مدينة يراد لسكانها الموت عطشًا
قبل 1 دقيقة
تعز تعاني أزمة في المياه، أرجعت السلطة المحلية المسؤولية إلى الأمطار التي لم تهطل هذا العام، وتجنبت الحديث عن النافذين الذين يستولون على آبار مؤسسة المياه، من قيادات العيار الثقيل كان ينتظر منها أن تحرر المحافظة من مليشيا الحوثي، وليس بيع المياه على ساكني المدينة ممن صمدوا حينما قرعت طبول الحرب، ولو بالتخفيض
.
الأزمة، حتى وإن لم تهطل الأمطار، هي مفتعلة بكل إصرار وترصد. أزمة تريد سلطة الأمر الواقع أن تجعل تعز مدينة طاردة لسكانها. بعد أن شوهد أفواج من الأسر النازحة تعود إلى ديارها حينما فتح منفذ الحوبان، فما كان من المتسلطين على تعز إلا أن يقطعوا شريان الحياة ويجعلوا حصول المواطن على شربة ماء ضربًا من المستحيل.
لهذا وجدنا من في المنفذ يفرضون إتاوات مالية على كل صهريج يدخل المدينة من جهة الحوبان، حتى إذا ما أصبح متاحًا لا يتمكن المواطن البسيط من شرائه نتيجة سعره الذي يفوق الخيال، كمنافس للمشتقات النفطية. حتى حينما قالت السلطة المحلية إنها سوف توفر المياه، تحركت أطقم لتحرس صهريج ماء، ووزع المندوبون وعقال الحارات للإشراف على بيعه في البقالات. يا للسخرية! أين كنا وأين أصبحنا؟.
بدأ التفاهم في إدخال المياه من الحوبان، وقبل أن تتدفق إلى شرايين المدينة، خرج تصريح أمني يطالب العطشى بعدم شراء الماء القادم من الضفة الأخرى، واعتبر ذلك "الفطحول" من البحث الجنائي مؤامرة سحب العملة. ونسى أن البطاط والطماط يأتي من صعدة وذمار، والأجهزة الكهربائية من صنعاء، وكثيرًا من السلع تأتي من مناطق الحوثي. تجار ليس لهم علاقة بالحرب، تجار طالبي الله. وهاهم مسؤولي تعز يقولون إن المواطنين يناشدون فحص المياه القادمة من الحوبان، وكلها حجج وأعذار الهدف منها توسيع الأزمة إلى أقصى حد. ومثلما تعاني عدن انقطاع الكهرباء، فإن حصة تعز جاءت في قطع المياه. أزمات متلاحقة لساكني مناطق الشرعية.
اليوم، مكتب الأوقاف بتعز يحرك طقومًا عسكرية وأمنية لإجبار مستأجر وقف عين منابع غيل المظفر وغيل كيوان، في منطقة الأشاني – سائلة الجنات بمديرية مشرعة وحدنان. واعتبر الأوقاف أن إمداد السكان بالمياه مخالفة أدت إلى انقطاع المياه عن المساجد. فهل المسجد أهم من معاناة البشر؟ ولماذا هذا التوقيت والتحرك غير المفهوم بحرمان أسر ظلت لعشرات السنين تستفيد من وقفية العيون؟ وهو ما يضع سؤالًا: هل هناك استهداف ممنهج لأبناء تعز؟ وهل تفعيل القانون يراد منه إلغاء عقود المستأجرين القدامى وإعادة تأجيرها على نافذين؟ كل شيء جائز في مدينة يراد لسكانها الموت عطشًا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news