الانتقالي الجنوبي يعيد ترتيب صفوفه: محاولة متأخرة لترميم صورة متآكلة

     
يني يمن             عدد المشاهدات : 78 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الانتقالي الجنوبي يعيد ترتيب صفوفه: محاولة متأخرة لترميم صورة متآكلة

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، الخميس، عن إعادة تشكيل أمانته العامة وتوزيع المهام داخل هيئاته القيادية، في خطوة تبدو أقرب إلى تحرك رمزي يفتقر للفاعلية، في ظل التآكل المتزايد في قاعدته الشعبية، وتراجع قدرته على إدارة المناطق التي يهيمن عليها أمنيًا.

القرارات التي شملت تعيينات في مواقع تنظيمية مثل الشؤون السياسية والإعلام والمرأة والطفل، لا تعكس ديناميكية سياسية حقيقية، بقدر ما تعكس أزمة داخلية تتعلق بتآكل الشرعية الاجتماعية للمجلس، وعجزه عن معالجة أبسط ملفات الحياة اليومية في الجنوب، كالكهرباء والمياه والأمن.

وفي السنوات الأخيرة، ورغم الدعم العسكري والسياسي الذي حصل عليه من أطراف إقليمية، لم يتمكن المجلس من التحول إلى سلطة ذات فعالية أو احتضان جماهيري واسع. بل على العكس، تزايدت الانتقادات الموجهة إليه من قطاعات شعبية جنوبية، تتهمه بالفشل في توفير الخدمات وتغذية الانقسامات الداخلية، بل وأحيانًا بممارسة الإقصاء بحق خصومه السياسيين من الجنوبيين أنفسهم.

ومن اللافت أن التشكيل الجديد خلا من أسماء محسوبة على قوى جنوبية خارج الدائرة الضيقة للمجلس، مما يعزز الانطباع بأن "الانتقالي" يتحرك في حلقة مغلقة لا تمثّل الجنوب، بل تمثل فئة محدودة تحاول الحفاظ على موقعها وسط تراجع الحاضنة الشعبية.

وتوقيت إعلان إعادة التشكيل يأتي في وقت تعاني فيه مناطق جنوب اليمن من تدهور أمني ومعيشي واسع، ما يُظهر الفجوة بين الخطاب التنظيمي للمجلس وواقع الحياة اليومية للمواطنين. فالواقع أن "الانتقالي" لم ينجح في بناء مؤسسات حكم حقيقية، ولا في فرض نموذج بديل عن الدولة، بل ظل يتحرك كقوة أمر واقع تعتمد على النفوذ العسكري أكثر من اعتمادها على قبول شعبي أو شرعية مدنية.

وفي كثير من مناطق الجنوب، تتسع الهوة بين المواطن والمجلس، حيث تتصاعد شكاوى الانفلات الأمني وغياب الرواتب والانقطاع الدائم للكهرباء والمياه، في ظل غياب أي حلول جذرية أو رؤية واضحة لدى المجلس لإدارة هذه الملفات.

كما أن استمرار "الانتقالي" في الخطاب الأحادي، الذي يدّعي تمثيل الجنوب، لا يواكب تعقيدات المشهد الجنوبي، الذي يتسم بتعدد القوى والمكونات والمطالب. إذ تشير المؤشرات إلى فشل المجلس في استيعاب أو تمثيل هذا التنوع، ما يضعف موقفه في أي مسار تفاوضي محتمل بشأن مستقبل الجنوب أو اليمن عمومًا.

وإعادة تشكيل الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي ليست سوى محاولة لإعادة إنتاج الذات في مواجهة أزمة داخلية متفاقمة، تتمثل في فقدان ثقة الشارع الجنوبي، وتآكل القدرة على تقديم نموذج حكم بديل.

كما ان بغياب الرؤية الجامعة، والانفتاح على القوى الجنوبية الأخرى، يظل المجلس مكونًا جزئيًا يفتقر للشرعية الشاملة، وغير قادر على تجاوز دوره كأداة ضغط مرحلية، لا كسلطة بديلة قادرة على إدارة دولة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

السعودية تُلغي رسوم الخروج النهائي لليمنيين بنسبة 100%... لكن هناك شرط واحد يُقلق الجميع!

نيوز لاين | 454 قراءة 

جمهورية روسيا تصدر اعلان مفاجئ بشأن اليمن!

يمن فويس | 338 قراءة 

مقترح (حل الدولتين في اليمن).. وزير الخارجية يكشف حقيقته والتفاصيل

موقع الأول | 307 قراءة 

الزعيم الهارب.. عبدالملك الحوثي من حرب عصابات محلية إلى حرب جيوش دولية!

موقع الأول | 285 قراءة 

دون تحديده : جوازات تعز تعلن اليوم البدء بتطبيق السعر الرسمي

المنتصف نت | 239 قراءة 

اعلان روسي مفاجئ بشأن اليمن!

نيوز لاين | 232 قراءة 

ضغوط لإعادة تشغيل مطار صنعاء وتوجهات لتحديث أسطول اليمنية

المشهد اليمني | 198 قراءة 

 بعد (10) سنوات من الجريمة.. سر مقتل المذيعة (انتصار) يشعل الشارع العدني من جديد

موقع الأول | 191 قراءة 

دعوة هامة يوجهها البنك المركزي للمستهلكين في اليمن

يمن فويس | 190 قراءة 

وداعا للصلع.. علاج تجريبي يعيد الشعر في 20 يوماً فقط

يمن ديلي نيوز | 176 قراءة