العلاج المناعي (Immunotherapy) يعد ثورة في مجال علاج السرطان، حيث يعتمد على تحفيز جهاز المناعة ليتعرف على الخلايا السرطانية ويدمرها. ولكن، مع تطور الأبحاث، بدأت تثار تساؤلات مهمة:
هل توقيت إعطاء العلاج المناعي يؤثر على فعاليته؟
هل هناك وقت محدد خلال اليوم أو خلال مراحل العلاج يكون فيه الجسم أكثر استجابة للعلاج؟
في هذا المقال نستعرض ما توصلت إليه الأبحاث الطبية حول أنسب وقت لتلقي العلاج المناعي لتحقيق أفضل فعالية.
ما هو العلاج المناعي؟
ليست كل أنواع السرطان تستجيب للعلاج المناعي، لكنه فعال بشكل خاص في أنواع مثل:
سرطان الجلد (الميلانوما).
سرطان الرئة غير صغير الخلايا.
سرطان الكلى.
بعض أنواع سرطان الدم واللمفوما.
سرطان المثانة.
بعض سرطانات الرأس والعنق.
العلاج المناعي يشمل عدة أنواع من العلاجات التي تعمل على تعزيز قدرة جهاز المناعة على محاربة السرطان، مثل:
Anti-PD-1، Anti-PD-L1، وAnti-CTLA-4
💢اللقاحات المضادة للسرطان
السيتوكينات المحفزة للمناعة (مثل الإنترلوكين وإنترفيرون)
التوقيت اليومي: هل الساعة البيولوجية تلعب دورًا؟
تشير دراسات حديثة إلى أن الساعة البيولوجية للجسم (circadian rhythm) قد تؤثر بشكل ملحوظ على فعالية الأدوية، بما في ذلك أدوية العلاج المناعي.
نتائج الأبحاث:
يُعتقد أن الجهاز المناعي يكون أكثر نشاطًا في ساعات الصباح، حيث تزداد أعداد الخلايا التائية الفعالة، وهي الخلايا المسؤولة عن مهاجمة السرطان.
التفسير البيولوجي:
إفراز الهرمونات المناعية مثل الكورتيزول والإنترلوكينات يتبع نمطًا يوميًا.
الجهاز المناعي يُظهر ذروة نشاطه في فترة الصباح وحتى الظهر، مما قد يعزز الاستجابة للعلاج.
💫التوقيت خلال خطة العلاج: البداية المبكرة أم المتأخرة؟
توقيت بدء العلاج المناعي بالنسبة لمرحلة المرض له تأثير أيضًا:
في الحالات المبكرة أو بعد الجراحة (Adjuvant Immunotherapy):
بدء العلاج المناعي في وقت مبكر قد يساعد على منع عودة المرض، خصوصًا بعد إزالة الورم الأساسي.
في المراحل المتقدمة:
يُفضل إعطاء العلاج المناعي مبكرًا قدر الإمكان ضمن الخطة العلاجية، سواء بمفرده أو مع العلاج الكيميائي.
مثال سريري:
في سرطان الرئة غير صغير الخلايا (NSCLC)، أظهرت الدراسات أن استخدام العلاج المناعي كعلاج مساعد بعد الجراحة (مثل دواء nivolumab) قلل من خطر الانتكاس.
ما الذي يعنيه ذلك للمرضى؟
توصيات عملية:
1. اختر توقيت الصباح إن أمكن:
حاول جدولة مواعيد العلاج المناعي في ساعات الصباح (9 صباحًا - 12 ظهرًا) إذا كان ذلك متاحًا.
2. اتبع خطة الطبيب لكن ناقش التوقيت:
تحدث مع طبيبك حول إمكانية تحسين توقيت الجرعة بناءً على نمط جسمك ونتائج الدراسات الحديثة.
3. الحفاظ على نمط حياة منتظم:
انتظام النوم، والتعرض للضوء الطبيعي صباحًا، وتناول الطعام في أوقات محددة، يساعد في ضبط الساعة البيولوجية وبالتالي تعزيز فعالية العلاج.
4. لا تؤجل العلاج:
التوقيت الأفضل لا يعني التأخير؛ الأهم هو بدء العلاج في أقرب وقت يحدده الطبيب.
ما هي نسبة نجاح العلاج المناعي للسرطان؟
تختلف معدلات الاستجابة للعلاج المناعي بحسب نوع السرطان ومرحلته، لكنها تتراوح عادةً بين 20% و50%.
وفي بعض الحالات المتقدمة، يُظهر نحو 30% إلى 40% من المرضى تحسنًا واضحًا، سواء بانكماش الورم أو بتحقق استجابة طويلة الأمد.
الخلاصة
العلاج المناعي فتح آفاقًا واعدة لعلاج السرطان، ومع تقدم الأبحاث يتضح أن توقيت إعطائه يلعب دورًا في تحسين نتائجه.
تشير الأدلة إلى أن فترة الصباح قد تكون الأنسب لتلقي العلاج، بفضل التزامن مع ذروة نشاط جهاز المناعة.
لكن تبقى كل حالة فريدة، والقرار النهائي يجب أن يتم بالتنسيق مع الفريق الطبي.الدراسات ما زالت مستمرة، ولكن الأدلة تشير إلى أن العلاج المناعي قد يكون أكثر فعالية إذا أُخذ في النهار، خاصةً في الصباح، بسبب تأثر جهاز المناعة بالساعة البيولوجية. ومع ذلك، يُنصح باستشارة الطبيب لتحديد أفضل توقيت حسب نوع العلاج والحالة الفردية للمريض.
دمتم اعزائي بصحه وعافية.
#العلاج الاشعاعي مطلب كل مريض سرطان في عدن
بقلم د.اماني صالح هادي سعيد
اخصائي علاج الاورام والعلاج بالاشعاع
المركز الوطني لعلاج الاورام -عدن
برج الاطباء -حي عبدالعزيز
مستشارة وحده السياسات والدعم الفني بوزارة الصحه والسكان
مدير الادارة البيئة والاجتماعيه بوزارة الصحه والسكان (سابقا)
رئيسه وحده التوعيه الصحية في اليمن لمجلس العربي للاكاديميين والكفاءات
عضو عامل في اتحاد الجامعات الافرواسيوية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news