أجرى الحوار لـ”يمن ديلي نيوز” إسحاق الحميري:
في قاعة صغيرة كانت في السابق صالة أعراس بمنطقة الروضة، تحوّل المكان إلى خلية نحل يعمل فيها موظفون يتوزعون بين المكاتب والملحقات، لإنجاز معاملات طالبي البطاقة الذكية.
عشرات المواطنين يتقاطرون يوميًا، وسط أجواء يسودها الانضباط والانسيابية، رغم الزحام، خاصة بعد أن بات الحصول على البطاقة شرطًا لاستخراج الجوازات وصرف مرتبات الموظفين والاستفادة من خدمات حكومية أخرى.
الفرع برغم عمره القصير، إلا أنه حظي برضى المجتمع، حيث يقول زواره إن المعاملات تمضي بكل سهولة، وفق الشروط المرفوعة على لوحة كبيرة والتي ساعدت طالبي البطائق في تجهيز الوثائق المطلوبة مايجعل إكمال المعاملة سهلة ويسيرة.
أنشئ الفرع في إبريل/نيسان من العام الماضي 2024، ورغم عمره القصير تمكن من إصدار مايقرب من 52 ألف بطاقة ذكية حتى أواخر يوليو/تموز الماضي، أي بمعدل يومي يصل إلى 118 بطاقة في اليوم الواحد.
في ظل هذا النشاط المكثف، التقى “يمن ديلي نيوز” مع مدير فرع الأحوال المدنية في الروضة، العميد صالح الماوري، الذي تحدث عن الفرع وظروف إنشائه والخدمات المقدمة وخططه التطويرية وأبرز التحديات، ودواعي استقبال المعاملات خلال المساء وتساؤلات أخرى.
• في البداية ماهي الخدمات التي يقدمها فرع الأحوال المدنية في الروضة؟
الفرع يقدم خدمة البطاقة الشخصية الذكية، وخدمات السجل المدني المتمثلة في شهائد الميلاد، شهايد الوفاة، قيد زواج، قيد طلاق.
• مالضرورات التي استدعت إنشاء هذا الفرع؟
الضرورات التي اقتضت انشاء الفرع والفروع الجديدة في بقية المحافظات هي تخفيف الضغط الحاصل في كثير من المحافظات بسبب كثرة الطلب على البطاقة الشخصية الذكية كونها هوية جديدة ومشروعها يفترض البدء من النقطة الاولى لكل مواطني الجمهورية.
كذلك التركيز على تحسين جودة الخدمة المقدمة للجمهور بحيث يحصل المواطنين على هذه الوثيقة بسهولة وسرعة دون اي تعقيدات
• حبذا لو تعطينا نبذة مختصرة عن الفرع منذ إنشائه؟
تم انشاء الفرع بقرار صادر من معالي وزير الداخلية وتحت اشراف قيادة شرطة المحافظة، حيث تم تحديد المقر وتجهيزه بالتجهيزات المكتبية والفنية اللازمة، وتم اختيار وتأهيل كادر العمل من النساء والرجال، وانطلق العمل في نهاية شهر ابريل من العام الماضي 2024، والعمل جاري بوتيرة عالية حتى اليوم
• ما أهمية حصول المواطنين على البطائق الالكترونية الجديدة؟
أهمية حصول المواطنين على البطاقة الإلكترونية الجديدة بطبيعة الحال، البطاقة الشخصية هي الهوية الوطنية، وترتبط بها جميع المعاملات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية. ولا يخفى على أحد الحاجة الدائمة للمواطنين لهذه البطاقة، فالتعاملات التجارية تتم عبرها، والحصول على الوثائق مثل جواز السفر يتم عبر البطاقة الإلكترونية. كما أن العقود التجارية وعقود الطلاق والزواج مرتبطة بالبطاقة، وبناء على هذه البطاقة تمنح جميع الحقوق التي تمنحها الدولة لمواطنيها.
• منذ إنشاء الفرع وحتى اليوم كم هي الخدمات التي قدمها الفرع؟
منذ إنشاء الفرع في منتصف العام 2024، انطلق العمل في شهر إبريل بوتيرة منخفضة ثم تصاعدية، وشهد الفرع إقبالًا متزايداً يومًا عن يوم. ومن ذلك الحين، في العام 2025 شهر إبريل، وإلى اليوم نهاية شهر يوليو 2025، أنجز الفرع 51,900 بطاقة إلكترونية ذكية للجنسين.
• لماذا قررتم العمل لفترة إضافية خلال المساء؟
طبعا قرار العمل فتره اضافيه خلال المساء لم يتم بقرار ذاتي بل كان بالتشاور مع الجهات الأمنية ذات العلاقات في الجوازات في الاحوال المدنية الرئيسي وإدارة أمن المحافظة.
اتضح أن القرار كان صائباً وهدفه استيعاب الاعداد الكبيرة التي تأتي من مناطق سيطرة محافظة المليشيات الذين يأتون إلى محافظة مأرب بكثرة أكثر من غيرها.
هؤلاء يعانون كثيراً بسبب الانتظار وفي ظل الأوضاع المالية الصعبة، نسعى إلى تذليل الصعاب أمامهم وتسريع الإجراءات بغرض تقصير الفترة الزمنية التي يحصلوا فيها على جواز السفر المستند إلى البطاقة الذكية.
لكي نساهم ونقدم مساعده وتذليل للصعوبات وتسريع الاجراءات، هذا يحتم علينا أن نعمل لفترة إضافية خلال ما بعد العصر إلى ساعات الليل تقريباً حتى الساعة التاسعة ليلا.
نحن في حالة استنفار في الفرع، الموظفون في حالة استنفار لهدف تذليل الصعاب وتسريع الاجراءات وسرعة حصول المواطنين على خدمة البطاقة الذكية خاصة الذين يسعون إلى الحصول على جوازات السفر، سواء للعلاج أو للدراسة، وغير ذلك من الأسباب الكثير.
مانقوم به واجب أولاً وظيفي ثم إنساني ،الناس يعانون كثيراً من تكاليف البقاء في الفنادق والمطاعم… إلخ، وبالتالي نحن ملزومون وظيفياً وأخلاقياً بشحذ الهمم واستنفار طاقتنا لأجل تخفيف هذه المعاناة عن إخواننا المواطنين خاصة القادمين من محافظات التي تديرها المليشيات.
• ماهي أبرز التحديات التي تواجهكم وكيف تتغلبون؟
أبرز التحديات التي تواجهنا أولا عدم وجود فرع حكومي نمارس ونزاول العمل فيه، حيث نعمل في صالة هنجر كبير ونقوم بممارسة أعمالنا داخله، وهذا يشكل شيء من التعقيدات والتحديات العديدة التي تظهر بين الحين والآخر.
أيضا هناك تحديات أخرى ضغوط أحياناً الجمهور، نحن بحاجة إلى توسعة وإضافات في محيط الصالة لاستيعاب الاعداد الكبيرة والمتزايدة يوماً بعد يوم من المواطنين المتقدمين بطلب الحصول على البطاقة الذكية.
• بما تفسرون الإشادة الواسعة بأداء الفرع وسهولة الإجراءات؟
الإشادة الواسعة بأداء الفرع نعتبرها إشادات عفويه ربما ناتجة عن سرعة الانجاز وسرعة الاجراءات وتبسيطها وعدم وجود تعقيدات في الحصول على البطاقة، كما اعتاد عليها الناس في كثير من مؤسسات الدولة.
سابقاً ربما وجد الناس شيئاً مختلف نحن بصراحة في الفرع لا نرى أننا نقدم شيء مميز أو شيء خارق للعادة؛ نحن فقط نقدم واجبنا الوظيفي بصفتنا موظفين عاديين، كلفنا بهذا العمل لكي نقدم خدمة للجمهور كوظيفة عامة وواجب وطني نشكر كل من أشاد بنا، والاشادة الواسعة الذي لاحظها الكثير في وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التواصل الاجتماعي ربما كانت نتيجة لهذه البساطة في الاجراءات والسرعة في الانجاز وجودة الخدمة، لا مساومات لا ابتزازات لا تأخير، لا فرض رسوم إضافية غير منطقية.
ربما هذه هي الاسباب الرئيسية التي أدت إلى شعور الناس بأن هناك خدمة جيدة في هذا الموضوع.
• لماذا لم يتم إدخال إصدار شهادات الميلاد والبطائق العائلية حتى اليوم؟
بالنسبة لشهادة الميلاد والبطائق العائلية حتى اليوم لم يتم إصدارها، نحن بدأنا نصدر شهادة الميلاد كخطوة أولى لمن هم دون سن عام واحد هذه كخطوة أولى.
قبل حوالي أكثر من نصف شهر وصلت إلينا لجنة من رئاسة مصلحة الاحوال المدنية وقاموا بتدشين العمل لدينا وفي الفرع، وفروع المدينة، وبدأنا نصدر شهادات الميلاد كخطوة أولى، سوف تتبعها خطوات لتوسيع دائرة منح المواطنين الشهادات المطلوبة مثل شهادة الوفاة، شهادة الطلاق والزواج، وربما تنظم إلى ذلك البطائق العائلية والدفاتر العائلية لاحقاً.
• ماهي خططكم المستقبلية لتطوير أداء الفرع؟
لدينا أفكار في المستقبل لتطوير الفرع، أبرزها:
أولًا: العمل على إيجاد فرع ومبنى مستقل يتم بناؤه ليكون منذ البداية مقرًا للأحوال المدنية.
ثانيًا: توسيع العمل فيما يخص السجل المدني الالكتروني الذي دُشن قبل أسبوعين تقريبًا.
كما أن هناك خطوات أخرى أيضًا للتوسع في استقبال المواطنين، عن طريق تطوير الجودة من خلال زيادة عدد الأجهزة الإلكترونية من كمبيوترات وطابعات وموظفين، وعقد دورات تخصصية مباشرة في هذا الجانب بالذات، و بإذن الله سيتم ذلك قريبا و على مراحل.
• البعض يكون بحاجة مستعجلة للحصول على البطائق مثل الذين يأتون لقطع الجوازات من مناطق الحوثيين.. كيف تتغلبون على هذه الإشكالية؟
عندما تكون هناك حالات مستعجلة للحصول على البطاقات، لا أظن أن لدينا في الأحوال المدنية ما يُسمى “بطاقات عاجلة”. لا يوجد شيء بهذا الاسم. نحن نقوم يوميًا بإكمال كل المعاملات أولًا بأول.
وكما ذكرت لك سابقًا، نحن نستثمر كل طاقتنا، ولا نغادر مقر الفرع يوميًا، إلا بعد إكمال آخر معاملة وترحيلها إلى المركز الاحتياطي لطباعتها. وهذا يعني أن جميع المواطنين المتقدمين بطلب الحصول على البطاقة يمكنهم استلامها في اليوم الثاني أو الثالث، بحسب سرعة الطباعة في المركز الاحتياطي.
ويستطيع الجميع الحصول على ما يُعرف بـ “صفحة بيانات” من النظام، تحمل الرقم الوطني، وبموجبها – وكما تم التنسيق مع إدارة الجوازات – يستطيع المواطنون الحصول على الجوازات، أو إجراء المعاملات الأولية اللازمة تمهيدًا لاستخراج الجواز عند وصول البطاقة الرسمية.
هذه الخدمة – والتي قد يسميها البعض مستعجلة – ليست جديدة، بل هي خدمة ثابتة. الفرق أننا استنفرنا طاقاتنا بشكل أكبر، بحيث يحصل المواطن عليها بسرعة، في يوم أو يومين على الأكثر. وهذه الوثيقة تُعرف باسم “استمارة بطاقة المنطقة” أو “صفحة البيانات”.
• كلمة أخيرة تودون قولها أو محور ترون إضافته في هذا اللقاء؟
في الاخير أشكركم على اهتمامكم ومتابعتكم للنشاط والانجاز في فرع الاحوال المدنية في الروضة، ومن خلالكم نوجه كلمة شكر مستحقة للإخوة في قيادة شرطة المحافظة ممثلة بالأخ/ وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والامن، والاخ مدير عام شرطة المحافظة، وللأخوة الزملاء في كل وحدات الشرطة والادارات العامة كالمرور والأحوال المدنية في فرع المدينة والاخوة في الجوازات، وفي كل الوحدات.
الجميع يتعاون ويسعى الى تقديم كل الخدمات الشرطية للمواطنين سوآ في أقسام الشرطة في المديريات أو الادارات العامة.
من خلالكم أيضاً كلمة شكر موصولة إلى الاخوة في رئاسة المصلحة في عدن ومن خلالكم أيضاً كلمة شكر مستحقة إلى الأخوة في قيادة وزارة الداخلية ممثله بمعالي الاخ الوزير اللواء ابراهيم علي حيدان.
مرتبط
الوسوم
فرع الاحوال المدنية
البطاقة الذكية
الروضة مأرب
السجل المدني
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news