حضرموت بين مطرقة التدخلات وسندان الغياب: من يملك القرار؟

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 102 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حضرموت بين مطرقة التدخلات وسندان الغياب: من يملك القرار؟

تمرّ حضرموت اليوم بمرحلة مفصلية من تاريخها، مع تصاعد مؤشرات التوتر السياسي والميداني، وتزايد تحركات غير معلنة على الأرض، تُنبئ بمحاولات مكشوفة لإعادة صياغة النفوذ في المحافظة، بعيدًا عن إرادة أبنائها. فحضرموت، التي ظلت لسنوات طويلة خارج مسرح التصادم المباشر، تُدفع اليوم قسرًا إلى واجهة صراع إقليمي ومحلي لا يخدمها ولا يعبر عنها.

حضرموت.. الساحة المفتوحة لتصفية الحسابات

في وقت تتطلع فيه الشعوب إلى الاستقرار والنهوض، تتحول حضرموت إلى ساحة مفتوحة للمناورة والتجاذب. تُدار من خلف الكواليس، وتُستغل جغرافيتها وثرواتها وموقعها لخدمة أجندات لا ترى فيها سوى وسيلة للربح أو السيطرة. تغيب فيها الشفافية، ويعلو فيها صوت السلاح على صوت العقل، وتتقدم فيها الجرافات على طاولات الحوار.

الخطابات المشبوهة، والتحركات الميدانية عبر المنافذ، ومحاولات استعراض القوة تحت لافتات فضفاضة، تكشف أن هناك من يسعى إلى فرض واقع جديد على حضرموت بالقوة، متجاهلًا أن هذه الأرض لا تُدار بالإملاءات، ولا ترضى بالوصاية.

إرادة مغيّبة ومشهد مرتبك

المؤسف في هذا المشهد أن الحضارم، أصحاب الأرض والحق، يُستبعدون من مراكز اتخاذ القرار، ويُقدَّم مستقبلهم على موائد التفاهمات والصفقات، وكأنهم تفصيل ثانوي في معادلة أكبر منهم. ويزيد الطين بلة أن بعض الأصوات التي تدّعي تمثيل حضرموت باتت تتمايل حسب المصالح، وتُدار بالريموت، ولا تملك حتى الجرأة على قول "لا".

إن غياب الموقف الحضرمي الواضح والموحد، وارتباك النخب المحلية، فتح المجال أمام الأطماع، ورسّخ فكرة أن حضرموت "مساحة شاغرة" قابلة للملء، وهذا بحد ذاته خطر وجودي.

هل ما زال هناك وقت للنجاة؟

الجواب: نعم، ولكن النافذة تضيق.

حضرموت تملك من التاريخ، والهوية، والوعي السياسي، ما يؤهلها لتكون كيانًا فاعلًا مستقل القرار، لا تابعًا هامشيًا. لكن ذلك لن يحدث ما لم يتحرك أبناؤها، نخبًا وشبابًا، ويستعيدوا زمام المبادرة. فالمعادلات لا تتغير بالحياد، والخرائط لا تُرسم بالصمت.

الحل لا يكمن في الاستقواء بالخارج، ولا في الانجرار خلف المشاريع الجاهزة، بل في مشروع حضرمي خالص، يحفظ كرامة الأرض، ويعبّر عن صوت الناس الحقيقي، لا عن مصالح من يسكنون الفنادق ويعقدون الصفقات باسم "القضية".

الكلمة الأخيرة

حضرموت لا تحتاج لمن يتحدث باسمها، بل لمن يتحدث معها، ويقف في صفها، ويرفض أن تكون مجرد مساحة مستباحة. لا خيار اليوم إلا بالمواجهة الواعية، والاصطفاف الذكي، والتمسك بالحق في تقرير المصير.

فمن لا يملك قراره، لن يملك مستقبله.

من : سمية المشجري

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

70 تعييناً جديداً في السلك الدبلوماسي.. تعز وصنعاء يستأثرن بالنصيب الأكبر ومأرب خارج القائمة (أسماء)

بران برس | 902 قراءة 

صورة أولية تكشف ما حدث في جولة مذبح بصنعاء.. والشارع يطالب بالتحرك السريع

نيوز لاين | 796 قراءة 

ساعة الصفر تُدَق: إسرائيل تفتح صناديق "الأسرار" وتُجهز "قائمة الـ 2000" للفصل والمصير.. مفاجأة الأرقام تُشعل الترقب

مساحة نت | 566 قراءة 

تحقيق | حاميها حراميها.. “برَّان برس” يفتح ملف اغتيالات الضالع ويرصد الضحايا ويكشف أسماء المجرمين

بران برس | 556 قراءة 

"أبو عماد" آخر ضحايا السطو المسلح على محلات اليمنيين في أمريكا

المنتصف نت | 418 قراءة 

شاهد| حاملة الطائرات الأمريكية (هاري ترومان) تغطي اضرارها بالصور والملصقات

يمن إيكو | 412 قراءة 

كيف علق الفريق القانوني على قرارات الزبيدي .. وماذا صرح ورشاد العليمي خلال لقائه بالفريق! (تفاصيل مثيرة)!

صوت العاصمة | 410 قراءة 

عاجل: اندلاع اشتباكات ومواجهات عسكرية عنيفة بين باكستان وأفغانستان في سبع ولايات

المشهد اليمني | 399 قراءة 

حوار برّان | وكيل أول وزارة الداخلية يتحدث لـ“برّان برس” عن السجون وملفات الإرهاب والخلايا والتشكيلات المسلحة (فيديو)

بران برس | 365 قراءة 

عاجل:انتشار امني عقب العثور على كنز اسفل صيدلية في كريتر

كريتر سكاي | 313 قراءة