اكتشف فريق مشترك من علماء الآثار الأستراليين والإندونيسيين أدوات حجرية في جزيرة سولاويزي بإندونيسيا، يعود تاريخها إلى حوالي 1.5 مليون سنة. هذا الاكتشاف قد يغير فهمنا لتاريخ هجرة البشر، حيث تعتبر هذه الأدوات أقدم دليل على وجود بشري في منطقة والاسيا، الواقعة بين قارتي آسيا وأستراليا.
الأدوات المكتشفة، والتي عثر عليها في منطقة سوبينغ بجنوب سولاويزي، تتميز بحجمها الصغير وشكلها المشطوف، مما يشير إلى استخدامها في تقطيع الحيوانات الصغيرة ونحت الصخور. وقد أكدت التحاليل الإشعاعية التي أجريت على الأدوات وأسنان الحيوانات الموجودة في الموقع أن عمرها يبلغ حوالي 1.48 مليون سنة.
كان الاعتقاد السائد سابقاً يشير إلى أن أقدم استيطان بشري في المنطقة يعود إلى حوالي 1.02 مليون سنة في جزيرتي فلوريس ولوزون بإندونيسيا، ويعزى ذلك إلى افتراض عدم قدرة البشر القدماء، مثل “هومو إريكتوس”، على القيام برحلات بحرية طويلة. لكن هذا الاكتشاف الجديد في سولاويزي يوضح قدرتهم على عبور مسافات بحرية كبيرة قبل مليون عام على الأقل، حسب ما أشار إليه مقال نشر في مجلة “نيتشر”.
آدم بروم، عالم الآثار من جامعة غريفيث في أستراليا، أوضح أن هذه الأدوات الحجرية صُنعت بواسطة بشر قدماء عاشوا قبل ظهور الإنسان العاقل “هومو سابينس”، مضيفاً أن “هومو إريكتوس” تمكن بطريقة ما من عبور فجوة محيطية كبيرة من البر الآسيوي إلى جزيرة سولاويزي.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة والاسيا، الواقعة في شرق إندونيسيا، تضم مجموعة من الجزر الهامة مثل سولاويزي، لومبوك، فلوريس، وتيمور، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى عالم الطبيعة ألفريد راسل والاس، الذي قام بدراسة التنوع البيولوجي الفريد في المنطقة. هذا الاكتشاف يمثل خطوة هامة في فهم تاريخ الهجرات البشرية المبكرة، ويؤكد أن البشر القدماء كانوا أكثر قدرة على التكيف والتنقل عبر البحار مما كان يُعتقد في السابق.
اخبار متعلقة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news