يمن إيكو|تقرير:
طالب مدير ميناء إيلات، جدعون غولبر، الحكومة الإسرائيلية بـ”إجبار” السفن على الرسو في ميناء إيلات من أجل صناعة صورة نصر إسرائيلي على الحصار البحري المستمر الذي تفرضه قوات صنعاء، حتى لو كلف ذلك دفع نصف مليون دولار لكل سفينة.
ووفقاً لتصريحات نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، اليوم الثلاثاء، ورصدها موقع “يمن إيكو”، قال غولبر إنه أبلغ ممثلي وزارات النقل والاقتصاد والمالية في إسرائيل بأنه “إذا أرادت الحكومة أن تظهر للعالم أنه لا أحد يستطيع إغلاق موانئ إسرائيل، فعليها إجبار السفن على القدوم إلى إيلات بحوافز مالية”.
وأضاف غولبر: “أخبرتهم أنه ربما عليكم دفع المزيد من المال، حتى لو فرضنا أن المبلغ 500 ألف دولار لكل سفينة، وهكذا سيعود الموظفون للعمل”.
ووفقاً لغولبر فإن “ميناء إيلات استمر في دفع رواتب الموظفين ورسوم الأرض للحكومة والبلدية، وهو وضع لا يطاق بدون أي عمل”.
وأوضح أن “الميناء يخسر حوالي 4 ملايين شيكل شهرياً (قرابة 1.2 مليون دولار) منذ 19 شهراً”.
وقال: “لهذا السبب قررنا أنه إذا لم تساعد الحكومة ميناء إيلات فإننا سوف نغلقه”.
واعتبرت “واشنطن بوست” أن “الإغلاق الكامل للميناء سيكون بمثابة فوز للحوثيين، مما يؤكد التأثير المستمر لحملتهم، وخاصة مقارنة بخصوم إسرائيل الآخرين في المنطقة”.
وأوضحت أن “ميناء إيلات هو ثالث أكبر ميناء في إسرائيل، وهو نقطة دخول رئيسية للبضائع المتجهة إلى إسرائيل من الصين والهند وأستراليا، من بين دول أخرى، وتشمل وارداته الرئيسية المركبات والنفط والماشية، وفقاً لهيئة الموانئ الإسرائيلية، بينما يصدر الأسمدة والمعادن، كما يخدم الميناء سفن الرحلات البحرية وسفن الركاب”.
وأشارت إلى أنه “حتى الآن، أثبتت جهود الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الآخرين لوقف هجمات الحوثيين- من خلال الإجراءات العقابية والضربات المتكررة على اليمن- عدم فعاليتها. فقد شنّ الحوثيون أكثر من 145 هجوماً على سفن تجارية منذ أكتوبر 2023، وفقاً للبيت الأبيض، كما شنّوا الحوثيون هجمات على ميناء إيلات”.
وكان موقع “بورت تو بورت” الإسرائيلي قد كشف قبل أيام أن إدارة ميناء إيلات اقترحت على وزارة الاقتصاد الإسرائيلية خطة لإجبار السفن القادمة من البحر المتوسط على الوصول إلى ميناء إيلات، عن طريق قناة السويس، على أن تقوم الحكومة وإدارة الميناء والمستوردين بتقاسم رسوم عبور قناة السويس البالغة 800 ألف دولار.
وأشار الموقع إلى أن هذا المقترح سيكلف الحكومة نحو 1.5 مليون دولار كتكاليف لعبور 3-4 سفن شهرياً من قناة السويس.
وزعم غولبر أن هذا المقترح سيشكل “صورة انتصار على الحوثيين”.
لكن هذا المقترح قوبل بانتقادات، حيث نقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن يلاد برشان، الخبير في شؤون الجمارك والشحن الدولي، قوله إن “هذه خطة منفصلة عن الواقع الاقتصادي”.
وأضاف: “إن مرور السفن عبر قناة السويس يطيل مسار الإبحار، وهذا لا يزيد فقط من تكلفة المرور عبر القناة، ولكن أيضاً الوقت المستغرق لاستخدام السفينة ونفقات الطاقم والتأمين والوقود، وكلها تنتقل في النهاية إلى المستهلك، وأي محاولة لفرض إيلات كوجهة للسفن بشكل مصطنع في ظل تغيير طرق التجارة العالمية لا معنى لها”.
وأشار إلى أن ” كل دولار يضاف إلى تكلفة النقل يفرض ضرائب إضافية، حيث يتم احتساب ضرائب الاستيراد بناء على القيمة الإجمالية للمعاملة، بما في ذلك النقل، وهذا يعني أن الزيادة المصطنعة في أسعار المواصلات تعني ضرائب مضاعفة وغير ضرورية، مما سيضر بشكل مباشر بتكلفة معيشة جميع الإسرائيليين”.
وتابع: “حتى بعد التفريغ في إيلات، فإن التكلفة اللوجستية لا تنتهي عند هذا الحد، فالنقل البري من إيلات إلى وسط البلاد أغلى بكثير من النقل من ميناءي أشدود وحيفا، وهذا سيزيد في الواقع من تكلفة سلسلة التوريد بأكملها.. هذه خطة تفرض تكاليف غير ضرورية على المستهلكين”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news