ابتداءً بالحميري وصولاً إلى الزعيم.. الإمامة الحوثية: إجرام عابر للزمن ضد رموز اليمن
تحدث الباحث الأكاديمي الدكتور ثابت الأحمدي، في منشور له على حسابه بمنصة "إكس"، مؤخرًا، عن سلسلة الجرائم التي ارتكبتها الإمامة الحوثية، التي أسسها "الجزار السفاح" يحيى بن الحسين الرسي، والتي استهدفت رموز التنوير والنهضة اليمنيين منذ القرن الثالث الهجري
.
وأشار الأحمدي في منشوره الموسوم بـ"إجرام عابر للزمن"، تفاعلاً مع الوثائقي الذي بثته قناة "العربية" السبت الماضي، إلى أن تاريخ الإمامة الحوثية الأسود، الممتد من عهد إبراهيم بن موسى الجزار، داعية ابن طباطبا في مطلع القرن الثالث الهجري، مرورًا بالمجرم يحيى حسين الرسي، وانتهاءً بزعيم الجماعة الحوثية الحالي، قد تميز باستهداف ممنهج لكل رموز اليمن. استهدفت الإمامة هؤلاء بالقتل والسجن والتشريد والتشويه والنهب، لا كسلوك طارئ، بل كعقيدة متجذرة توارثتها الأجيال.
البداية بالقشيبي والحميري
وأضاف الأحمدي في منشوره الذي رصده محرر "المنتصف"، أن ابن طباطبا حاول أكثر من مرة اغتيال رموز اليمن الذين واجهوا مشروعه الكهنوتي، وكان من أبرزهم الشاعر والفارس أحمد بن يزيد القشيبي، الذي وثقت قصته في كتاب "26 سبتمبر: المسيرة والميلاد – محطات من نضال الأحرار".
وتابع: بعد القشيبي، وفي عهد يحيى حسين الرسي، استهدفت الإمامة القيل اليماني الكبير علي بن الفضل الحميري الخنفري، الذي سعى لتأسيس حكم يقوم على الهوية اليمنية الحضارية، فواجهوه بالإشاعات والاغتيال، وتم قتله بالسم في مذيخرة بمحافظة إب، سنة 303هـ، زمن حكم أحمد بن يحيى الرسي.
الحسن الهمداني.. صاحب "الإكليل"
وفي السياق ذاته، استهدفت الإمامة أيضا العلامة الحسن بن أحمد الهمداني، مؤسس حركة النضال الوطني، وصاحب موسوعة "الإكليل"، الذي واجه المشروع الإمامي ميدانيًا وفكريًا. وعلى الرغم من مكانته العلمية والاجتماعية، إلا أن الإمامة اعتقلته وعذبته وشوهت سمعته لدى القبائل، كما عملت على إخفاء مؤلفاته.
استهداف نشوان الحميري
ثم جاء دور نشوان بن سعيد الحميري، الذي ناله التشريد والتشويه والإفقار، في عهد الإمام أحمد بن سليمان. فقد تم نفيه إلى حضرموت، ولم يعد إلا شيخًا مسنًا بعد أن فقد كل شيء، وتوفي في حيدان عام 573هـ. وكان نشوان من عائلة ذات مكانة كبيرة في مدينة حوث.
اضطهاد العلماء
واستهدف المشروع الإمامي كذلك العلماء الكبار، مثل الإمام صالح بن مهدي المقبلي، الذي كفره فقهاء الهادوية، مما اضطره للهجرة إلى مكة ثم إلى داغستان، حيث وجد التقدير، وانتشر مذهبه المعروف بـ"المذهب اليماني". كما طالت يد الإمامة الإمام محمد بن إسماعيل الأمير، الذي حوصر وسُجن، وكذلك الإمام الشوكاني، الذي كفره المتعصبون من فقهاء الهادوية، أمثال ابن حريوة السماوي، الذي كال له المئات من الشتائم البذيئة، حذفها لاحقًا المحقق محمد عزان أثناء تحقيق كتاب "الغطمطم الزخار المطهر لحدائق الأزهار".
من حميد الدين إلى "جرذ الكهف"
وفي القرن العشرين، زُج بكبار اليمنيين في السجون خلال حكم الإمام يحيى حميد الدين ونجله أحمد، وتعرض كثيرون للقتل والاغتيال، خاصة بعد فشل ثورة 1948 الدستورية. ومن نجا من القتل اضطر إلى الهجرة والتشرد، مثل الزبيري ونعمان. فالمسيرة واحدة، والنهج واحد، و"ذريةٌ بعضها من بعض".
واليوم، يواصل عبدالملك الحوثي، الملقب بـ"جرذ الكهف"، السير على النهج ذاته. فلا رأس تُرك إلا واستُهدف، ولا حرٌّ إلا وأُذل، ولا وطنيٌّ إلا وقُوضت كرامته. والشواهد لا تُحصى.
خاتمة العظماء.. الزعيم علي عبدالله صالح
واختتم الأحمدي منشوره بالإشارة إلى الزعيم اليمني علي عبدالله صالح، الذي دعا إلى ثورة شعبية ضد الحوثيين بعد أن صبر عليهم طويلًا. لكنه قُتل بعد ساعات من دعوته، ونهبت ممتلكاته، وسُجن أتباعه وأقاربه وشُردوا، ولا تزال المطاردة مستمرة. تعامل معهم صالح بسياسة اللين والمصالحة، لكنهم لم يراعوا له معروفًا، فكان مصيره الاغتيال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news