في تطور قضائي وسياسي لافت، أصدرت محكمة عسكرية تابعة لجماعة الحوثي في صنعاء يوم الخميس، 1 أغسطس 2025، حكما بالإعدام بحق العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح. هذا الحكم، الذي جاء بتهم تتعلق بـ"الخيانة والعمالة والتخابر مع العدو" و"الفساد"، أثار موجة واسعة من ردود الأفعال المحلية والدولية، وسلط الضوء مجددًا على التوترات السياسية والقضائية في اليمن.
تفاصيل الحكم والتهم الموجهة
قضت المحكمة العسكرية المركزية التابعة للحوثيين في صنعاء بإدانة أحمد علي عبد الله صالح بـ"جرائم الخيانة والعمالة والتخابر مع العدو، وكذا إدانته بجريمة الفساد ومعاقبته بعقوبة الإعدام ومصادرة ممتلكاته".
كما شمل الحكم "استرداد الأموال المختلسة في جريمة الفساد، بالإضافة إلى عقوبات تكميلية أخرى متعلقة بالوظيفة العامة".
يأتي هذا الحكم في سياق القضية رقم 27 لسنة 1445 هجرية، حيث وصفته المحكمة بـ"الخائن".
ويقيم أحمد علي صالح حاليا في أبوظبي، ويشغل منصب نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام، وهو الحزب الذي كان يتزعمه والده قبل مقتله على يد الحوثيين في ديسمبر 2017.
خلفية أحمد علي صالح
أحمد علي عبد الله صالح هو نجل الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح، شغل منصب قائد قوات الحرس الجمهوري قبل سقوط نظام والده إبان الاحتجاجات التي شهدتها اليمن في العام 2011.
ويُنظر إليه كشخصية عسكرية وسياسية بارزة، وله نفوذ كبير في الأوساط القبلية والعسكرية اليمنية.
ردود الأفعال الأولية
لقي الحكم الحوثي بإعدام أحمد علي صالح ردود فعل واسعة وسريعة. لم يصدر تعليق رسمي من مكتب نجل صالح حتى الآن.
ومع ذلك، تشير التحليلات الأولية إلى أن هذا الحكم قد يكون له تداعيات سياسية كبيرة، وقد يهدف إلى استباق أي تحركات محتملة قد يقوم بها أحمد علي صالح أو أنصاره في المستقبل.
تعتبر جماعة الحوثي هذا الحكم بمثابة رسالة قوية لأي شخص يُتهم بالتعاون مع خصومها أو بالفساد في مناطق سيطرتها.
من المتوقع أن تزداد حدة ردود الأفعال مع مرور الوقت، خاصة من الأطراف المناهضة للحوثيين والمنظمات الحقوقية الدولية التي غالبًا ما تنتقد الأحكام الصادرة عن المحاكم التابعة للجماعة وتصفها بأنها تفتقر إلى الشرعية والإجراءات القانونية السليمة.
التداعيات المحتملة
من المرجح أن يزيد هذا الحكم من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في اليمن، قد يؤدي إلى:
• تصعيد التوترات: تصعيد التوترات بين الحوثيين والأطراف المناهضة لهم، خاصة تلك المرتبطة بنظام صالح السابق.
• تأثير على جهود السلام: قد يؤثر الحكم سلبًا على أي جهود مستقبلية للسلام أو المصالحة في اليمن، حيث يزيد من حالة عدم الثقة بين الأطراف المتصارعة.
• مخاوف حقوقية: تزايد المخاوف الحقوقية بشأن استقلالية القضاء في مناطق سيطرة الحوثيين، ومصير المعتقلين السياسيين.
ردود الأفعال على الحكم
أثار حكم الإعدام الصادر بحق أحمد علي صالح ردود فعل متباينة على الصعيدين المحلي والدولي، مع تزايد الدعوات إلى احترام حقوق الإنسان وإجراءات التقاضي العادلة.
ردود الفعل المحلية
على الصعيد المحلي، وصف مصدر في جناح المؤتمر الشعبي العام المؤيد للشرعية الحكم الصادر بحق أحمد علي بأنه "جزء من حملة انتقامية تشنها جماعة لا تملك شرعية قانونية ولا مشروعية وطنية".
وحذر المصدر من أن هذه الممارسات ستؤدي إلى تفاقم حالة الانقسام الوطني، وتؤكد أن الحوثيين لا يقبلون بشراكة سياسية حقيقية.
يرى مراقبون أن تصعيد الحوثيين ضد رموز المؤتمر الشعبي العام يُعد مؤشرا على نية الجماعة إحكام قبضتها السياسية على صنعاء ومناطق سيطرتها، بالتوازي مع تعزيز نفوذها العسكري والأمني، وسط صمت دولي وعجز حكومي عن حماية الشخصيات السياسية المعرضة للاستهداف.
ردود الفعل الدولية ومنظمات حقوق الإنسان
اعتبرت منظمات حقوقية محلية ودولية أن المحاكمات التي تنظمها جماعة الحوثي "تفتقر للعدالة والضمانات القانونية".
وأشارت هذه المنظمات إلى أن القضاء الواقع تحت سيطرة الحوثيين يُستخدم كأداة لقمع المعارضين وتصفية الخصوم السياسيين، وعلى الرغم أنه لم تصدر أي تصريحات محددة من الأمم المتحدة أو منظمات دولية كبرى مثل هيومن رايتس ووتش بخصوص هذا الحكم تحديدا في البحث الأولي، إلا أن التقارير السابقة تشير إلى انتقاد هذه المنظمات بشكل عام للأحكام الصادرة عن المحاكم الحوثية.
يُذكر أن أحمد علي صالح نفسه يواجه اتهامات من منظمات حقوقية محلية ودولية، بينها منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية، بالتورط في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
الخلاصة والتوصيات
يمثل حكم الإعدام الصادر بحق أحمد علي عبد الله صالح تطورا خطيرا في الأزمة اليمنية، حيث إنه يعكس استمرار جماعة الحوثي في استخدام القضاء كأداة لتصفية الخصوم السياسيين، ويؤكد على الحاجة الملحة لتدخل دولي لوقف هذه الانتهاكات وضمان محاكمات عادلة وشفافة في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news