مدين علي عبدالله صالح.. صوت الحقيقة في زمن الانكسار وضمير انتفاضة ديسمبر الخالدة
قبل 6 دقيقة
في زمن كثرت فيه الضبابية، وتاهت الحقائق بين التزييف والتأويل، جاء صوت الأستاذ مدين علي عبدالله صالح نقيًّا، صادقًا،وشجاعا لا يهادن ولا يُجامل، ليعيد للذاكرة الوطنية وهجها، وللضمير اليمني بوصلته، وهو يسرد تفاصيل انتفاضة الثاني من ديسمبر المجيدة، تلك الملحمة البطولية التي خاضها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ورفاقه بشرف وكرامة، في وجه آلة الكهنوت الحوثي.
لقد تحدّث الأستاذ مدين، لا كراوٍ لحكاية، بل كصاحب قضية، وكابنٍ لمدرسة وطنيةٍ عريقة لا تعرف الانكسار. كان طرحه حول تلك المعركة نابعًا من وجدانٍ يختزن تفاصيل اللحظة، ومشاعر لم تُساوم يومًا على الحقيقة. مصداقيته وصراحته في نقل ما جرى قبل وأثناء انتفاضة ديسمبر، أكدت لنا أن دم الزعيم ورفاقه لم يُسفك عبثًا، بل سُطّرت به آخر صفحات النبل في تاريخ اليمن الحديث.
ليس غريبًا أن يكون مدين علي عبدالله صالح شاهدًا أمينًا على ملحمة ديسمبر، فهو لم يكن بعيدًا عن نار المواجهة، بل كان في قلبها، في خندق الدفاع عن الجمهورية، وعن والده، وعن الكرامة.
مدين كان بطلًا حقيقيًا، وقف بشجاعة في وجه الغدر، ودافع عن أبيه ونفسه حتى آخر لحظة. لم يستسلم، لم يهرب، ولم يختبئ خلف الكلمات. بل اختار أن يكون في صف الحقيقة والتاريخ، متسلّحًا بالجرأة، وبالذاكرة، وبالإيمان العميق بعدالة القضية.
أعاد الأستاذ مدين التذكير أن المعركة الأخيرة للزعيم صالح لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت معركة كرامة وسيادة ورفض للعبودية. قاد الزعيم تلك الانتفاضة، وهو يعلم تمامًا حجم التحدي، لكنه لم يتراجع، لم يساوم، ولم يخضع. اختار أن يموت واقفًا كما عاش، متمسكًا بمبادئ الجمهورية والوطنية الحقة، رغم قلة العدد والعدة، لكنه كان ورفاقه جبالاً شامخة في وجه الموت الحوثي.
في سرد الأستاذ مدين، تجلت مشاهد التضحية الخالدة، حيث لم يكن هناك مكان للتردد أو الخوف. كانت المواجهة غير متكافئة من حيث الإمكانيات، لكن الروح القتالية التي حملها أولئك الأبطال رجّحت كفة الكرامة على حساب السلاح. فهؤلاء الرجال لم يدافعوا عن أنفسهم فحسب، بل كانوا يدافعون عن شعبٍ بأكمله، عن هويةٍ، عن وطنٍ، عن الحلم الجمهوري.
أكد الأستاذ مدين أن الزعيم صالح اختار أن يُقاتل حتى النهاية، لأن ملامح القادة لا تظهر في أوقات الراحة، بل تتجلى حين تضيق الخيارات وتشتد المحن. لم يساوم على كرامة الشعب، ولم يخضع لمشروع السلالة، بل وقف كالطود، مدافعًا عن الدولة، عن السيادة، عن شعبٍ حاولوا كسره، لكنه بقي شامخًا.
الأهم في الطرح، أن مدين علي عبدالله صالح لم يتوقف عند لحظة الاستشهاد، بل ربطها بالامتداد الطبيعي لها: بداية الشرارة الثورية التي انطلقت بعد ارتقاء القائد، لا نهايته. فدماء الزعيم لم تكن خاتمة، بل كانت بداية لنضال طويل ما زال يتوسع، ليشعل جذوة المقاومة الوطنية في كل أرضٍ حرة، من الساحل إلى البيضاء، ومن مأرب إلى تعز.
وختامًا، فإن قراءة الأستاذ مدين للانتفاضة لم تكن فقط في بعدها السياسي أو العسكري، بل في بعدها الوطني والإنساني والأخلاقي. فقد جسد الزعيم ورفاقه درسًا خالدًا في الوطنية، لا يُمحى، وسيظل منارة تهتدي بها الأجيال في رفض الخضوع ومقاومة الاستعباد.
أما مدين علي عبدالله صالح، فهو اليوم ليس مجرد شاهد، بل صوت الموقف، وضمير الانتفاضة، وذاكرة الحقيقة. دافع عن والده كما يدافع الأحرار عن راياتهم، وواجه الموت بوجه مكشوف وصدر مفتوح، وخرج منتصرًا للحقيقة، للتاريخ، للوفاء، للوطن.
مدين علي عبدالله صالح.. رجل بحجم الموقف، وقلب بحجم الوطن، وصدق يُحرج التاريخ إن تجاهله.
له المجد، ولكل الشرفاء في هذا الوطن التحية والوفاء.
المجد للشهداء.. والخلود للحق.. والنصر لليمن الجمهوري.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news