فرضت الحكومة الباكستانية قيودًا مشددة على استخدام الإنترنت في إقليم بلوشستان، جنوب غرب البلاد، وذلك بتعليق خدمات الإنترنت على الهواتف المحمولة لمدة ثلاثة أسابيع، ويأتي هذا القرار في ظل تصاعد هجمات المتمردين الانفصاليين، خاصة ضد القوات الباكستانية والمصالح الصينية المرتبطة بمبادرة “الحزام والطريق”.
ويهدف هذا الإجراء، وفقًا لشاهد ريند المتحدث باسم حكومة الإقليم، إلى منع المتمردين من استغلال الإنترنت في تنظيم عملياتهم وتبادل المعلومات، وجاء القرار عقب هجوم استهدف مركبة عسكرية في منطقة مستونغ، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود.
ونفذت القوات الباكستانية على الفور عملية أمنية أسفرت عن مقتل أربعة متمردين، وتتهم إسلام أباد جماعات مثل “جيش تحرير بلوشستان” بتلقي دعم من الهند لزعزعة استقرار المنطقة، وهو ما تنفيه نيودلهي.
ويعيش في بلوشستان، وهي أكبر مقاطعة باكستانية من حيث المساحة، حوالي 15 مليون نسمة من إجمالي سكان البلاد البالغ 240 مليون نسمة، وقد أثار تعليق الإنترنت استياءً واسعًا، إذ أثر على حياة أكثر من 8.5 مليون مشترك في خدمات الهواتف المحمولة، مما أدى إلى تعطيل الأعمال التجارية عبر الإنترنت، والتعليم، والوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وتتميز بلوشستان بموقعها الاستراتيجي على الحدود مع أفغانستان وإيران، وبمواردها الطبيعية الغنية كالغاز والفحم والنحاس والذهب، إضافة إلى استضافتها ميناء جوادر، الذي يمثل جزءًا حيويًا من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، ومع ذلك، تشهد المنطقة صراعًا ممتدًا مع الجماعات الانفصالية التي تتهم الحكومة باستغلال موارد الإقليم دون توزيع عادل للثروات على السكان المحليين، مما يفاقم الفقر.
وشهدت بلوشستان تصاعدًا في الهجمات الانفصالية مؤخراً، تزامنًا مع اقتراب ذكرى استقلال باكستان، وشهد شهر أغسطس الماضي ارتفاعًا ملحوظًا في الهجمات التي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، وشملت هذه الهجمات استهداف خطوط السكك الحديدية، مما أسفر عن خسائر بشرية واختطاف مسافرين.
اخبار متعلقة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news