حرب الأعراس.. آخر معارك نخب اليمن المظفرة

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 190 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حرب الأعراس.. آخر معارك نخب اليمن المظفرة

بشرى العامري:

بعد أن تعبت البنادق من الصراخ قررت القيادات اليمنية تحويل الحرب إلى مهرجان زفاف دائم. جبهات القتال أُغلقت للصيانة، والجبهات الجديدة افتتحت على اتساعها لجبهة القاعة الكبرى.

 قررت تلك القيادات أن تمنح نفسها “هدنة من نوع خاص”، هدنة في قاعات الأفراح هنا أو هناك في دول الشتات.

فبينما يترنح الشعب على حافة الجوع تتسابق القيادات حكومة وميليشيا في عرض أحدث صيحات حفلات الزفاف وكأن اليمن تحوّل إلى صالة كبرى مفتوحة على مدار العام.

في الرياض، يُسوَّق حفلُ زفافٍ سياسيٍ على أنه “عرس وطني جامع” يوحّد الصفوف وفي القاهرة يردّ الخصوم بـ”زفاف تاريخي حاشد” ليثبتوا أن لهم اليد العليا في المنافسة.

أما إسطنبول وأبوظبي فالعنوان واحد ” منصورون في قاعات الافراح مهزومون على الأرض”.

 ولتلك الافراح نصيبها من الكاميرات حيث يلتقي “المنفيون الأنيقون” على موائد مترفة، يتبادلون الضحكات بينما خرائط الوطن تتآكل.

أبناء الوزراء يتباهون بخواتم تفوق قيمتها ميزانية محافظة كاملة، فيما أبناء الميليشيات يقيمون الافراح تحت لافتة “أعراس الصمود” التي توزع اللحوم كأنها انتصارٌ ميداني، وكأن الشحم على الأطباق يعوّض الدم النازف في الجبهات، والكروش الممتلئة ستسد فجوة المعدة الخاوية في قرى الجوع.

والنتيجة واحدة: وجوه ممتلئة، وقرى خاوية، وملايين من اليمنيين لم يعد لديهم حتى القدرة على شراء كيس دقيق.

لم تعد قاعات الأفراح مكاناً للفرح بقدر ما أصبحت تشبه نشرات أخبارٍ مصوّرة بيانات سياسية شعارات حملات إعلامية وصور معدّة للنشر أكثر من اهتمامها بالمدعوين.

الطاولات المذهبة والمقاعد الوثيرة هي نسخة فاخرة من “المسرح السياسي”، وخطابات حماسية عن اليمن الجديد.. لكن اليمن الجديد الوحيد هو قائمة الطعام

أما الشعب.. فهو الضيف الدائم الذي لايتذوق شيئاً.. ضيفاً غير مرئي، مدعو أبدي ليقف عند الباب ويصفق من بعيد، ويدفع من جيبه الفارغ تكاليف هذه الافراح المهيبة، في زمنِّ لايوزع فيه سوى الفقر بالمجان.

 فالأموال التي تُهدر في قاعات الأفراح تُقتطع من ميزانية الخدمات المفقودة، ومن لقمة الخبز التي لم تعد تصل إلى بيوت الفقراء.

هكذا تحوّلت الحرب من تبادل إطلاق النار إلى تبادل دعوات الزفاف، ومن معارك على الأرض إلى سباق على عدد الصور المنشورة في مواقع التواصل.

لكن الفارق الحقيقي هو أن الحرب، مهما كانت قاسية، قد تنتهي يوماً ما، أما هذه الأعراس السياسية فهي معركة بلا نهاية، مادام الشعب هو من يدفع الثمن ولا ينال سوى الفتات.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تحليل | انفجار الشرق.. هل نفّذت الإمارات تحرّكاً استباقياً لضمان إدراج نفوذها في ترتيبات الحل اليمني؟

بران برس | 920 قراءة 

حضرموت على وقع انشقاق عسكري قائد المنطقة الثانية يبدل ولاءه

موقع الجنوب اليمني | 764 قراءة 

حشد سعودي ضخم في العبر والوديعة… درع الوطن يعيد انتشار قواته شرق اليمن و تخلي مواقعها في عدن ولحج وتتجه إلى حضرموت والمهرة

مأرب برس | 747 قراءة 

سقوط ضحايا نتيجة قصف الطيران

كريتر سكاي | 665 قراءة 

عُمان تُهدد بالفوضى والحوثي انتقاماً لخسارة نفوذها في المهرة وحضرموت

نيوز يمن | 515 قراءة 

لقاء الزبيدي والبركاني يثير الجدل .. وبن سلمان يعلق بهذه الكلمات

كريتر سكاي | 464 قراءة 

قوات عسكرية تتسلم المهرة

الخليج اليوم | 463 قراءة 

أول وزارة بالحكومة الشرعية تزيل صورة العليمي وتستبدلها بصورة الرئيس عيدروس الزُبيدي

العاصفة نيوز | 463 قراءة 

مسرحية انسحاب القوات الجنوبية من الجنوب

العاصفة نيوز | 451 قراءة 

خلافات تعصف بين البركاني وباصرة بعد لقاء رئيس البرلمان بالرئيس الزُبيدي

الأمناء نت | 396 قراءة