في تطور نوعي يؤكد تنامي القدرات الدفاعية الأوروبية، أعلنت وزارة الدفاع اليونانية عن نجاح أول تجربة ميدانية لنظام محلي مضاد للطائرات المسيّرة، بعد تصديه لهجوم نفذته مليشيا الحوثي في البحر الأحمر ضمن عملية دورية أوروبية لحماية الملاحة.
ووفقاً لبيان رسمي، تمكن النظام الدفاعي “كينتاوروس”، المطور من قبل شركة الصناعات الجوية اليونانية الحكومية، من رصد واعتراض طائرتين مسيرتين معاديتين، بينما اضطرت طائرتان إضافيتان إلى الانسحاب إثر تعرضهما لتشويش إلكتروني دقيق.
ويُعد هذا أول اختبار ميداني فعلي لنظام أوروبي مضاد للطائرات بدون طيار في ساحة قتال حقيقية، بحسب ما أكده كيرياكوس إينوتياديس، مدير قسم الإلكترونيات بالشركة المصنعة، الذي وصف العملية بأنها “لحظة فارقة في تاريخ الصناعات الدفاعية الأوروبية”.
العملية الناجحة تأتي في سياق خطة شاملة تنفذها أثينا لتحديث قواتها المسلحة باستثمارات تصل إلى 30 مليار يورو تمتد حتى عام 2036، في مسعى لتحصين أمنها القومي وتعزيز حضورها ضمن الأطر الدفاعية الأوروبية.
وتزامناً مع تصاعد التهديدات في البحر الأحمر، خاصة تجاه السفن التجارية، كثّفت البحرية اليونانية من مشاركتها في المهام البحرية الأوروبية، حيث تسعى الحكومة لنشر نظام “كينتاوروس” على وحدات الأسطول البحري، إلى جانب خطط مستقبلية لإنتاج أنظمة مضادة للمسيّرات أكثر مرونة، مثل “إيبيريون” و”تيليماخوس”، المتوقع دخولها خط التصنيع في عام 2026.
هذا الإنجاز يسلط الضوء على التحولات الجارية في توازنات القوة التكنولوجية والعسكرية، ويعكس التوجه الأوروبي المتسارع نحو الاكتفاء الذاتي في أنظمة الحماية المتطورة، خصوصاً في ظل التهديدات المتزايدة على الطرق البحرية الحيوية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news