هاني علي سالم البيض* .. نجل الرئيس الجنوبي الأسبق.. يغرد:
تغريدة موسعة ، ورسالة مطولة إلى بعض نشطاء المجلس الانتقالي الجنوبي ومن يدور في فلكهم الى البعض نقول مع الأسف !
إلى من يفترض أن يكونوا في صف الناس لا في وجوههم ،،
لم يعد خافيًا على أحد أن ما يُمارَس اليوم باسم الدفاع عن الجنوب وقضيته العادلة بات في كثير من الأحيان تشويهًا ممنهجًا لكل من يختلف أو ينتقد أو يرفض أن يكون جزءًا من جوقة التطبيل ،،
او ضمن التابعين العُمي ، او المنتفعين تحت تاثير المناطقية او الشللية والمحسوبية ،،
للأسف كل من قال رأيًا مستقلًا ، كل من رفض الانصياع، كل من انتقد خطأً او حتى قدم نصيحة لوجه الله !
صار بقدرة قادر : حوثي، أو إخواني ،
أو عفاشي… !!
بل وقد تُخترع له صفات ما أنزل الله بها من سلطان .
مؤسف جداً ان تصبح الوطنية في الجنوب حكرًا على من يُصفق للانتقالي ويُبرر أخطاءه ويُهاجم خصومه !
هل الولاء يُقاس بمدى قدرتك على الإساءة للآخرين؟ وشيطنة اصحاب الرأي ؟
أين وُلدت هذه الفكرة أن النقد خيانة
وأن الرأي الآخر عداوةً ؟
وأن كل من لا يُعجبكم أو يتفق معك عميل !
لقد شوهتم مبدأ القضية واهدافها وأهدرتم ثقة الناس ، وبات سخط الشارع عليكم أوضح من أن يُنكر !
الوطنية لا تعني أن تُدافع عن الخطأ،
بل أن ترفضه
ولا تعني أن تسكت عن الانحراف بل أن تُصوّب المسار
أن تكون جنوبيًا حقيقيًا لا يعني أن تُكفّر الناس بوطنهم !
بل أن تتقن فن الاستماع وقبول الاختلاف
إن كنتم تدافعون عن الجنوب حقًا،
فابدؤوا باحترام عقول وأصوات أهله ووسعوا صدروكم واستوعبوا كل الخطابات حتى التي تختلف مع رغباتكم وتوجهاتكم
كفى شيطنة، كفى تخوين، كفى إسفافًا… فأنتم بذلك تصغرون في عيون الناس، وتسيئون للقضية أكثر مما تنفعونها.
فكروا قليلاً… واسألوا أنفسكم
من المستفيد من تحويل النقد إلى تهمة؟
ومن الذي يدفع ثمن كل هذا التناحر؟
أنتم؟ أم القضية؟
أم الناس المغلوبون على أمرهم؟
نصيحة أخيرة: من يريد أن يبني وطنًا، لا يبدأ بهدم أهله واستهداف نخبه وشخصياته السياسية والاجتماعية
فلا أحد وصي على الجنوب، ولا وكلاء عن أهله، ولا يحق لا أحد توزيع صكوك الوطنية والخيانة على مزاجه
كفى عبثًا وتخوينًا لكل من يرفض التطبيل وينتقد الأخطاء
من لم يركع لتعليمات مشغليكم صرتم تصفونه بالحوثي أو الإخونجي أو العفاشي او الأشتراكي
هل هذا كل مخزونكم الفكري والسياسي؟ تصنيف، تشويه، تخوين ، شيطنة ؟
لقد حوّلتم النضال والعمل الوطني إلى بلطجة إلكترونية !!
وزرعتم الكراهية في صدور الناس تجاهكم وماتبقى من متعاطفين مع القضية والمشروع الجنوبي
أنتم تسيئون للجنوب أكثر مما تخدمونه
فلا تجعلوا من القضية سُلّماً للأوهام
ولا الجنوب رهينة للعناد والمكابرة وتصفية الحسابات الصغيرة ..
وتخلقون هوة واسعة بينكم وبين الواقع، بينكم وبين شعب تعب من الصوت الواحد والرأي الأوحد !
والمثل يقول: كثرة الدق يفجّر الصخر
تحياتي للجميع
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news