بقلم / علي سيقلي
قد تعجز الكلمات، مهما سمت، عن الوفاء بحق الرجال الكبار، فكيف إن كان الحديث عن مختار اليافعي؟
تقف الحروف وقفة إجلال أمام رجل لم يغره جاه ولا سلطة، بل أدرك مبكرا أن الموقع أمانة ومسؤولية، فحمله بوعي ورعاية، لا بسطوة نفوذ أو قسوة قرار.
وشهادتي فيه مجروحة، وأنا المحسوب عليه قربى وصلة، غير أن الحقيقة لا تُحجب. ففي معادن الرجال علامات فارقة، منهم من تخجلك خصومته، ومنهم من يمنحك فسحة الزمن لتفيء إلى رشدك لا خوفا ولا ضعفا، بل ثقة بالنفس وعزة بالخلق.
وقليل هم القادة الذين يجمعون تلك المزايا والخصال، بينما غيرهم يتربص بك لينتقم بخبث وقلة أصل.
اقرأ المزيد...
وفاة شاب على يد شيخ يدعي الرقية الشرعية
26 يوليو، 2025 ( 3:56 مساءً )
حضرموت تترقب وصول سيارات إسعاف لدعم القطاع الصحي
26 يوليو، 2025 ( 3:50 مساءً )
أدار مختار دفة الإعلام الجنوبي بعقلية منفتحة، قلبه أوسع من أخطائهم، وذاكرته أرحب من إساءاتهم. تجاوز كل من حاولوا إسقاطه، وتسامى فوق كل من شوّه صورته، ومضى يعمل دون أن يلتفت للوراء.
واليوم، تقف إنجازاته شامخة كالبنيان المرصوص، بعد أن كانت أطلالا بلا قيمة ولا وزن.
لقد حمل مختار على عاتقه أعباء وزارة عجز صاحبها عن النهوض بها، فنهض هو، وقدم للهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، ما لم يقدمه وزير الشرعية نفسه.
عمل بين الناس، وأسس بإرادته وقوة قراره ما هدمته الحروب وما أفسدته قوى الخراب في عدن.
إنجازاته ليست سرّا يخفى على الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، بل هي شواهد حية يذكرها القاصي والداني.
وفي المحصلة، نجح مختار اليافعي، وترقى بقرار رئاسي بعد أن ترك موقعه السابق بصمة ناصعة، لينتقل إلى ميدان يليق بإنسانيته، ميدان شهد له حتى خصومه أنهم انهزموا أمام أخلاقه.
هنيئًا لك يا مختار محبة الناس قبل تقديرهم، وهنيئا لك ما نلت من احترام الخصوم قبل الأصدقاء. ولعل أبلغ شهادة قيلت فيك ما أطلقها أحد ألد خصومك يوم قال:
“مختارهم هزم مختارنا”.
فما بالنا نحن، من أحببناك وعرفناك عن قرب، إلا أن نردد بقلوب صادقة:
هنيئا لك يا أبا صالح، لقد ربحت محبة الجميع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news