يمن ديلي نيوز:
انتشرت مؤخراً نظرية روَّج لها مؤثرون على منصة “تيك توك” تشير إلى أن النساء يحتجن إلى ساعة أو ساعتين من النوم في المتوسط أكثر من الرجال.
ولكن ماذا تقول الأبحاث فعلياً عن هذا الأمر؟
بحسب موقع “ساينس آليرت” العلمي، عادةً ما يقيس الباحثون النوم بطريقتين؛ الأولى تعتمد على سؤال الناس عن مقدار نومهم، ولكن من المدهش أن الناس غير دقيقين في تقدير مقدار النوم الذي يحصلون عليه، بينما تقوم الطريقة الثانية على استخدام أدوات موضوعية، مثل أجهزة تتبع النوم القابلة للارتداء عالية الجودة، أو جهاز تخطيط النوم القياسي، الذي يسجل موجات الدماغ والتنفس والحركة أثناء النوم.
وتُظهر الدراسات التي اعتمدت على مختلف هذه الطرق أن النساء ينمن عادةً نحو 20 دقيقة في المتوسط أكثر من الرجال.
فقد وجدت دراسة عالمية شملت ما يقرب من 70 ألف شخص ممن ارتدوا أجهزة تتبع النوم أن فرق النوم بين الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و44 عاماً تراوح بين 23 و29 دقيقة.
ووجدت دراسة أخرى واسعة النطاق، باستخدام تخطيط النوم، أن النساء ينمن أطول من الرجال بنحو 19 دقيقة. وفي هذه الدراسة، قضت النساء أيضاً وقتاً أطول في النوم العميق: نحو 23 في المائة من الليل، مقارنة بنحو 14 في المائة للرجال. كما وجدت الدراسة أن جودة نوم الرجال فقط تتراجع مع التقدم في السن.
آراء الخبراء
يعارض الكثير من الخبراء افتراض أن النساء ينمن عموماً لمدة أطول من الرجال، قائلين إن الاحتياج إلى النوم يختلف من شخص لآخر بغض النظر عن الجنس.
وأشاروا إلى أن القول إن كل امرأة تحتاج إلى 20 دقيقة إضافية من النوم هو مجرد افتراض لا أساس له من الصحة، وأنه أشبه بالإصرار على أن تكون جميع النساء أقصر قامة من جميع الرجال.
ولفتوا أيضاً إلى أنه على الرغم من أن النساء يملن إلى النوم لفترة أطول وأعمق، غير أنهن يُبلغن باستمرار عن انخفاض جودة نومهن. كما أنهن أكثر عرضة للإصابة بالأرق بنسبة 40 في المائة تقريباً، وفقاً للدراسات.
وأوضح الخبراء أن العديد من الدراسات البحثية لا تأخذ في الاعتبار عدة عوامل تؤثر على النوم وجودته، مؤكدين أن نوم النساء يعتمد على مزيج معقد من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية.
فمن سن البلوغ، قد تؤدي التقلبات في الهرمونات لدى النساء، وخاصةً الإستروجين والبروجسترون، إلى اختلافات في نمط النوم بينهم وبين الرجال خلال فترات مختلفة من الشهر.
على سبيل المثال، تُبلغ العديد من الفتيات والنساء عن قلة النوم خلال مرحلة ما قبل الحيض، التي تسبق دورتهن الشهرية مباشرةً، عندما يبدأ انخفاض مستويات الإستروجين والبروجسترون.
ويرتبط هذا بزيادة اضطرابات النوم، وخاصةً الاستيقاظ في الساعة الثالثة صباحاً وصعوبة العودة إلى النوم.
وتلعب بعض المشكلات الصحية أيضاً دوراً في نمط نوم المرأة. على سبيل المثال، تُعدّ اضطرابات الغدة الدرقية ونقص الحديد أكثر شيوعاً لدى النساء، وترتبط هذه المشكلات ارتباطاً وثيقاً بالإرهاق واضطرابات النوم.
أما فيما يتعلق بالصحة النفسية، تُعدّ النساء أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب والقلق والاضطرابات المرتبطة بالصدمات. وغالباً ما تُصاحب هذه الاضطرابات مشكلات النوم والإرهاق.
كما تُوصف مضادات الاكتئاب للنساء أكثر من الرجال، وتميل هذه الأدوية إلى التأثير على النوم.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
مرتبط
الوسوم
النوم
صحة الإنسان
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news