محمد عبدالوهاب الشيباني كرمز أدبي وثقافي

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 65 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
محمد عبدالوهاب الشيباني كرمز أدبي وثقافي

الأستاذ محمد عبدالوهاب الشيباني من جيل الحداثة والتجديد الأدبي والثقافي. متعدد المواهب قولًا وفعلًا. ربما كانت بدايته القصيدة الأجد حداثة، على حد تعبير أستاذنا القدير والشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح.

في ثمانينيات القرن الماضي، عمل محمد عبدالوهاب مع شعراء شبّان عديدين: أحمد السلامي، هدى أبلان، ابتسام المتوكل، سوسن العريقي، نبيل سُبَيْع. وكان له دور في تأسيس مجموعة “الطائرة الورقية” التي شارك فيها شعراء من مؤصلي القصيدة الأجد. وهي الجماعة التي أخذت المدى الأهم في صحيفة “البريد الأدبي” التي أسسها ورأس تحريرها الناقد والشاعر الكبير عبدالودود سيف، تحت مسمى “شعراء السبعينيات”. وكان الزميل محمد عبدالوهاب الشيباني الدينامو المحرك في الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.

وله باع طويل في الصحافة اليمنية، إذ كان مدير تحرير صحيفة “التجمع” التابعة لحزب التجمع الوحدوي. واختط نهجًا في إجراء اللقاءات والمقابلات لم تعرفه الصحافة اليمنية والعربية أيضًا. أجرى عدة لقاءات ومقابلات مع “المجننين”، وهم الذين جنّنهم الأمن السياسي والوطني، والأوضاع القامعة، والحالة الاجتماعية شديدة القسوة والصعوبة، ومع المهمشين والمنبوذين، وهو ما ذكرني بكتاب “عقلاء المجانين” لأبي القاسم ابن حبيب النيسابوري.

واتسم عمله في الصحافة بقدر كبير من المهنية والذكاء، نزل إلى قاع المجتمع ورصد القضايا المنسية، والغائبة عن الخطاب الإعلامي السائد. وكان له حضور مائز في الصفحات الثقافية في العديد من الصحف اليمنية والعربية، فهو قارئ الجديد في الثقافة والأدب، ورأس العديد من الصفحات الثقافية، وعطاؤه في هذا الجانب وافر.

كانت التسعينات موسم عطاء إبداعي في مختلف مناحي الإبداع، وكان للشعر والتجربة الحديثة، إبداعًا ونقدًا، النصيب الأوفى. وكان للناقد الأستاذ عبدالودود سيف وصحيفته “البريد الأدبي” الدور في إبراز مواهب الشعراء الشابات والشباب، الذين أطلق عليهم الناقد الدكتور عبدالعزيز المقالح وصف “القصيدة الأجد”، والقائمة طويلة.

الناقد الكبير حاتم الصكر درس التجربة بعمق، وأثراها في العديد من إصداراته: نبيلة الزُّبير، أحمد السلامي، محمد حسين هيثم، هدى أبلان، جمال الرموش، هدى العطاس، كريم الحنكي، شوقي شفيق، نبيل سبيع، سوسن العريقي، يحيى الحمّادي، وضاح حريري، محمد اللوزي، محيي الدين جرمة، محمد حسين الحجوشي، نبيل السروري، أوراس الإرياني، أحمد شاجع، محمد القعود، جميل مفرح، عبدالحكيم الفقيه، سلطان عزعزي، عمار النجار، عبدالإله القدسي، محمد جميح، عبدالوكيل السروري، جميل حاجب، أحمد حسن الزراعي، أحمد المعرسي، عبدالرحمن إبراهيم، علي المقري، عبدالهادي خضر، جازم سيف، أحمد الشلفي، هزاع مقبل الصنوي، علي دهيس، محمد المنصور، زين العابدين الضبيبي، علوان الجيلاني، جنيد محمد جنيد، وعبدالوهاب المقالح.

تصادقنا وتزاملنا، كانت استفادتي منه في الأدب والثقافة واسعة، وتعلمت منه الكثير. أذكر عند إعداد كتابي مجموعة المقابلات التي أجريتها مع أدباء ومفكرين، أنني احترت في التسمية، فاختار لي محمد عبدالوهاب اسم “فضاءات القول”، وكان أحد مراجعي في قضايا كثيرة.

حضوره مائز في الحوارات الأدبية والثقافية، وصلاته واسعة بزملائه وزميلاته من الأديبات والأدباء الشباب. كان نجمًا في مؤتمرات الأدباء والكتاب والصحفيين، ومحل حب واحترام.

وهو على تواصل عميق بالشعرية الحديثة في اليمن والبلاد العربية، قارئ على مستوى رفيع من الفهم. عملنا في مشروع “الآثار المتبادلة للهجرة”، وهو المشروع الذي تبناه ودعمه رجل الأعمال المثقف علوان الشيباني، وكان هو المُيسّر وعمليًا الرئيس الفعلي. أديب رفيع المستوى، وشاعر مبدع، وكاتب سير له باع طويل في الصحافة والإنتاج الثقافي، وسيرة عطرة، وعطاء أدبي وصحافي وفكري زاكٍ. الوفاء لهذا الأديب الرائع هو وفاء واحترام لجيل الإبداع والتضحية في اليمن وعربيًا.

ومع انغماسه في الحياة العملية والوظائف الكثيرة التي شغلها، سواء في التدريس في البداية، أو في التربية والتعليم، وفي اتحاد الأدباء والكتاب، وصحيفة “التجمع”، والكتابات العديدة في الصحف والمجلات اليمنية والعربية، والمواظبة على حضور الندوات والأنشطة الثقافية والأدبية المختلفة، إلا أنه قد ترك إبداعات كثيرة في مجالات مختلفة:

– من هنا مرّ الغناء، دافقا شعراء ومطربون يمنيون.

– الهجرة والمهاجرون في أدب اليمن المعاصر.

– حياة  تملحها الحكايات: سيرة حسين السفاري وأيامه.

وله من الدواوين المطبوعة:

– نهار تدحرجه النساء.

– مرقص (الليل محمّل بحصته التخينة).

– أوسع من شارع أضيق من جينز.

– تكييف الخطأ

وله أربع مجموعات شعرية مخطوطة، ويعد كتابًا لمنشوراته في النقد الأدبي تحت عنوان أغلفة ومتون. ويعد لكتاباته الثقافية إصدارًا خاصًا تحت مسمى مكائد اليقين. ويعد لنصوصه ومقالاته عن مدينة عدن وعن الشأن العام اليمني إصدارًا بعنوان اليمن: إدامة الفوضى وتآكل السياسة. وقد تُرجمت بعض دواوينه إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية.

تحية لهذا المبدع الكبير، ولعطائه الزاكي والقيم، محبة ووفاء وعرفانًا.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بعد سنوات من الغموض... اسم قاتل الرئيس صالح يظهر للعلن.. الاسم والصورة

نيوز لاين | 689 قراءة 

الكشف رسميًًا عن خطة عسكرية بمشاركة بريطانيا والسعودية والإمارات لاجتثاث الحوثي"طعنة أمريكية غادرة للشرعية"

جهينة يمن | 536 قراءة 

عن عمر ناهز 103 أعوام...الموت يغيب رجل أعمال يمني

جهينة يمن | 422 قراءة 

الكشف عن جثمان علي عبدالله صالح بعد سنوات من التكتم

المرصد برس | 409 قراءة 

عاجل:انهيار كبير باسعار صرف العملات قبل قليل

كريتر سكاي | 322 قراءة 

بوجه ملثم وسيارة بلا مرافقين… من هو الجندي الذي أوقف الرئيس علي عبدالله صالح منتصف الليل ؟

المرصد برس | 260 قراءة 

أنخفاض كبير في أسعار الصرف بالعاصمة عدن اليوم الأربعاء

نافذة اليمن | 237 قراءة 

سعر الريال السعودي في عدن وحضرموت اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025

المشهد العربي | 235 قراءة 

السعودية تُعلن رسمياً وقف تجديد الإقامات لفئات محددة.. ودعوة للاستعداد للمغادرة

نيوز لاين | 222 قراءة 

"شاصات" اليمن ترسم طريق النهوض من جديد...منفذ الوديعة يتحول إلى شريان اقتصادي

جهينة يمن | 208 قراءة