الجنوب أونلاين|خاص
في الوقت الذي يرفع فيه عمرو بن حبريش ومحيطه السياسي شعارات الدفاع عن “حضرموت وثروتها وكرامة إنسانها”، تشهد مدن وادي حضرموت وعلى رأسها تريم، أبشع صور الانتهاك والقمع على يد قوات المنطقة العسكرية الأولى، دون أن يصدر من بن حبريش موقف واحد يُدين أو يرفض هذا البطش المتصاعد.
فجر تريم، لم يكن عاديًا.
اقتحمت القوات المدججة بالسلاح المدينة، واعتدت على المعتصمين السلميين المطالبين بحقوقهم المشروعة.
قُتل من قُتل، جُرح العشرات، وتمت مداهمة منازل وترويع الأهالي في مشاهد مهينة للكرامة الحضرميّة.
اقرأ المزيد...
رغم تحسن سعر الصرف.. غالبية مطاعم عدن لم تُخفض أسعارها حتى الآن
8 أغسطس، 2025 ( 7:30 مساءً )
تقرير خاص | مخاوف وتحذيرات من اختراق حوثي إرهابي يهدد حضرموت
8 أغسطس، 2025 ( 5:29 مساءً )
ومع كل هذا، ظلّ بن حبريش ومَن حوله صامتين صمتًا سياسيًا مخجلاً، بل وواصلوا تبرير وجود تلك القوات وشرعنتها.
الناشط والصحفي سعيد بكران عبّر عن هذا التناقض بوضوح في منشور لاذع وجهه لإحدى القيادات المقربة من بن حبريش، قال فيه:
“هيا يا جيفارا، تحرّك لتريم، انتزع حقها أمام البطش…
لا أقول لك تنتزع حق تريم، معي لك شيء أبسط…
اخرج من الخيمة التي تُقطع منها قواطر الديزل والمازوت على المكلا وساحل حضرموت وتُطفئ علينا الكهرباء…
وتوجه للخيمة التي نصبها المطالبون بإطلاق سراح محسن العطاس من قبضة خاطفيه في مارب…
اخرج يا منتب السكن وانتزع محسن العطاس من العصابة الخاطفة منذ عام وأكثر.”
بكران هنا لا يهاجم لشخصه، بل يكشف بوضوح ازدواجية الخطاب الحضرمي لدى بن حبريش وجماعته:
يرفعون شعارات “الكرامة” في وجه خصومهم، لكنهم يصمتون أمام انتهاك كرامة المواطن الحضرمي على يد حلفائهم.
يدّعون الدفاع عن الثروات، بينما تُقطع قواطر الوقود على مدن الساحل من مناطق تابعة لهم.
يزعمون السلمية، ويغضّون الطرف عن تواطؤ مع جهات تخطف أبناء حضرموت ولا يُطالبون حتى بإطلاق سراحهم.
ما يحدث اليوم ليس فقط كشفًا لحقيقة جماعة بن حبريش، بل تذكير بأن الصمت أمام القمع هو مشاركة فيه، وأن من لم يستطع أن يقول “لا” لقوات تقتحم مدن حضرمية، لا يمكن الوثوق به حين يدّعي الدفاع عن حضرموت.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news