حرب الأعراس.. آخر معارك نخب اليمن المظفرة

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 169 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حرب الأعراس.. آخر معارك نخب اليمن المظفرة

بشرى العامري:

بعد أن تعبت البنادق من الصراخ قررت القيادات اليمنية تحويل الحرب إلى مهرجان زفاف دائم. جبهات القتال أُغلقت للصيانة، والجبهات الجديدة افتتحت على اتساعها لجبهة القاعة الكبرى.

 قررت تلك القيادات أن تمنح نفسها “هدنة من نوع خاص”، هدنة في قاعات الأفراح هنا أو هناك في دول الشتات.

فبينما يترنح الشعب على حافة الجوع تتسابق القيادات حكومة وميليشيا في عرض أحدث صيحات حفلات الزفاف وكأن اليمن تحوّل إلى صالة كبرى مفتوحة على مدار العام.

في الرياض، يُسوَّق حفلُ زفافٍ سياسيٍ على أنه “عرس وطني جامع” يوحّد الصفوف وفي القاهرة يردّ الخصوم بـ”زفاف تاريخي حاشد” ليثبتوا أن لهم اليد العليا في المنافسة.

أما إسطنبول وأبوظبي فالعنوان واحد ” منصورون في قاعات الافراح مهزومون على الأرض”.

 ولتلك الافراح نصيبها من الكاميرات حيث يلتقي “المنفيون الأنيقون” على موائد مترفة، يتبادلون الضحكات بينما خرائط الوطن تتآكل.

أبناء الوزراء يتباهون بخواتم تفوق قيمتها ميزانية محافظة كاملة، فيما أبناء الميليشيات يقيمون الافراح تحت لافتة “أعراس الصمود” التي توزع اللحوم كأنها انتصارٌ ميداني، وكأن الشحم على الأطباق يعوّض الدم النازف في الجبهات، والكروش الممتلئة ستسد فجوة المعدة الخاوية في قرى الجوع.

والنتيجة واحدة: وجوه ممتلئة، وقرى خاوية، وملايين من اليمنيين لم يعد لديهم حتى القدرة على شراء كيس دقيق.

لم تعد قاعات الأفراح مكاناً للفرح بقدر ما أصبحت تشبه نشرات أخبارٍ مصوّرة بيانات سياسية شعارات حملات إعلامية وصور معدّة للنشر أكثر من اهتمامها بالمدعوين.

الطاولات المذهبة والمقاعد الوثيرة هي نسخة فاخرة من “المسرح السياسي”، وخطابات حماسية عن اليمن الجديد.. لكن اليمن الجديد الوحيد هو قائمة الطعام

أما الشعب.. فهو الضيف الدائم الذي لايتذوق شيئاً.. ضيفاً غير مرئي، مدعو أبدي ليقف عند الباب ويصفق من بعيد، ويدفع من جيبه الفارغ تكاليف هذه الافراح المهيبة، في زمنِّ لايوزع فيه سوى الفقر بالمجان.

 فالأموال التي تُهدر في قاعات الأفراح تُقتطع من ميزانية الخدمات المفقودة، ومن لقمة الخبز التي لم تعد تصل إلى بيوت الفقراء.

هكذا تحوّلت الحرب من تبادل إطلاق النار إلى تبادل دعوات الزفاف، ومن معارك على الأرض إلى سباق على عدد الصور المنشورة في مواقع التواصل.

لكن الفارق الحقيقي هو أن الحرب، مهما كانت قاسية، قد تنتهي يوماً ما، أما هذه الأعراس السياسية فهي معركة بلا نهاية، مادام الشعب هو من يدفع الثمن ولا ينال سوى الفتات.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أول صورة لنجل رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الغماري والذي قُتل إلى جانب والده

اليوم برس | 707 قراءة 

وفاة نسيم حميد؟ إليك التفاصيل الكاملة وراء الخبر المثير للجدل

نيوز لاين | 375 قراءة 

عاجل.. تسريبات محافظ عدن لملس يلوح بالاستقالة لهذا السبب (فيديو)

موقع الأول | 374 قراءة 

”الطيران وصل إلى أخطر رجل في صنعاء… فهل حان دور الحوثي؟”

المشهد اليمني | 362 قراءة 

صرف راتب ثاني للجميع في عدن

كريتر سكاي | 315 قراءة 

تصريح مفاجئ من هاني بن بريك يهز المشهد.. ما قاله عن قوة حضرموت سيغير كل شيء!

جنوب العرب | 274 قراءة 

مفاجأة مدوية عن رئيس الأركان الحوثي ”العماري”.. لم يُقتل بقصف إسرائيلي!!

المشهد اليمني | 260 قراءة 

مصرع محمد الغماري... رسالة مفخخة إلى عبدالملك الحوثي

المنتصف نت | 238 قراءة 

بنت تعود للحياة أثناء الصلاة عليها جنوب صنعاء

نافذة اليمن | 218 قراءة 

فتحي بن لزرق يكشف معلومات صادمة حول تمويل صرف المرتبات

نيوز لاين | 211 قراءة