بيان مجموعة هائل سعيد… وسُعار الهشاشة الوطنية

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 270 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بيان مجموعة هائل سعيد… وسُعار الهشاشة الوطنية

في الأيام الأخيرة، انكشفت هشاشتنا مرة أخرى. هذه المرة عبر موسمٍ جديد من حفلات المزايدة ضد مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه. بيانٌ اقتصادي بحت، موجه بالدرجة الأولى إلى دوائر القرار لا إلى الرأي العام، كان كافيًا لفتح بوابة الشتائم والاتهامات، وكأن خصم الخبز صار عدو الحياة، لا صانعها.

في مناطق الجنوب، التي لطالما احتضنت المجموعة بمصانعها ومبادراتها وفرص عملها، تحولت فجأة إلى مسرح لحملة ممنهجة ضد هذه المجموعة الوطنية التي ظلت، رغم الحرب والانقسام وانهيار الدولة، تمثل ما يشبه “الهيكل العظمي” للاقتصاد اليمني، والعصب الأخير الذي لم يتيبس بعد.

أيها السادة، لسنا أمام شركة تبحث عن تعاطف، بل أمام واحدة من آخر ما تبقى من مؤسسات القطاع الخاص التي ما زالت تصرف رواتب لـ 18 ألف موظف في الداخل، وتفتح أبوابها كل صباح، دون أن تسأل عن طابور الدولار في عدن، أو الحصار في الحديدة، أو الجبايات في تعز.

الذين ينتقدون “بيان الأسعار”، تناسوا أن الأسعار اليوم لا تُحددها النية، بل تُحدِّدها ظروف الواقع المجنون: من العملة الممزقة، إلى موانئ مغلقة، إلى سوق مضاربة مفتوح، إلى دولةٍ لا تملك من أمر السوق شيئًا.

نحن نعرف، ونعلم، أن كل كيس دقيق يحمل في داخله خريطة الحرب، وداخل كل صابونة قصة طويلة من نقاط التفتيش والضرائب والجبايات.

الجنوب، الذي ينادي اليوم بمقاطعة المجموعة، هو نفسه الذي يستهلك ٤٠٪ من منتجاتها الغذائية. فهل المطلوب أن تقفل المجموعة مصانعها، وتُطلق للريح يدها، وتغادر؟!

كصحفي يعيش في صنعاء، أراقب بصمت هذا السعار الإعلامي، ولا أرى فيه غير تجلٍ فجّ لجهلنا الاقتصادي، وازدواجنا الأخلاقي، وحنقنا المزمن من أي نجاحٍ لا نملكه.

الذين يصيحون ضد مجموعة هائل، هم أنفسهم من يشترون اليوم كرتون اللبن بسعر مدعوم، ويصرخون من تحت السقف الذي بنته المجموعة في كل مدينة.

نحن لا ندافع عن مجموعة، بل عن فكرة. فكرة أن يبقى في هذا البلد من يُنتج، من يُشغّل، من يُراكم الاستثمار لا الخراب.

ثم نسأل: من البديل؟ أين هي “شركاتكم الوطنية”؟ كم موظفًا تُشغلون؟ كم مبادرة تبنيتم؟ كم قافلة غذائية أرسلتم؟ كم مصنع فتحتم في قلب عدن أو الضالع أو ردفان؟

إن أسهل نضال في هذا البلد هو النضال ضد النجاح.

لكننا نقولها هنا، بلا مواربة: لن نكون مطيّة لمن يريد إسقاط آخر ما تبقى من أعمدة الاقتصاد الوطني.

وإذا كانت الحرب قد علّمتنا شيئًا، فهي أن لا شيء أخطر من شعب يأكل يده، ثم يلعن جوعه.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تطورات متسارعة وخلافات عميقة داخل مجلس القيادة الرئاسي اليمني: غياب لافت لـ “عيدروس الزُبيدي” ومساعٍ للدفع بـ “أحمد علي عفاش” بدلاً من “العليمي

سما نيوز | 631 قراءة 

اليمن أمام سفاح جديد.. اللواء المراهق يزرع الرعب في مناطق الحوثيين

نافذة اليمن | 469 قراءة 

هجوم مصري يستهدف الحوثيين بعد اختطافهم شيخ ومنع الدواء عنه

نافذة اليمن | 395 قراءة 

المجلس الرئاسي يصدر توجيهات مهمة بشأن المواطنين بمناطق سيطرة الحوثيين

المشهد اليمني | 391 قراءة 

رئيس الوزراء بن بريك يربط عودته إلى عدن بنقل صلاحيات... والانتقالي يرحب والعليمي يرفض

الأمناء نت | 353 قراءة 

السعودية تضبط يمني تحـ.ـرش بامرأة وتكشف هويته

صوت العاصمة | 269 قراءة 

اللواء المراهق: سفاح حوثي جديد يشعل الفزع في معاقل الحوثيين!!

يني يمن | 234 قراءة 

مجلس القيادة الرئاسي يعلن ثلاث التزامات هامة لجميع المواطنين في مناطق الحوثيين

نافذة اليمن | 216 قراءة 

فضيحة تهزّ أمن لحج: ضبط نائب قائد مكافحة الإرهاب في شقة دعارة وسط تعتيم رسمي

موقع الجنوب اليمني | 208 قراءة 

صيد حوثي ثمين يقع بيد قوات الجيش في شبوة (تفاصيل)

نيوز لاين | 205 قراءة