم بعد بضعة أشهر فقط، بحسب ما كشفته دراسة جديدة.
ساعد الذكاء الاصطناعي متخصصي الرعاية الصحية في تحسين القدرة على اكتشاف أورام ما قبل السرطان في القولون، لكن عند وقف الاستعانة بالمساعدة انخفضت قدرتهم على اكتشاف الأورام بنحو 20% مقارنة بمعدلات ما قبل بدء استخدام الأداة وفقاً للنتائج التي نشرت الأربعاء.
تتبنى منظومات الرعاية الصحية في مختلف دول العالم الذكاء الاصطناعي بهدف تحسين نتائج علاج المرضى، ورفع الإنتاجية، وفي العام الجاري وحده، أعلنت حكومة المملكة المتحدة عن تمويل بقيمة 11 مليون جنيه إسترليني (14.8) مليون دولار لتجربة جديدة تهدف إلى اختبار مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على المساعدة في اكتشاف سرطان الثدي في مرحلة مبكرة.
اعتماد مفرط على الذكاء الاصطناعي
قال القائمون على البحث إن الذكاء الاصطناعي الذي شملته الدراسة دفع الأطباء على الأرجح إلى الإفراط في الاعتماد على توصياته، "ما أدى إلى أن يصبح الأطباء السريريون أقل حماساً. وتركيزاً، ومسؤولية عند اتخاذ القرارات المعرفية دون مساعدة الذكاء الاصطناعي".
توقع يويتشي موري، الباحث في جامعة أوسلو وأحد العلماء المشاركين في الدراسة. أن التأثير على تراجع المهارات "سيكون أكبر على الأرجح" مع تحسن أداء الذكاء الاصطناعي.
تأكل القدرات البشرية
وقال عمر أحمد، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "يونيفرستي كوليدج هوسبيتال لندن"، إن التأثير على المتدربين أو المستجدين قد يكون أكثر وضوحاً.
وكتب أحمد الذي لم يشارك في الدراسة. في تعليق نشر بجوار المقال: "رغم أن الذكاء الاصطناعي يواصل تقديم وعود باهرة التحسين نتائج الطب السريري، يجب علينا أيضاً الوقاية من التاكل الصامت للمهارات الأساسية اللازمة لإجراء عملية منظار القولون عالية الجودة".
أثارت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) مخاوف مشابهة، بعدما توصلت إلى أن استخدام نموذج "تشات جي بي تي" الذي طورته "أوبن إيه آي" (OpenAl) في كتابة المقالات الدراسية أدت إلى تراجع الانخراط العقلي والنشاط المعرفي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news