أثار الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة "العربية" تحت عنوان "المعركة الأخيرة" جدلاً واسعًا، بعدما كشف مدين علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني الراحل، عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة والده ومكان مقتله، لكنه في المقابل تجاهل كليًا مصير الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، الشهيد عارف الزوكا، الذي كان برفقة صالح حتى اللحظات الأخيرة.
وبحسب رواية مدين، فإن والده تمكن من كسر الحصار الحوثي المفروض على منزله بصنعاء، ونجا مع الزوكا من كمائن مسلحة وقصف عنيف، قبل أن يوصلا إلى قرية الجحشي بالقرب من حصن عفاش في سنحان، حيث جرت عملية تصفيتهما، وهناك – يؤكد مدين – قُتل صالح بعد أن تمكن الحوثيون من اختراق محيطه الأقرب، في عملية وصفها بأنها حسمت لصالح الجماعة بفعل "تفوقهم المخابراتي والتنظيمي".
الغريب في الرواية أن مدين، الذي نُقل عنه أنه كان شاهد عيان على تلك الأحداث قبل أسره من قبل الحوثيين، لم يذكر مطلقًا أين وكيف قُتل عارف الزوكا، رغم تأكيده أن الزوكا نجا مع والده من الحصار والكمائن، وواصل الطريق معه حتى اللحظات الأخيرة.
غياب التفاصيل حول مصير الزوكا، يفتح تساؤلات واسعة حول حقيقة ما جرى له بعد لحظة الانفصال أو الاختفاء الغامض عن المشهد، وهل قتل في موقع مختلف عن مقتل صالح؟ أم أن هناك معطيات أخرى لم تُكشف بعد؟
الوثائقي، رغم ما حمله من تفاصيل مثيرة، أعاد للواجهة كثيرًا من علامات الاستفهام القديمة حول ملابسات تلك الليلة الدامية التي طُويت فيها صفحة رئيس حكم اليمن لعقود، ورفيقه الأمين العام الذي بقي وفياً له حتى اللحظة الأخيرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news