انتشار المواد الكيميائية يهدد حياة البشر
بران برس:
كشف تقرير دولي جديد أن المواد الكيميائية السامة المنتشرة في الهواء الذي نتنفسه، والطعام الذي نتناوله، والماء الذي نشربه، تشكل خطراً متزايداً على صحة الإنسان والبيئة، وتُسهم في ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض مزمنة أخرى، فضلاً عن التأثير على الخصوبة والتنوع البيولوجي.
وصف التقرير السمّية بأنها "التهديد الأكثر استخفافاً الذي يواجه البشرية"، محذراً من أن تلوث البشر بالمواد الكيميائية الصناعية أصبح واسع الانتشار، وأن تأثير بعض المبيدات الحشرية على معدلات الإصابة بالسرطان قد يضاهي تأثير التدخين.
وأشار إلى أن أكثر من 3600 مادة كيميائية صناعية تُستخدم في مواد تتلامس مع الأغذية، من بينها مواد التغليف والمبيدات، وجدت آثارها في أجسام البشر حول العالم، فيما يُعتبر 80 نوعاً منها شديد الخطورة. وتشمل هذه المواد مركبات "بيرفلورو ألكيل" و"بوليفلورو ألكيل" (PFAS)، التي اكتُشفت لدى غالبية الأشخاص الذين خضعوا للفحص، مع تسجيل نسب مرتفعة منها لدى المراهقين الأوروبيين تهدد صحتهم.
كما أظهرت النتائج ارتباط التعرض للمبيدات الحشرية بزيادة خطر الإصابة بسرطانات الدم والمثانة والقولون والكبد، لاسيما عند التعرض قبل الولادة، حيث ترتفع المخاطر بنسبة تزيد عن 50% لدى الأطفال.
وأوضح التقرير أن التعرض لهذه المواد أدى إلى انخفاض عالمي في عدد الحيوانات المنوية، إذ أظهرت الدراسات أن الرجال الذين يحملون مستويات مرتفعة من بعض المركبات الكيماوية لديهم عدد حيوانات منوية يقل عن نصف عدد نظرائهم الأقل تعرضاً لها.
ولفت الباحثون إلى أن الإنتاج الصناعي العالمي تجاوز 100 مليون مادة كيميائية جديدة، بينها نحو 350 ألف مادة مستخدمة تجارياً، مع زيادة في الإنتاج بلغت 50 ضعفاً منذ خمسينيات القرن الماضي، معظمها مشتقة من الوقود الأحفوري.
وحذر التقرير من أن إنتاج المواد الكيميائية الثابتة التي لا تتحلل بسهولة بلغ مستويات خطيرة، خصوصاً مركبات (PFAS) التي لوثت مياه الأمطار في مختلف أنحاء العالم، وجعلت تركيزاتها تتجاوز الحدود الآمنة للشرب. كما أظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية أن 99% من سكان الأرض يتنفسون هواءً يحتوي على مستويات مرتفعة من الملوثات.
وأكد معدو التقرير أن إدارة المواد الكيميائية عالمياً "غير كافية"، ودعوا إلى تحرك دولي منسق وتشديد المعايير التنظيمية للحد من التلوث الكيميائي وحماية صحة البشر والنظم البيئية.
وقال الدكتور آدم توماسي راسل، مدير المناخ في شركة "ديب ساينس فينتشرز"، إن "البشرية تواجه تعرضاً لمواد كيميائية أخطر بكثير مما تدركه، في الغذاء والهواء والماء"، فيما شدد جيريمي غرانثام، رئيس "مؤسسة غرانثام لحماية البيئة"، على ضرورة "إحداث تغيير جذري في فهمنا وتمويلنا للابتكار من أجل مواجهة هذه المعضلة العالمية".
المصدر: اندبندنت
المواد الكيميائية
تلوث الهواء
صحة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news