مؤشرات غير اقتصادية تحرك سوق الصرف في مناطق الشرعية

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 126 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
مؤشرات غير اقتصادية تحرك سوق الصرف في مناطق الشرعية

شهدت مناطق الحكومة الشرعية خلال الأيام الماضية صعودا مفاجئا في قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، خاصة أمام الريال السعودي والدولار الأمريكي. هذا الارتفاع السريع والمفاجئ لا يبدو مرتبطا بعوامل اقتصادية واضحة مثل تحسن الإنتاج، أو زيادة الصادرات، أو تدفقات مالية خارجية، بل يعكس تحركات داخلية ترتبط بالمضاربة، والإجراءات الرقابية، والتطورات المؤسسية.

التحركات في سوق الصرف اليمني تبدو مدفوعة بشكل أساسي بالمضاربات اليومية التي تدور في فلك شبكات من محلات الصرافة، كثير منها لا يخضع لأي رقابة فعلية. هؤلاء الصرافون، بتحديدهم لأسعار البيع والشراء دون التزام فعلي بتوجيهات البنك المركزي، يلعبون الدور الأبرز في تحديد قيمة العملة الوطنية، وهو ما أدى سابقا إلى انهيارات سريعة للعملة، ويبدو أنه اليوم يلعب دورا في صعودها.

البنك المركزي اليمني في عدن تحرك مؤخرا بحزمة إجراءات كان لها تأثير مباشر في السوق، منها:

إغلاق محلات صرافة غير مرخصة ومخالفة لأنظمة البنك، مما ساهم في كبح فوضى المضاربة.

استكمال الربط الشبكي بين البنك المركزي والبنوك و محلات الصرافة، وهي خطوة نوعية تضع عمليات بيع وشراء العملات تحت رقابة إلكترونية مباشرة.

تفعيل لجنة إشرافية على الاستيراد من الخارج، تهدف إلى تنظيم عمليات شراء الدولار والحد من التلاعب به من قبل التجار.

انتقال مقرات بعض البنوك التجارية من صنعاء إلى عدن، أسهم في تعزيز حضور القطاع المصرفي في العاصمة عدن، وهو ما قد يشير إلى استعادة جزئية للثقة بالمؤسسات المصرفية الرسمية هناك، وهو أمر ينعكس إيجابا على استقرار العملة.

لا يمكن إغفال الحراك الشعبي الذي شهدته وتشهده مدينة المكلا وبعض المدن الاخرى مؤخرا احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والخدمية، والذي ربما دفع السلطات إلى التحرك بشكل أكثر جدية، تزامنا مع أنباء عن طلب وديعة مالية جديدة لدعم العملة الوطنية.

ورغم أن العوامل السابقة تفسر جزئيا ما حدث، فإن وتيرة الصعود السريعة تثير الشكوك حول وجود خفايا قد تكون مرتبطة بتحركات مالية آنية أو اتفاقات خلف الكواليس. ومع ذلك، فإن استمرار البنك المركزي في تنفيذ الإجراءات الصارمة ضد الصرافين غير المرخصين قد يدفع قيمة الريال إلى مزيد من التحسن.

التوقع الواقعي – بحسب المعطيات الحالية – أن يصل سعر صرف الريال مقابل الريال السعودي إلى حدود تتراوح بين 450 و500 ريال الى نهاية أغسطس، بشرط استمرار الرقابة واستقرار السوق.

من وجهة نظري، فإن هذا التحسن في قيمة الريال، رغم كونه مفاجئا وغير مبني على أسس اقتصادية متينة، إلا أنه يشكل فرصة أمام البنك المركزي والحكومة لتثبيت حالة الاستقرار واستغلالها في إعادة بناء الثقة بالعملة الوطنية. لكن استمرار تجاهل الأسباب الهيكلية لانهيار الاقتصاد، وغياب الشفافية في إدارة الموارد، سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر. المطلوب ليس فقط السيطرة على السوق، بل بناء اقتصاد حقيقي يعتمد على الإنتاج، لا على إغلاق محلات صرافة هنا، وطلب وديعة هناك.

وحتى ذلك الحين، يبقى علينا كمراقبين متابعة خطوات البنك المركزي، وما إذا كان هذا الصعود سيكون بداية لاستقرار طويل الأمد، أم مجرد هدنة مؤقتة تسبق جولة أخرى من التراجع.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

صدور قرار تعيين عسكري جديد

كريتر سكاي | 610 قراءة 

شبوة...غارات جوية مفاجئة تستهدف منطقة خورة وتخلف ضحايا بينهم قيادات ميدانية

قناة المهرية | 358 قراءة 

توتر عسكري بين هذه القوات

كريتر سكاي | 322 قراءة 

القبض على 3 سياح عراة في الأهرامات بعد انتهاكهم القوانين المصرية

العين الثالثة | 310 قراءة 

مطار صنعاء يقترب من إعادة التشغيل.. تفاهمات وكواليس مسقط 

الأمناء نت | 297 قراءة 

قرار حوثي في صنعاء يجبر جميع المواطنين في مناطقهم على دفع رسوم باهضة ويفجر غضب شعبي

نافذة اليمن | 269 قراءة 

صحابي يمني يخدع أبوبكر الصديق بحيلة ماكرة أضحكت الرسول

المشهد اليمني | 262 قراءة 

عاجل: غارات أمريكية مفاجئة في اليمن والكشف عن مواقع الاستهداف

المشهد اليمني | 258 قراءة 

القرار الرئاسي رقم (11) يدخل حيز التنفيذ... وهذه أول محافظة تبدأ التطبيق!"

نيوز لاين | 241 قراءة 

أول تحرك للرئيس العليمي بعد امتناع محافظ المهرة توريد الإيرادات لحسابات الحكومة

المشهد اليمني | 236 قراءة